سارت الأمور منذ الربيع العربي وفقا لتحليل وقراءة قوامهما أن الأميركي يملك مخططا للخروج من مأزق العراق وأفغانستان و قبل حلول أجل الإنسحاب منهما ، عنوانه التعويض عن خسارة فائض القوة الذي حققه من نهاية الحرب البادرة وتفكك الإتحاد السوفيتي وحرب يوغوسلافيا و إستقطاب دول اوروبا الشرقية ، والتي أنفقها كأرصدة في فشله في حروب المحافظين الجدد وصار بعد هذه الحروب وخصوصا حرب لبنان 2006 وحرب غزة 2008 وجها لوجه أمام تعاظم قوة إيران الإقليمية وتنامي حضور سوريا العربي بما بات يستدعي إعادة رسم للجغرافيا السياسية للشرق الأوسط إستباقا لترك فراغ بعد الإنسحاب لتملأه قوى حلف المقاومة .
الخطة كما كتب الكثير وقيل الكثير تقوم على التحالف مع الأخوان المسلمين من البوابتين التركية والقطرية وتسليمهما معادلات العالم العربي من بوابة التغيير في أنظمة الحكم في مصرو تونس وليبيا واليمن لتصل نار التغيير إلى سوريا فيتحقق عبر هذا التموضع الجديد مشهد تخسر فيه إيران بوابتها على لبنان وفلسطبن وتتغير معه حسابات توازنات قوى المقاومة .
دار الزمان دورته الكاملة وإنجلى غبار الربيع العربي عن خماسين سرعان ما تحولت إلى رياح موحلة و يكاد يخرج الأميركي من الموحلة مكسر الرماح ، من فوضى شمال افريقيا إلى الفشل الكبير في سوريا وتعاظم القوة الإيرانية و تنامي دور حزب الله ، فكان الخيار الذهاب إلى جوار القلعة الروسية ولعب آخر اوراق الإحتياط في أوكرانيا في نقلة كش ملك مع القيصر الروسي فلاديمير بوتين لإجباره على الإختيار بين حماية أرباحه في الشرق الأوسط أو خسارته في امنه القومي .
فاجأ القيصر بوتين واشنطن الآتية من حروب عقد ونصف و إنهيارات سياسية ومعنوية وضعف إقتصاد و إرتباك قرار ، بأنه يملك خطة محكمة للرد على نقلة كش ملك في اوكرانيا فإذ به جاهز لخطف القلعة المحصنة في اوكرانيا التي تختصر كل مصادر اهميتها الإستراتيجية وهي شبه جزيرة القرم .
هل كان كل ما شهدناه منذ غزو أمريكا لأفغانستان من تهاون روسي هو إستدراج لأميركا لتقع في كمين روسي محكم وبوتين يحكم الكرملين منذ العام 2000 و البيت الأبيض يتنقل من حرب خاسرة لحرب خاسرة ؟
هل كان تسهيل صدور قرار مجلس الأمن لتغطية غزو ليبيا جزءا من الكمين الروسي للإمساك بقوة بحق الفيتو عندما تصل الأساطيل الأميركية لضرب سوريا ، بعدما صار يقين موسكو أن الغرب كله عاجز عن حروب ما بعد أفغانسان والعراق دون تفويض من مجلس الأمن ، ومن يعجز عن إسقاط القذافي بلا تدخل عسكري لا نقاش حول حاجته للتدخل العسكري الأشد والأقوى والأوسع للرهان على زعزعة سوريا ، و بالتالي على تغطية موسكو عبر مجلس الأمن و إلا تحولت مواجهته مع سوريا إلى حرب إستنزاف له ولحلفائه كما هو حاصل اليوم ولا بد أن يفكر عندها بالمجيئ إلى أوكرانيا ؟
صحيفة كندية تنشر كاريكاتيرا للمشهد الدولي يبدو فيه بوتين يلاعب اوباما على رقعة الشطرنج وتبدو قدما بوتين تحت الطاولة في الثلج وقدما أوباما فوق موقد نار مشتعلة .
2014-04-11 | عدد القراءات 3493