الدعوة التي وجهها رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري للنواب لإنتخاب رئيس جديد للبلاد ، تشكل محطة إنتظار لبنانية عربية دولية ، فلبنان الذي يحتضن أكبر قوة عسكرية منظمة وفقا لمعادلات حروب المقاومة ، و المخضرمة بتجارب حربية ناجحة في مواجهة إسرائيل وتنظيم القاعدة في كل من لبنان وسوريا ، والمزودة بأحدث انواع السلاح الآتي من مصادر متنوعة روسية وإيرانية وسورية وبعض الحديث والتقني من السوق الغربية السوداء ، ليس بلدا عاديا في ما يترب لتركيبته السياسية وتوازناته الهشة .
كل شيئ في لبنان ينظر له دوليا وإقليميا بعين التصويب على حزب الله ، من أصدقاء الحزب ومن أعدائه على السواء ، فما يربحه حزب الله يشكل جزءا من معادلات القوة لحلفائه الإقليميين والدوليين وخسارة لأعدائه و أعداء أصدقائه بالنالي ، وما يخسره يشكل خسارة له ولأصدقائه وربحا لأعدائه وأعداء اصدقائه و أصدقاء أعدائه .
أين هو حزب الله من الإستحقاق ؟
هذا هو السؤال الذي يشغل بال إسرائيل اولا وبالتالي اميركا وعبرها السعودية وحكما يشكل محرك مواقف سعد الحريري ، الذي يمثل تيار المستقبل القاطرة الرئيسية لقوى الرابع عشر من آذار ، التي بدونها لا يكتمل نصاب الجلسات الإنتخابية كلها ولا يكتمل بالتالي إنتخاب رئيس للجمهورية ، حتى لو كان الإنتخاب ممكنا بالنصف زائدا واحدا في الجلسات التي تلي الأولى ، طالما أن النصاب يحتاج دائما للثلثين .
كيف سيتصرف سعد الحريري ؟
هذا هو السؤال الذي ينتبه له جيدا ويتابعه حزب الله ومن خلفه بالتأكيد حلفاؤه في الثامن من آذار ومن خلف الخلف سوريا وإيران وروسيا .
الحريري تبنى ترشيح سمير جعجع للرئاسة ، وهو الموقف الذي يقال انه لرفع العتب سياسيا ليقين الحريري بإستحالة مرور جعجع من ثقوب الغربال الرئاسي ، و سيتجه جديا بعد الجلسة الأولى للبحث بالخيارات الأخرى ، ولو كانت واضحة لديه نسبيا فيزداد وضوحها بعد الجلسة الأولى .
هذا إذا كان صحيحا في السياسة فهو غير صحيح مبدئيا ، لأن الخيار العميق للحريري ومن وراءه خصوصا في الخارج القريب والبعيد لا يريدون لحزب الله وقوته إلا الأذى ، و خير من يمثل هذا الخيار العقائدي العدائي هو جعجع .
الرغبة شيئ والواقع شيئ آخر .
التوافق ضرورة ولذلك لا تريد الثامن من آذار وخصوصا حزب الله والعماد ميشال عون اللذان يمثلان الحلقة الضيقة في الثامن من آذار لخوض الإستحقاق بالشراكة مع رئيس المجلس النيابي ، إلا مقاربة توافقية للرئاسة ، وهذا يعني عدم طرح إسم العماد عون للتداول إلا إذا تم التوافق عليه مع تيار المستقبل ، و ما يسري على المرشح الجدي للثامن من آذار يسري على الجميع ، لأن لا مرشح غير جدي لديها ، إلا إذا إرتضت مقاربة الرئاسة بغير روح التوافق ، وهذا مستحيل كما يقول قادتها .
إذن لمن ستصوت الثامن من آذار ؟
الجواب تصويت إحتجاجي على ترشيح جعجع التصادمي والعدائي والإستفزازي والمخالف لأبسط قواعد التوافق والشراكة .
اوراق بيضاء تقول للحريري وليس لجعجع ما هكذا تورد الإبل يا سعد .
2014-04-22 | عدد القراءات 2700