الزبداني وكسب وحلب - مقدمة نشرة توب نيوز - 30-3-14- ناصر قنديل

 

التدخل التركي والأردني المفاجئين والموقتين على ساعة زيارة أوباما للمنطقة فشلا في تحقيق الهدف المرسوم فقد ثبتت الحقائق التي تقول ان حدود القدرة على الإختراق والضغط تبقى ضمن دائرة قدرة الجيش السوري على الإمتصاص و الإستيعاب ، وقالت أيضا ان الجيش السوري الذي بدا بعد قطع شرايين الإمداد اللبنانية لعشرات الجيوب المنتشرة بين أرياف حماة وحمص ودمشق للضغط على دمشق هي تصفية هذه الجيوب بعد منحها وقتا تفاوضيا لتسوية تقوم في أماكن على التسليم وتسوية الأوضاع وفي أماكن اخرى على فتح ثغرة للإنسحاب إلى جبهة حدودية أمام المسلحين خصوصا عندما تكون النسبة الأغلب بينهم من غير السوريين ، و أن الحلقة التالية في خطة الجيش ستكون حلب لأنها العاصمة الثانية ولأنه قد أعد لها العدة التميهيدة اللازمة منذ فتح طريق السلمية مطار حلب .

اليومين الماضيين قالا مع دخول الجيش السوري إلى قلعة المعرة وخصوصا فليطا المعقل الثاني في القلمون بعد يبرود بالنسبة للجماعات المسلحة أن لا شيئ فرض على الجيش تعديل  خطته وانه ماض في القتال لتنظيف الجيوب ومفاوضة من يصلح منها للتفاوض والمعلومات تقول ان منها الكثير الذي بات ناضجا لخياري الإنسحاب وتسوية الأوضاع .

الحرب الحدودية ثبت أيضا انها خيار لا تخشاه القيادة السورية إذا فرض عليها طالما أنها لم تسع إليه وقد بذلت كل جهدها لتفاديه طوال سنوات الحرب وما فيها من إستفزازات و إحتضان علني للمجموعات الإرهابية من الجانبين الأردني والتركي ومن بناء المعسكرات ومستودعات السلاح ونقاط  التجميع والإسناد عند الحاجة ولذلك إذا كانت مثل هذه الحرب ضرورة لحماية سوريا فلتكن .

تراجع الأردن وتريثت تركيا ويبدو ان سوريا هي من يسرع الروزنامة هذ المرة لحسم الخيارات غير آبهة بالنتائج وتبدو حكومة أردوغان بعد تسريب الشريط  المسجل الذي يكشف تخطيطها لفتح الجبهة مرتبكة وضعيفة أمام الداخل التركي .

الخطوة المتبقية والمؤثرة من حرب ما بعد يبرود صارت تتمثل في الزبداني لذلك يبدو حسم قدسيا قريب ويبدو التوسع في حلب تدريجي وتبدو كسب في حصار النار تحشيد وتنظيم ووضع خطط لهجوم ليصير الثلاثي القادم للحرب الزبداني  وكسب وحلب .

أيهما أولا  وأيهما اخيرا ؟

لندع الأيام تقول وتتكفل بالجواب .

2014-03-30 | عدد القراءات 4868