قد يبدو الإهتمامبالإنتخابات النيابية العراقية مبكرا وهي التي ستجري بعد شهر في نهاية نيسان المقبل لكنها المحطة الإنتخابية الوحيدة التي ستشكل مع الإنتخابات البلدية التركية مؤشرا على إتجاهات المنطقة خلال الفترة المقبلة .
في تركيا من الواضح أن حزب رجب اردوغان قد خسر كل أوراق الرهان الداخلية لتحسين وضعه الإنتخابي ولم يتبق له سوى الرهان على التصعيد على الحدود السورية والإستثمار على فرص إعتماده من الغرب للتوغل في تصعيد مع روسيا على أمل ان يعيد له شد العصب تجاه المواجهات الخارجية بدعم الجيش من جهة وإحراج اليمين القومي منجهة مقابلة فينجح بمحاصرة التيار الإسلامي المنشق عنه بزعامة فتح الله جولن القريب من السعودية لكن غير المؤهل لنيل أغلبية على حساب أردوغان بل كما يبدو فجمع ما سيحصلانه معا لن يشكل أغلبية ويرجح ان تذهب تركيا سياسيا نحو مرحلة من التشظي والتفكك تحت راية كتل صغيرة تبقى أكبرها كتلة رجب أردوغان لكنها ككتلة اليكود في الكنيست الإسرائيلي مرغمة أن تبحث عن تحالفات محورها تنازلات وشراكة لتشكيل حكومة ربما تصير حكومة وحدة وطنية يفقد فيها الحزب الأكبر موقعه القيادي .
بالمقابل تبدو كتلة رئيس الوزراء العراقي نور المالكي واثقة من وضعها الإنتخابي و يبدو خصومها رغم المال السعودي واللعب الأمني التركي ومحاولات إنشاء تحالفات تلعب على وتر الأكراد حينا والمناطق الوسطى حينا آخر بعناوين العصبيات المذهبية مضطرون للتسليم على جبهة خصوم المالكي أنه لا يزال الكتلة المؤهلة للفوز بالأغلبية المقاعد البرلمانية بما يتيح له تشكيل الحكومة الجديدة بعد الإنتخابات .
لم تفلح حرب الأنبار التي وضعت لحساب خوضها مقدرات هائلة ولا التصعيد السياسي الإقليمي على المالكي من الجهتين السعودية والتركية في إضعافه و بالنتيجة حتى كتلة التيار الصدري التي توقعوا لها المنافسة على الموقع الأول قال اركانها بعد إعلان رئيسها السيد مقتدى الصدر عزمه إعتزال العمل السياسي أنهم لم يكونوا ليشكلوا تهديدا لمكانة المالكي الأولى في البرلمان كمرشح وحيد لتشكيل الحكومة المقبلة .
الحصيلة أن المنطقة تنتج معادلاتها على أساس صحة الخيارات والرهانات أو بطلانها وسقوطها فأردوغان يدفع ثمن توريط الأتراك بخيارات ومشاريع لم تجلب لهم إلا الضعف والخسائر والمالكي يحصد ثمار قراءة صحيحة للمخاطر وتشخيص دقيق للخصوم وتحديد للتحالفات والتوازنات والمواقف وها هي الحقائق تقول الكلمة الفاصلة .
2014-03-28 | عدد القراءات 2781