الأسد من معلولا إلى حلب - مقدمة نشرة أخبار توب نيوز - 21-4-014- ناصر قنديل

 

تأتي زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى معلولا بعد زيارته لمساكن عدرا العمالية حيث المشترك هو المجازر المرتكبة على ايدي المجموعات المسلحة بحق المواطنين ، وحيث الجيش يعيد الأمن والإستقرار ، لكن المشترك الهم هو وقوعهما المتسلسل على الطريق بين دمشق وحمص .

في حمص بدأ الرئيس الأسد زياراته المشابهة في بابا عمرو التي شكل دخول الجيش إليها تحولا ظاهرا في النظرة الدولية والإقليمية لمسار الحرب وتوازنات القوى الحاكمة لها ، بعد ما عاش الجميع وهم ضعف الجيش وهشاشة تركيبته وخطر تشققه بمجرد دخول المواجهة العسكرية مع المسلحين .

كانت بابا عمرو رسالة قوية بزيارة الأسد للدلالة على قوة الدولة وجيشها ورئيسها وعلى وجود قرار صلب بخوض المواجهة حتى النهاية والقدرة على تلبية متطلباته .

كانت عدرا رسالة قوية بزيارة الأسد على نهاية الرهان الخارجي على إندفاعات من الحدود الأردنية تغير الوقع الميداني في غوطتي دمشق ، وعلى قدرة الدولة والجيش على إمتصاص اي إندفاعة مهما بلغ حجمها والتعامل معها وإنهائها .

معلولا الرسالة الأقوى بدلالالتها على الطابع التعددي لسوريا دينيا و التمسك به نموذجا بوجه شرق يراد له الذهاب نحو التعصب والجاهلية بإسم الإسلام ، وغرب منافق يغزو الشرق عندما يريد بإسم الدفاع عن المسيحيين وتحت علم الصليب ، وعندما تمتلئ جيوبه يبيعهم .

لكن الرسالة المباشرة في معلولا هي إعلان نهاية حرب القلمون ، و العزم على مواصلة تحرير المنطقة الوسطى الممتدة من الساحل إلى تدمر ومن حلب إلى درعا وفي قلبها حمص ودمشق من اي وجود مسلح  قريبا .

الخطوة التالية للأسد حكما هي حمص بعد نهاية المعارك في أحيائها ، لإعلانها عاصمة للإستقرار رغما عن محالات جون كيري المستميتة لحماية ما تبقى من مسلحيها .

الإنتخابات الرئاسية تصير إستحقاقا في منتصف حزيران أي قبل شهر من موعدها ، و قبل ذلك التاريخ سيكون الأسد في حلب معلنا العاصمة الثانية خالية من اي وجود مسلح ومفتتحا الحملة الإنتخابية بدعوة الناس للإستعداد للإدلاء بأصواتهم في مناخ آمن في ثلاثة ارباع سوريا فيما الجيش يدخل كل يوم منطقة جديدة قبل حلول الموعد المنتظر .

سوريا تنتخب رغم انف العالم .

هذا هو الحل السياسي .

2014-04-21 | عدد القراءات 5297