قدر الإستحقاقات والمفلسين – مقدمة نشرة أخبار قناة توب نيوز – 10-3-2014- ناصر قنديل

 

يستحق على الذين يوقعون سندات الدين في آجال محددة سداد لا مناص منه ولا فرص للتهرب بعد أن يكون المستدين قد إستفاد من فرص تأجيل متكررة حتى صار الدين متراكم الإستحقاق داهم وهو في هذه الفترة يعيش قلق العجز وكيفية ملاقاته للزمن القاهر .

بعضهم يلجأ للمقامرة وبعضهم يلجأ للرهن وبعضهم يلجأ للسعي للمقايضة وبعضهم يلجأ لشراء وقت جديد أو للدعاء وبعضهم يختار الهروب .

هذا الحال يشبه حال الحلف الذي تقوده واشنطن على مساحة العالم في مجموعة الأزمات المفتوحة من أوكرانيا إلى فنزويلا وسوريا وإيران و البحرين حيث رموا بكل ما بين أيديهم من أوراق قوة وقدرات ليكسبوا  جولة من الجولات وما ربحوا

الزمن يمضي وكلما مضى تبتعد فرص الحصول على أثمان للتوقف عن الحرب ويتحقق المزيد من الإنتصارات لمن كان هدفا لهذه الحرب حتى يصير أقل إستعداد للملاقاة في تسوية منتصف الطريق .

لماذا على سوريا أن تنتظر  تسوية وهي تكتشف كل يوم ان طريق الحسم العسكري أقصر الطرق لخلاصها وهو ممكن واسرع ولا يتسدعي مساومات ولا تنازلات ولا تسويات و لا منح جوائز ترضية محلية أو إقليمية أو دولية لمن لا يتسحقون ؟

أما روسيا وقد إكتشفت ان تقسيم أوكرانيا وهو خطر ناتج عن العبث بتوازنها الهش أشعل الغرب نيرانه  بات يهدد وحدة كيانات غربية مجاورة بينما الكيان الروسي بسبب تكوينه التجانس في الهوية العرقية اوالدينية محصن بوجهه  وفي أوكرانيا أيضا إكتشتفت روسيا ان الأغلبية في شبه جزيرة القرم الأهم من كل النواحي من سائر مناطق اوكرانية هي ورقة قوة لها في أي إحتكام لصناديق الإستفتاء فلماذا على روسيا ان تبحث عن تسويات وهي لم تعد تحتاج التدخل العسكري الذي كان التلويح به كافيا لتحريك التوازنات النائمة في الديمغرافيا الأوكرانية ؟

في إيران التي  عرفت كيف تنشئ ميزان ردع يجعل الحرب عليها حلم ليلة صيف لماذا يمكن أن تتراجع إيران عن حقوقها النووية وحقها في التخصيب في المقدمة منها و هي تمسك مفاصل التأثير بسوق الطاقة وأمن تدفق النفط من الخليج ؟

2014-03-10 | عدد القراءات 2189