ينعقد المجلس النيابي اللبناني لمناقشة البيان الوزاري للحكومة الجديدة و سيستمع اللبنانيون للكثير من الكلمات الصادرة عن النواب وسيسعى لخطف الأضواء النواب المعارضون للبيان الوزاري بإطلاق مواقف نارية في كلماتهم .
جملة حقائق ستسجلها وتكرسها مناقشات البيان وتاليا التصويت عليه :
الحقيقة التي لن يكون ممكنا تجاهلها هي أنه على الرغم من أن البيان الوزاري يتضمن مواقف الحكومة من مسائل عديدة ستتركز مناقشته من النواب المؤيدين والمعارضين لفقرة واحدة من البيان هي المخصصة للموقف من المقاومة .
الحقيقة الثانية التي ستبرزها المناقشات هي أن المقاومة التي ستحتل المناقشات قد إحتلت البيان من قبل لكن المعارضين سيكون بينهم نواب منتمون لكتل ممثلة في الحكومة و مشاركة بالبيان و التصويت لصالحه و سيكون في كلمات زملائهم نوع من النفاق المعيب سياسيا لأن الطبيعي في هذه الحالة من المعارضة ان تسحب الكتلة النيابية وزيرها أو وزراءها من حكومة تعترض على ما تراه المحور الرئيس لبيانها الوزاري و الأعجب هو أن يصوت النواب المعترضون على البيان لصالح منح الثقة للحكومة تحت شعار تمثيلهم فيها أو منحها الفرصة .
الحقيقة الثالثة هي ان التصويت الذي سيجري على الثقة سيكون تصويتا دستوريا على البيان وتاليا على الفقرة الخاصة بالمقاومة وبالتالي ستنال الحكومة ثقة أكثر من مئة نائب سيشكلون رغم كل ما سيقال مصدر ثقة يمنحونها لحق اللبنانيين بمقاومة الإحتلال الإسرائيلي للأرض وحقها بمواجهة العدوان والأطماع الإسرائيلية بالمياة والثروات النفطية والغازية .
السؤال الذي ستطرحه مناقشات البيان الوزاري هو هل سيكون ما بعد البيان كما قبله ؟
الجواب نعرفه من تجارب حكومات سابقة فكل ما جرى في الخلافات حول تشكيل الحكومة و بيانها وطال دور حزب الله في سوريا كمنطلق للنيل من حق المقاومة من جهة والمشاركة بحكومة واحدة معه من جهة اخرى لا تتعدى كونها مجرد مزايدات إعلامية وسياسية لتمرير الوقت وتهيئة الجمهور للتقبل بعد أشهر من الخطاب الإعلامي التصعيدي والإستفزازي .
سينسى المتكلمون وسينسى المصوتون كلماتهم واصواتهم بعد الجلسة وتعود السياسة اللبنانية للتكفل بالنسيان كما كان حال حكومات سابقة سواء حكومة فؤاد السنيورة ما بعد الدوحة والسابع من أيار والتي سبق تشكيلها كلام لا يختلف بحق المقاومة والسلاح عما يقال اليوم وبعدها حكومة الرئيس سعد الحريري التي أعقبت الإنتخابات النيابية وسبقها كلام مشابه وفي ما بعد البيان الحكومي ونيل الثقة تصرف السياسيون كأن شيئا لم يكن .
المقاومة ستنال الثقة النيابية رغم العجيج والضجيج .
2014-03-18 | عدد القراءات 2317