الإبراهيمي والإستقالة - مقدمة نشرة أخبار توب نيوز- 11-3-2014- ناصر قنديل

أعلن الإبراهيمي نيته الإستقالة و صرح بان كي مون أنه سيستعين بالضغط الروسي والأميركي لإقناعه بالعودة عن الإستقالة و خلال أيام سيقدم الإبراهيمي إحاطته الدورية لمجلس الأمن حول مهمته ويلوح فيها بالإستقالة ما لم يطرأ تحول كبير يبشر بفرص لنجاح مهمتهه .

سيقول الإبراهيمي إن التصلب في مواقف الطرفين السوريين حكما ومعارضة طبيعي لكن سببه يعود إلى عدم بذل القوى الفاعلة في المجتمع الدولي والإقليمي الضغوط اللازمة على الأطراف السورية لتضطر لقبول الحلول الوسط مستعرضا حجم تاثير القوى الخارجية على طرفي النزاع في سوريا .

و في تورية خبيثة سيشير الإبراهيمي إلى أن المعارضة الموجودة خارج الحكم والتي تمثل تطلعا مشروعا بالتغيير ليس لديها الكثير مما تقدمه لذلك تتوجه الأنظار نحو الحكم لتقديم التنازلات و سيضيف الإبراهيمي أن جنيف 1 عندما نص  على تشكيل هيئة حكم إنتقالية أراد خلق مناخ يشجع المعارضة على ترك الخيار العسكري و العودة إلى الخيار السياسي بزرع الأمل بجدوى هذا الخيار وأن الحكم في سوريا لا يزال يتهرب من هذا الإستحقاق وبالتالي المطلوب ضغط روسي على سوريا والمطلوب إشراك إيران ليس إنصافا لمكانتها في المنطقة ومنعا للكيد في إختيار المشاركين في جنيف بل لتشارك إيران في الضغط على سوريا .

سيتجاهل الإبراهيمي كل الوقائع التي تقول ان المعارضة لم تعد تملك القدرة على وقف العنف ولو تسملت كل السلطة وليس جزءا منها وسيتجاهل ان المعركة في سوريا صارت في محورها الرئيسي بين الدولة ومفردات القاعدة وسيتجاهل أن التشكيلات العسكرية للمعارضة تتلاشى .

سيتذكر الإبراهيمي فقط ان الدعم الخارجي للفريقين يشجع على المضي بالخيار العسكري والإبتعاد عن الحل السياسي  عندما يتذكر ان الجيش السوري هو من يحقق الإنتصارات الميدانية ليقول أن صاحب المصلحة في الحل العسكري وإفشال الحل السياسي هو من يحقق النتائج في ميادين القتال .

مشكلة الإبراهيمي منذ تسلم مهمته هي قناعته أن هناك ربيعا عربيا متجاهلا ان الربيع العربي بدأ في الجزائر بنسخة حقيقية زرعت الموت بين مناطقه ومدنه بإسم التغيير الذي يريده لسوريا وأن الإسلاميين الذين مارسوا الإرهاب في الجزائر بإسم الديمقراطية هم نفس الإسلاميين الذي يقيمون إمارات الذبح الحلال في سوريا وأن التسليح العربي و الغربي للمعارضة هو تسليح يذهب عمليا لهذه الجماعات .

مشكلة الإبراهيمي أنه نذر مهمته لتحقيق أهداف المشروع الأميركي التي فشلت بإسقاط سوريا عسكريا عبر الوسائل التفاوضية فإذا لم تكن النتيجة سقوط سوريا فهو يعتبر مهمته فاشلة والحل السياسي الذي لا يقلب النظام في سوريا هو حل سياسي فاشل .

فليستقل الإبراهيمي أشرف الف مرة من ان تسقط سوريا .

 

 

2014-03-11 | عدد القراءات 3446