زيارة الرئيس الأميركي للسعودية والمقررة منذ مطلع العام والمؤجلة مرات عديدة بسبب إرتباك صحي بوضع الملك وولي عهده من جهة وإصرار واشنطن على تعديلات بنيوية في المسؤوليات بين رجال العائلة المالكة قبل إتمام الزيارة من جهة اخرى تبدو كبداية لمرحلة جديدة في الخليج .
تمت الزيارة بعدما جرت إطاحة بندر بن سلطان لإنتهاء صلاحيته و فشله في الملفات التي تولاها وخصوصا الحرب في سوريا والتفاوص مع روسيا وكانت النتيجة أوهاما وأكاذيب ومواعيد لا تتحقق .
الدفعة الثانية من التغيير كانت عشية الزيارة كشرط لإتمامها وتمثلت بتفويض الأمير مقرن بن عبد العزيز صلاحيات الملك وولي عهده ومقرن هو رجل المخابرات الأميركية بإمتياز وهو جسر الإنتقال بين ابناء عبد العزيز والأحفاد الذين سيمثلهم كجناحين لعهد مقرن وهما محمد بن نايف ومتعب بن عبدالله .
لا مكان للحديث عن مراضاة أميركية للسعودية كما تروج الوسائل الإعلامية الممولة سعوديا فالتفاوض مع إيران سيستمر وجواب أوباما غاية في الفظاظة ومضمونه عندما يقول أوباما، لن نوقع إتفاقا سيئا مع إيران ، يعني لا نحتاج نصائحكم أيها السعوديون فنحن نعرف مصالحنا ونميز السيئ من الجيد وندير التفاوض بما هو مناسب .
في مضامين المحادثات هناك طلبات أميركية محددة تتصل بالقضية الفلسطينية التي يريد الأميركي تسريع فرص التوصل لإتفاق حولها قبل الإنسحاب من افغاسنتان كبوليصة تأمين لإسرائيل ولا مجال عندما تتعقد إسرائيليا إلا بالضغط على الطرف الفلسطيني لتقديم المزيد من التنازلات وعلى السعودية أن تقوم بهذه المهمة .
التفاوض مع إيران ضرورة ملحة اميركيا وعلى السعودية أن تضع مواقفها المتعنتة جانبا لأن ترتيب وهندسة الخليج يجب أن تنخرط فيه السعودية مع إيران تفاوضيا .
البداية كما تقول المعلومات ستكون من البحرين حيث إستدعى الملك الهيئة الإستشارية طالبا تحضير النصوص والأطر لبدء حوار جامع مع أطراف المعارضة البحرانية تمهيدا لإنتخابات برلمانية يسبقها تعديل دستوري يتيح جعل رئيس الحكومة نتيجة إنتخاب مباشر بما يجعل المملكة اقرب للملكية الدستورية .
مصدار المعارضة البحرانية تقول ان الحوارات السابقة وصلت لهذه النقطة مع النظام ممثلا بولي العهد وبقيت نقطة عالقة تتصل بالموافقة السعودية التي يقول حكام البحرين أنهم لا يستطيعون تجاهلها و ينتظرون زيارة اوباما للحصول عليها .
من البحرين سيبدأ التغيير في الخليج .
2014-03-29 | عدد القراءات 8439