قمة للعاجزين ومأوى للعجزة – مقدمة نشرة اخبار توب نيوز – 24-3-2014 – ناصر قنديل

 

قمة الكويت العربية من أشد القمم علامة على ضعف العرب وعجز حكامهم عن لعب  دور حتى في قضاياهم المباشرة كحكام .

فشل الحكام العرب في حسم الأمر الخاص بمن يتولى المقعد السوري و بقي المقعد شاغرا ولم تنفع معاتبة ولي العهد السعودي الحاضر بالوكالة عن الملك الغائب على كرسي المقعدين  لحل التمثيل وتسليم المقعد للإئتلاف المعارض خصوصا أن إتجاه الوضع العسكري في سوريا لا يزال واضح المسار لصالح الجيش السوري  ولم يتغير شيئ في هذا المسار بالتحرشات التركية والأردنية عبر الحدود بقدر ما أوحت بمحدودية فرص التغيير العسكري في سوريا دون إستعداد دولي أو إقليمي للتورط في  حرب  حدود تتحمل تبعاتها واحدة من دول الجوار و خصوصا تركيا أو الأردن .

القمة في المسألة السورية تكشف ضعفها وفي المسألة الفلسطينية تكشف  انها خارج الموضوع فالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في دائرة الخطر أصلا بسبب الهوة الشاسعة التي تفصل ما يقدر الفلسطنيون على قبوله عن المدى الذي يبدي الإسرائيليون الإستعداد لتقديمه .

المفاوضات بعد حرب غزة أشد  تأزما  فقد ثبت ان مكافئ قوة جديد دخل المعادلة العسكرية هي  حركة الجهاد الإسلامي التي أظهرت قدرات عسكرية عالية المستوى فرضت على الإسرائيلي التراجع وقبول التوازن الجديد فماذا تقدر القمة أن تفعل في الشأن الفلسطيني ؟

حتى الخيانة لم يعد بمستطاع الحكام العرب فعلها لشدة عجزهم .

القضايا التي تهم حكام الخليج الذين كانوا فيما مضى قبضة واحدة صارت عدة قضايا متقابلة فقطر تريد شيئا و عمان شيئا والكويت شيئا والسعودية تريد أشياء ومصر في حال غياب  عن السمع طالما لا تريد مجاراة السعودية ولا الإختلاف معها .

ملف تصنيف الأخوان كتنظيم إرهابي لن يكون مطروحا ولا غيره  لأنهم مختلفون ومنقسمون أما السوق العربية المشتركة وملف العملة الموحدة فصارت من الماضي والذكريات فالإتحاد الخليجي الذي أرادوه نواة للسوق العربية المشتركة صار من الماضي والذكريات بعد رفض الكويت وقطر وعمان والإمارات الإنصياع للرغبة السعودية .

القمة محاصرة بالتجاهل الأميركي و الحضور السوري العائد بقوة والتمركز الإيراني الفاعل والجاذب بكل إتجاهات الخليج والمأزق الإسرائيلي المقيد بنمو حزب الله والجهاد وقدراتهما المتنامية .

القمة العربية للبكاء على الأطلال كما كاد  يبكي سلمان على عدم تسليم مقعد سوريا للجربا لكن العجز القاتل بلغ حد الفشل في إرتكاب التجزئة كما إرتكاب الخيانة .

كان المأخذ على القمم السابقة عجزها عن إسترداد الحقوق والكرامات وعن توحيد الجغرافيا و السياسية والمصالح فصار العجز في مرحلة أشد توغلا وعمقا حيث العاجزون يجتمعون ولا يستطيعون تجزئة أو خيانة حتى رغم انهم يرديون

وداعا للقمم العاجزة بعدما صارت مأوى للعاجزين والعجزة .

 

2014-03-25 | عدد القراءات 3783