دخول الجيش اللبناني إلى عرسال فجر هذا اليوم هو بداية الرد على المشروع الذي بدا تنفيذه تيار المستقبل مساء أمس بفرض أمر واقع عنوانه تقديم سقف الحماية السياسي للمجموعات المسلحة التي فرت من سوريا من سوريين واجانب سماهم رئيس المستقبل سعد الحريري بالثوار الذين أخرجوا من ديارهم .
مشروع المستقبل لم يضع الحكومة و الجيش والقوى الأمنية أمام إمتحان مصيري فقط خصوصا في ظل تواطؤ وزاء المستقبل وغض نظرهم عن مسؤولياتهم الوزارية لحساب ولائهم الحزبي بل وضع مبرر تشكيل الحكومة على محك الإختبار بعين الدول الغربية االتي كانت الدافع الرئيسي لإستيلاد الحكومة عبر الضغط على المستقبل لتجاوز الإبتزاز الذي كان يطرحه بوجه حزب الله سواء لتشكيل الحكومة أو للإفراج عن بيانها الوزاري وموقع المقاومة فيه .
الغرب معني بمنع تمدد القاعدة إلى الداخل اللبناني من بوابة عرسال وطرابلس رغم كل المحاولات التي يرغب المستقبل لو تحظى بالقبول لإنشاء توازن أمني هش بين القاعدة وحزب الله تتيح إستخدامها في لحظة دنو الإستحقاق الرئاسي .
الطريق الوحيد هو الرهان على الجيش اللبناني ولذلك كان الإهتمام الغربي بتسليحه والضغط على السعودية لتمويل هذا التسليح والمواطنون في البقاع ومرجعياتهم السياسية عرفوا ذلك جيدا وقرأوا التوازنات التي رافقت ولادة الحكومة وبيانها فنزلوا إلى الشارع يقطعون طريق اللبوة عرسال وهي المنفذ الوحيد لعرسال على الداخل اللبناني وليس من مطلب لهم سوى نشر الجيش اللبناني لوحداته في عرسال .
كان الوضع امام خيارين لا ثالث لهما إما ان تنفجر المواجهة بين اللبوة وعرسال او أن يدخل الجيش إلى عرسال وعلى ضفة مقابلة كان الخيار بين مواجهة تنفجر في صيدا وأخرى في البقاع أو أن ينتشر الجيش .
قرار دخول الجيش إلى عرسال لا ينهي مشروع المستقبل لكنه يصيبه إصابة بالغة و يزيد التعقيدات امامه وسيكون الوضع بتحديات مشابهة مطروحا بذات القوة في طرابلس كلما تشدد إحاكم إغلاق الحدود من الجهة السورية لقطع شرايين الإمداد للداخل السوري عبر نقاط الإرتكاز الي يوفرها تيار المستقبل .
الجيش اللبناني إلى عرسال بداية تمر من فوق راس الحكومة و فوق أكتاف تيار المستقبل فهل يكون مناسبة لرفع اسهم قائد الجيش كمرشح رئاسي ؟
2014-03-19 | عدد القراءات 2052