الجبهة التركية – مقدمة نشرة أخبار قناة توب نيوز – 22-3-2014- ناصر قنديل

التطورات التي حملتها ساعات الليل عن تقدم قوات المعارضة المسلحة في شمال سوريا والإلتفاف نحو ريف اللاذقية من جهة كسب أكدت أن حكومة أردوغان التركية قررت العودة للتحرش بسوريا بعد اشهر من التهدئة رافقت التحضير لمؤتمر جنيف الخاص بسوريا من جهة ومساعي تركية للتقرب من إيران في مواكبة لمرحلة التفاهمات الدولية والغربية خصوصا والأميركية بالأخص مع إيران في ملفها النووي .

المستجد الذي قلب المواقف هو ما يجري على الساحة الدولية إنطلاقا من تطورات أوكرانيا و إستطرادا إنفجار المواجهة الأميركية الروسية حول شبه جزيرة القرم و قرار الإنضمام إلى روسيا الذي جرى الإستفتاء عليه من سكان شبه الجزيرة و لاقى قبول الحكومة الروسية و صدق عليه الرئيس بوتين .

تركيا أردوغان وجدت فيما جرى تحديا وفرصة في آن واحد فشبه جزيرة القرم المشكلة من أغلبية من أصول روسية يشكل المسلمون نسبة المواطنين الثانية فيها بحوالي 12% وتعتبرهم تركيا بحكم الولاء التاريخ وهجرة الأصول إلى تركيا جزءا من رعاياها كما تعتبر روسيا السكان الآخرين رعاياها وترى في هذا العامل فرصة لتقديم أوراق إعتمادها للأميركيين مجددا كلاعب يمكن الإعتماد عليه بينما ترى في السيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم كبوابة لحماية حضورها في البحر الأسود ومنه إلى مضيق البوسفور وصولا للبحر الأبيض المتوسط مصدرا للقلق من أن يكون ما يجري بداية مرحلة جديدة تستولي فيها روسيا على قرار البحر الأسود تحت تاثير التوازانات الجديدة الناجمة عن المواجهة الأميركية الروسية بحيث تصرف روسيا فائض قوتها المتنامية في المدى القرب لجغرافيتها وحيث لا يملك الأميركي منعها و هذا يعني أن البحر الأسود وشروط إستخدامه وعبور مضائقه و خصوصا البوسفور نحو المتوسط سيشكلان الهم الأقرب لروسيا ما بعد القرم .

الجبهة السورية تحمل أيضا معنيين جديدين كفرصتين  في وقت واحد أيضا فسوريا فرصة لإيصال رسالة لروسيا مفادها الجهوزية للمزيد من التصعيد في نقاط ضغط قابلة للتفاوض بحثا عن تسوية في منتصف الطريق بينما الفرصة الموازية هي في تقديم اوراق إعتماد جديدة لأميركا تقوم على الإستعداد للتشويش على منجزات الجيش السوري في جبهات القتال و فرض معادلات من نوع جديد تفرض على إيران وسوريا تفاوضا من موقع مختلف .

أردوغان يزج بوحدات من الجيش والمحازبين ورجال المخابرات للدخول إلى مناطق شمال سوريا لكنه لم يعرف ما الذي يفعله و إلى اين يمكن أن تصل الأمور والتداعيات خصوصا بعدما شن الجيش السوري ليلا عملية إلتفافية نوعية إسترد فيها المواقع والقرى التي دخلها الأتراك بلباس المعارضة وإنكشفت مشاركتهم من القتلى والجرحى والأسرى وصار عليهم توقع ردود افعال مبررة ومشروعة لسوريا من حق التعقب داخل الأراضي التركية إلى الإستهداف المدروس لمعسكرات التجهيز والتحضير التي إنطلقت منها الهجمات أو مستودعات التسليح الوافدة من الخارج .

2014-03-22 | عدد القراءات 4293