الطريق للرئاسة – مقدمة نشرة أخبار توب نيوز -5-4-14- ناصر قنديل

 

الإستحقاق الرئاسي اللبناني الذي تبقى على نهاية مهلته خمسين يوما واللبنانيون ينتظرون ما سيؤول إليه هذا الإستحقاق بين خيارات التمديد للرئيس ميشال سليمان والفراغ الرئاسي والإنتخاب المفترض قبل نهاية المهلة الدستورية .

التطور الذي ساهم برسم معالم الإستحقاق تمثل بترشيح رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ولكنه بدلا من طمأنة اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا أربكهم و دفعم للخوف والقلق فقد قرأ اللبنانيون ترشيح جعجع بصفته مدخلا لتغيير المعادلات الرئاسية بصورة مقلقة .

النصاب اللازم لإنتخاب الرئيس يستدعي  حضور  تيار المستقبل الذي شعر بالقيود والسلاسل التي وضعها في يديه وقدميه سمير جعجع مع إعلان ترشيحه فلا شراكة في الحضور بلا موافقة مسبقة من جعجع ولا فرصة لترجمة أو متابعة التفاهمات مع العماد ميشال عون بلا رضا جعجع ولا فرصة للتداول في إسم وسط يمكن التوصل إليه بالتوافق وبالتالي صار سعد الحريري معتقلا في معراب وهو لا يزال مقيما في باريس .

ما الهدف من ترشيح جعجع إذن ؟

الواضح أن جعجع إستعان بخبرات غير لبنانية متضررة من حسابات اللعبة اللبنانية المستعجلة للتوصل لتفاهمات و لا  تراعي الإعتبارات الإقليمية والدولية التي تشكل خلفيتها و مصدر  حضورها وقوتها .

التحالف الغربي السعودي الذي تدور بينه مواجهات وتعقد بينه تفاهمات يبدو مرتاحا لترشيح جعجع طالما أنه سيشكل سببا لفرملة الإستحقاق لحين نضج التوافق على مرشح يحظى بالرضا من جميع الأطراف وهو تفاهم لن يتحقق داخليا بلا التغطية الإقليمية والدولية .

القوى الممسكة بقرار الرابع عشر من آذار  شجعت الحريري على التفاهم مع اعتماد ميشال عون لضمان إقلاع الحكومة الجامعة وتبريد خطوط الإشتباك السياسي  مع حزب الله ومنع تحولها غلى خطوط مذهبية لما ترتب  على هذا التوتر المذهبي من فرصة مفتوحة لتنظيم القاعدة في إمساك الكتلة الحيوية في البيئة الحاضنة لتيار المستقبل وصولا لقدرته على تجنيد إنتحاريين لبنانيين يقتلون أنفسهم بلبنانيين آخرين .

بعد إنفتاح العلاقات بين الحريري وعون صار لازما وضع الكوابح التي  تحول  دون قدرة الفرقاء المحليين على صناعة الإستحقاق بعيدا عن الغطاء الغربي السعودي فجاء ترشيح جعجع يحقق هذا الهدف وليس مهما من يقف وراء ترشيح جعجع لأنه على الأرجح عدم ممانعة بذلك كمثل حال التشجيع على تلاقي الحريري وعون وصولا للحظة يصير فيها الإستحقاق ناضجا  على إيقاع المشهد الإقليمي الجديد وفي قلبه مكانة جديدة لكل من سوريا و إيران فعندها يأتي من يفرض على جعجع الإنسحاب أو يسمح للحريري بتخطيه ويقدم له تغطية التخطي .

2014-04-05 | عدد القراءات 2859