مصر الدور والدولة - مقدمة نشرة اخبار توب نيوز- 23-3-14- ناصر قنديل

الزيارة التي يقوم بها  وزير خارجية مصر إلى لبنان واللقاءات التي أجراها مع الرؤساء والقادة السياسيين والأمنيين وما صدر عنه من تأكيد مصري على التمسك بمعادلة الوفاق الوطني بين اللبنانيين من جهة والحرص على الأمن والإستقرار من جهة اخرى مع ما رافق الزيارة من كلام إعلامي مصري يعتبر الزيارة بداية لرؤيا مصرية تقوم على السعي لإستعادة الدور العربي للدولة التي يتوقف على دورها مستقبل اي نشاط عربي مشترك ما يتسدعي التساؤل والتدقيق .

المدخل اللبناني يصلح للبداية المصرية لكن إمتحانه سهل على مصر فهو لا يحرجها في القضيتين الأساسيتين الإشكاليتين اللتان تقفان عقبة أمام مقدرة مصر على إعادة إطلاق دورها عربيا .

القضية الأولى هي العلاقة المصرية السعودية المحكومة بمعادلة المساعدات المالية الخليجية التي تقودها السعودية والتي تشكل بيضة القبان فيها في ظرف مالي إقتصادي مصري صعب تحت ضغط الحاجات المتزايدة من جهة وتوقف المصادر المحورية في الدخل التي  كانت تدرها السياحة على الخزينة والإقتصاد المصريين كقطاع عام وقطاع خاص معا من جهة أخرى مما يجعل وزن هذه المساعدة السعودية في السياسة اساسيا وهذا ما يدركه السعوديون ويتصرفون على اساسه بإعتبار فرصة وضع مصر تحت المظلة السعودية عربيا بالفرصة التي لا تفوت و بالتالي يصير التحرر المصري من هذا العبء لبناء سياسة مستقلة بالأمر المحفوف بالمخاطر خصوصا ان السعودية تعاني وطأة هزيمة مشروعها في سوريا و تراجع مكانتها الخليجية مع التفاهمات الدولية الإيرانية التي  تمنح إيران موقع القوة الأشد تأثيرا في الخليج و دوله و يمنح مصر مكانة الهدف الوحيد لرد الإعتبار للمكانة السعودية فتصير قضية حياة أو موت سعوديا .

يحدث ذلك بينما السعودية تقود حرب إستئصال الأخوان خليجيا و تصعد مواجهتها مع قطر لمحاصرتها في الخليج والتداعيات التي ستترتب على هذا التصعيد السعودي والتي يمكن أن تصل لتحجيم مكانة قطر وتغيير سياساتها تجاه مصر وهو امر تعرف مصر أهميته في مواجهتها مع الأخوان سواء لجهة تأثير التمويل القطري للتمرد الأخواني على صمودهم وقدرتهم على خوض المواجهات مع الدولة المصرية وجيشها إضافة لتاثير قناة الجزيرة القطرية في توفير التغطية الإعلامية لحرب الأخوان على الدولة المصرية وهذا التموضع السعودي الحاسم والفعال يعطي تأثيرا أكبر على القيادة المصرية ويسمح للحلم السعودي بإمساك السياسة المصرية عربيا فرصا أكبر .

القضية الثانية هي الموقف من سوريا والحرب عليها بعدما صارت الإشكالية المعقدة لأي حركة عربية هي كيفية التعامل مع الدولة السورية التي أدى الموقف السعودي القطري وضعها خراج  الجامعة العربية وبات أي تطوير للعمل العربي المشترك وقفا على من يقدر على قيادة المصالحة مع الدولة السورية و إعادة تطبيع العلاقات معها في وقت يقود الخليج مشروع تسليم مقعد سوريا للمعارضة بصورة معاكسة للتطورات التي تقول أن الدولة في سوريا تتسترد المبادرة والسيطرة على أرض الواقع .

مصر الدور هي مصر الدولة وهذا هو التحدي من جهة سوري ومن جهة سعودي وفي الحالتين بسبب تداخلهما هو سوري سعودي .

2014-03-23 | عدد القراءات 2274