العراق اليوم غير العراق غدا غير العراق أمس .
هل هو التغيير آت إلى العراق ؟
أي تغيير ؟
هي الإنتخابات الأولى التي تجري في العراق بعد جلاء الإحتلال الأميركي ، وبالتالي هي الإنتخابات الأولى التي يستطيع الفائز فيها إن كان الذي فاز من قبل ، أي أحد تياري المتنافسين على رئاسة الحكومة قبل أربع سنوات نوري المالكي و إياد علاوي ، أن يقول أن فوزه لم يكن بتأثير الأميركي وإن فاز من خارجهما ثالث كان مغمورا ، يستطيع القول انه التعبير الأول للعراقيين بحرية ، وإن فاز أحد المتنافسين التقليدين وهزم بنسبة كبيره منافسه ، ربما يستطيع أن يقول أيضا ان الأميركي كان في ضفة المنافس حتى نال يومها ما نال ، و بكل حال ستكون نتائج الإنتخابات ومترتباتها الأقل خضوعا لفرص التشكيك خصوصا في ضوء نجاح الخطط الأمنية المواكبة لها ، و الشهادات التي نالتها الإنتخابات من أكثر من جهة مواكبة ومراقبة ، تجعل الطعن بالنتائج ضئيل فرص المصداقية ومحدود الأثر .
أيا كان الفائز والخاسر هناك إجماع على أن الفائزين الرئيسيين هما الشعب العراقي والمفوضية العليا للإنتخابات ، فنسبة مشاركة تزيد عن ال60% شهادة كافية لفوز العراقيين بحق رسم مستقبلهم السياسي بأيديهم ، و شهادة كافية لنجاح المفوضية بتوفير أفضل الشروط اللازمة بالنزاهة والحياد والشفافية ، لتكون الإنتخابات بهذه النسبة من المشاركة ، مهما علت بعد الإنتخابات أصوات التشكيك الآتية من الخاسرين ، الذين وفقا لعاداتنا الشرقية يصعب عليهم التسليم بخسارتهم ، ويرون دائما على طريقة الطالب الراسب في الإمتحانات أن السبب هو تحيز الأساتذة ضده .
ماذا عن نسبة المشاركة في العراق وخارجه ما هو تفسير هذا التفاوت في النسبة بين سقف ال40% في الخارج وسقوف تعدت ال75% ، في بعض المحافظات ويبلغ المعدل الوسطي ال60% في داخل العراق ؟
هل المعدل الوسطي ناتج عن إنخفاض المشاركة في محافظات الغرب العراقي ، وما هي ادنى النسب المسجلة في العراق و سبب هذه النسب المسجلة ؟
حجم الشكاوى والخروقات التي جرى توثيقها أمس ودرجة تأثيرها على مجريات اليوم الإنتخابي ؟
الفرضيات الدستورية والقانونية التي يترتب عليها آلية تسمية رئيس الورزاء والتشكبلة الحكومية ؟
ماذا لو فشل الرئيس المسمى بتشكيل حكومة تحوز الأغلبية اللازمة لعبور مجلس النواب هل يسمى الذي يليه ؟
هل يمكن نشوء تحالف أقليات تتشكل منه أغلبية تمنع الرئيس المسمى من تشكيل حكومة لينال منافسوه الخاسرون الفرصة من بعده ؟
ما هي المترتبات السياسية الإقليسمة على كل من الخيارات الحكومية و خصوصا الفرضيتين الرئيسيتين ، بين عودة المالكي لولاية ثالثة أو تسمية أي من منافسيه لرئاسة الحكومة ؟ العراقة بكل من السعودية وتركيا دون خسارة العلاقة المتينة مع إيران ممكنة ؟ وماذا عن الموقف مما يجري في سوريا والحرب على القاعدة ؟
الطريق الذي ترسمه النتائج الأولية يقول أن فرص تشكل أحلاف من وراء ظهر الماكلي تفرض تدخلا غيرانيا لتبل حكومة برئاسة غيره ليس خيارا يملك أسباب القوة الكافية ليصير واقعيا بمثل كانت الفرضيات التي يتمناها السعودي والتركي ومن راهن على تغيير جوهري ضد المالكي في العراق .
النتائج الأولية تقول أن المالكي يحصد نتائجا أفضل من تلك التي نالها في الإنتخابات الماضية وأن فرص التبدل في الهوية الإقليمية ولو من حيث الشكل للعراق ليست بمتناول يد أحد و أن المالكي يسير نحو الولاية الثالثة بخطى ثابتة .
2014-05-01 | عدد القراءات 2104