عندما غزة تفاجئ - مقدمة نشرة أخبار توب نيوز – 13-3-2014- ناصر قنديل

 

الثابت أن التطورات المتسارعة في غزة خصوصا وفلسطين عموما لم تكن بسبب العمليات الإسرائيلية التي  كانت دائما تضع لها أهدافا من المقاومين و تفرض معادلة التتبع والملاحقة والقتل  خلافا لما  كان عليه الإتفاق الأخير الناتج عن جولة حرب مشابهة .

تنطلق إسرايل من قراءة لوضع حركة حماس في ظل المتغيرات المصرية والسورية والإيرانية وخسارة حماس ثلاث ساحات محورية في قوتها ، فهي فرطت بالظهير السوري  السياسي والشعبي والميداني واللوجستي وخسرت العلاقة المميزة مع إيران بما  تعدى حدود الإحتضان المعنوي إلى حد التمويل الكامل لكل تفاصيل موازنة حماس كتنظيم مقاوم وكحكومة مسؤولة عن مليوني مواطن وشروط صمودهم وخسرت الممر المصري الإجباري الذي كان سالكا وميسرا بقرار من الجيش المصري في ذروة الهيمنة الأميركية الإسرائيلية على قرار مصر في عهد حسني مبارك ونظامه بينما اليوم حماس مشردة خارج  سوريا ومطاردة في مصر وتسعى بلا طائل دون فائدة لترميم علاقتها مع إيران بعدما إشترى وباع وتاجر بها الثنائي التركي القطري الأخواني الذي سلفته صفة محور المقاومة الجديد بعد الحرب الأخيرة في غزة متجاهلة الحلف الأصيل  الذي  صنعت من ضمنه وبدعمه وتحالفها معه إسمها ورصيدها .

يعتبر الإسرايلي أن اللحظة مؤاتية للعمل بقواعد إشتباك جديدة تعطيه الفرصة للتصرف مع غزة كمنطقة ساقطة عسكريا تنتظر قرار الإجتياح وجاء الخلاف السعودي القطري والحرب  التي  تشنها السعودية على الأحوان المسلمين ليمنحا إسرائيل في ظل المفاوضات الجارية برعاية أميركية مع السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس اليقين ان اللحظة جاءت ، و قد قدمت حركة حماس كل ما يلزم من الأسباب لعزلتها وتدفيع الشعب الفلسطيني ثمن سياسات فئوية تقدمت خلالها الهوية الأخوانية لحماس  على  إنتمائها لفلسطين وخيار المقاومة ، فأزمتها مع الحلفاء لم تكن لأنهم بدلوا  هويتهم المقاومة بل لأنها قدمت هويتها الأخوانية ، هذا ما  جرى مع سوريا وإيران وحزب الله إستطرادا الذي ذاق من تحول بعض عناصر حماس  نحو داعش والنصرة  مرارات ضرر لا يحصى أمام التسهيلات التي  يمنحها لعناصر وكوادر حماس في مناطق إنتشاره وتواجده .

التغيير جاء مفاجئا لأن الإسرائيلي يتعامل وفقا لقواعد الإشتباك الجديدة كاسرا الإتفاق الأخير منذ أشهر فما الذي تغير ؟

التغيير جاء لأن حسابات الإسرائيلي الصحيحة  حول حركة حماس لم تنتبه ان حماس فاجاته بوراثتها حركة فتح لأنها تبنت خيار المقاومة وأن حركة الجهاد الإسلامي التي  غابت عن الساحة الإعلامية والسياسية لخماسين الربيع العربي بقيت وفية لخيارها وإلتزامها كحركة مقاومة وكانت تستعد وتحضر وتبني  وتذخر وتدرب وصولا للحظة التي حددت فيها ساعة الصفر لفرض العودة لمعادلات الإتفاق الأخير وكان الرد  المزلزل لصواريخ الجهاد كما  ونوعا .

وقعت إسرائيل في الإرتباك فلا هي قادرة على الصمت ولا  هي  جاهزة للحرب .

غزة تفاجئ لأن الشعب الفلسطيني شعب مقاومة ويعرف كيف يختار  رجال مقاومته ويمنجهم الصدارة .

 

 

 

2014-03-13 | عدد القراءات 3737