المعادلة الثلاثية – مقدمة نشرة أخبار توب نيوز – ناصر قنديل

 

دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإعتراف بالرئيس الأوكراني الجديد وبالمقابل تدعو روسيا الإدارة الأميركية والغرب إلى الإعتراف بالرئيس السوري بشار الأسد في ضوء نتائج الإنتخابات الرئاسية .

التجاذب الروسي الأميركي  حول اوكرانيا وسوريا ليس جديدا منذ بدأت المواجهة حول اوكرانيا بوهم غربي أميركي في جلب روسيا لساحة المقايضة بعنوان كبير هو "خذوا اوكرانيا بإعتبارها الأقرب لمفهوم الأمن القومي الروسي وإتركوا لنا سوريا موضوع حربنا الكبرى " وشيئا فشيئا بقيت المعادلة قائمة على فكرة المقايضة لكن مضمونها وسقوفها صارت تتغير .

تمكنت روسيا من إسترداد شبه جزيرة القرم التي تمثل الثقل الإستراتيجي في اوكرانيا بإطلالتها على البحر الأسود مقر الأسطول الروسي وها هو الأمر صار مكرسا وخارج النقاش والتفاوض والمقايضة ، وتباعا إنفصلت جمهوريات شرق اوكرانيا وأجرت الإستفتاء تلو الآخر على الإنفصال فصارت المقايضة تحت عنوان إستعادة جمهوريات شرق اوكرانيا لسلطة كييف الجديدة التابعة للغرب مقابل الإنخراط السياسي الغربي في الحل السياسي الجدي في سوريا شرط تأجيل الإنتخابات الرئاسية وإرتضاء التمديد المزدوج للرئيسين السوري واللبناني .

سقط  التمديد وصارت الإنتخابات الرئاسية السورية وصارت جمهوريات شرق اوكرانيا قادرة على مواجهة الحرب التي يشنها حلفاء الغرب في كييف لإسقاطها فصارت المقايضة تحت عنوان التوقف عن الحرب على سوريا وإيجاد إطار للحل السياسي  من جانب الغرب مقابل الإعتراف الروسي بالرئيس الأوكراني الموالي للغرب .

جاءت زيارة جون كيري وزير خارجية أميركا لبيروت  والنداء الذي وجهه لروسيا وإيران وحزب الله للمساعدة في الحل السياسي والجواب الروسي والإيراني معلن بأن البدء يكون من الإعتراف بنتائج الإنتخابات الرئاسية السورية .

جاء كلام السيد نصرالله متوافقاً مع الرسائل الروسية والإيرانية الواضحة بأن الحل السياسي يبدأ في سورية من التسليم بنتائج الانتخابات وشرعية رئاسة الأسد، وبالتالي فإن مرحلة لا بد أن تمر حتى تختبر واشنطن مساعيها لمقايضة الاعتراف برئاسة الأسد مقابل اعتراف روسي برئاسة أوكرانيا، خصوصاً بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الأوكراني، وما بدا أنه شرط موسكو للاعتراف بالرئاسة الأوكرانية وهو وقف العمليات العسكرية ضد الجمهوريات الشرقية المنفصلة، وما سيلي وقف العنف من لجوء للاستفتاء على دستور جديد يكرّس الفيدرالية نظاماً جديداً لأوكرانيا يعترف بالانفصال ويمنع تقسيم أوكرانيا.

 

2014-06-07 | عدد القراءات 2391