في كل مرة كانت معلولا تقع بيد المجموعات المسلحة المعارضة كان ذلك علامة على تحول سلبي في مسار الحرب يظهر وجود خطة ترتبط بأمن العاصمة .
لم يكن الجيش السوري ليفكر بحملة إسترداد معلولا لمجرد أهميتها التاريخية و التراثية والرمزية أو لتوفير الأمن لأهلها و تأمين عودتهم وكلها أسباب أكثر من كافية .
جرب الجيش السوري مرة هذه الإعتبارات كمنطلق لإسترداد معلولا فتبين حجم التشبت بها من المسلحين الذين إحتلوها ونظموا عملية تهريب الراهبات ضمن خطة منسقة مع بعض القوى اللبنانية المنخرطة في مشروع دولي إقليمي للحرب على سوريا وما وراء عملية التبييض المطلوبة للمسلحين من بوابة العنوان المسيحي لمعلولا وحجم المال والسلاح والرجال المرصودين لحماية إحتلالها لتصير معركة إسترداداها هي حرب القلمون وبينما التسليم بخسارتها يعني حرب دمشق .
لما بدأت حرب القلمون بالهجوم على محاور جرود عرسال و القاع اللبنانيتين من بوابة الجراجير وتدحرج الهجوم بدراية وحسبان نحو حسم يبرود وفليطا ورنكوس كان السؤال لماذا لم تكن معلولا بعد حسم النبك وقارة ودير عطية وبينها وبين بلدات ومدن هذا المحور رمية حجر فكان الجواب الضمني أن معلولا هي شريان دوما من عرسال ولا يمكن حسمها إلا إذا قطع هذا الشريان وجرى شل الدفاعات والملاذات المهيأة في دوما لنصرة النصرة في معلولا .
حسمت الجبال وقطعت الإمدادات وحوصر المسلحون في معلولا و جوارها فكانت عمليات العزل لدوما بالنار والهجوم لإسترداد معلولا ومنها إلى الجوار وصولا لتلال جيرود قبالة حمص وصارت المنطقة الممتدة من دوما قرب دمشق حتى حمص من كل إتجاهاتها مؤمنة تأمينا كاملا ويستمر العمل يوميا لتنظيف تدريجي نحو سهول رنكوس وصولا للزيداني المحور التالي لتأمين العاصمة بصورة نهائية بعدما يتم تنظيف الأحياء الملاصقة بالعاصمة وخصوصا دوما وجوبر .
معلولا مفصل حاسم في أمن العاصمة فمنها يكتمل طوق دوما و عدرا وجوبر كمثلث بات حسمه قريبا يقابله مثلث خان الشيح واليرموك وداريا لتصير دمشق شمالا وجنوبا من حمص حتى القنيطرة في حلقة الأمان تقابلها الحلقة المتممة شرقا وغربا من الزبداني إلى الكسوة .
ساعة أمان دمشق تقترب وأمان دمشق نصف طريق النصر ونصفها الآخر بين حلب وكسب .
2014-04-15 | عدد القراءات 3834