انه الاخضر الابراهيمي المبعوث الاممي لسوريا لايجاد حل "للازمة الدولية " فيها ..هذه الازمة التي خَفَتَ فيها صوت السياسة لصالح الرصاص ليتضح انها ازمة بين الامم المتحدة و و مبادئها مبعوثيها و بين الغرب و حلفائهم معا .
بين سوريا و مبعوثي الامم المتحدة قصة طويلة تتوزع بين المصلحة الخاصة و الضمير و بين توزيع الادوار و سحبها .. و يبدو ان مبعوثي الامم المتحدة متفقين في سوريا على امر واحد فقط و هو " الاستفاقة على النصف الاخر من الكوب او الاستيقاظ بعد مغادرتها اي بعد مغادرة سوريا "
اما اليوم فيبدو ان الاخضر الابراهيمي استدرك بعد خروجه من سوريا ان هناك احتمالات عدة و اطراف عدة في سوريا هي السبب في تفاقم الاوضاع و النزاع ككل فبالرغم من تصريحاته الدائمة و تشديده على كونه مبعوث محايد اممي لا يتدخل بالصراع لصالح اي طرف من الاطراف الا ان السلوك العام للابراهيمي في مرحلة من المراحل كانت بالنسبة للسوريين الموالين للنظام و رئيسه بشار الاسد موضع شك بالمهمة الاممية ككل .
تصريحاته الاخيرة لمجلة دير شبيغل الالمانية بشان الكيميائي السوري و قوله " انه يبدو في خان العسل في الشمال السوري حيث استخدمت الأسلحة الكيماوية للمرة الأولى.. يوجد احتمال أن المعارضة استخدمتها يؤكد هذه الشكوك و التساؤلات ليبقى لسان حال السوري الذي امن يمهمة الامم المتحدة الانسانية اولا و اخيرا كيف استطاع الابراهيمي ان لا يتصرف بموقف يملي عليه الضمير او المصداقية و كيف استطاع ان لا يقف امام التاريخ موقفا لا يمكن التهاون فيه او التساهل فما يحكى عنه هو جثث اطفال بريئة كانت متاريس هذه الحرب المدمرة ..اما و ان هذا ما جرى فان السؤال الاساسي الذي يطرح على المبعوث الاممي الابراهيمي " لماذا "
لماذا لم يقر الابراهيمي صراحة حين كان ينصت له العالم و ينتظر السورييون مؤتمراته الصحفية قبل اي مسؤول او رئيس من هنا او هناك بان موضوع الكيميائي الذي كان سيكلف سوريا حربا مع الولايات المتحدة التي هددت و وعدت بالتحرك العسكري نحوها بحجته تارة و بالف حجة و حجة طورا ان المعارضة استخدمته و تسببت بمقتل الابرياء ؟
هل يعني هذا ان الامر يحتمل التشكيك بالعديد من مواقفه و بالتالي مواقف الامم المتحدة حتما ؟ هل يدل هذا على ان الابراهيمي كان مغلوبا على امره لتنفيذ مخطط خارجي او مهمة موكلة اليه ؟ اذا كان كذلك لماذا الاستفاقة ؟ هل هي بسب ادراك الابراهيمي ان الاسد لم يسقط خصوصا بعدما افرزته الانتخابات السورية لصالح الاسد و فوزه لسبع سنوات جديدة و ما يعني هذا و ما يحكى ان الابراهيمي لا يريد ان تتتشوه صورته امام سلطات بلده الجزائر حيث يرغب بالحصول على منصب مرموق فيها ؟
على اي حال انها ليست الاستفاقة الاولى من نوعها فقد سبق الابراهيمي المبعوث الاممي و الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان الذي اخذ يصرح بعد مغادرته سوريا و انتهاء المهام فيها عكس ما كان يحرص على قوله ..
و بين المصلحة و الضمير يتضح ان قرارات الامم المتحدة و ممثليها مرهونة بتنفيذ مشاريع لا تستعيب الامم المتحدة ان تكون فيها شاهدا زورا او مشاركا غير مباشر بالمزيد من الضحايا ..
هكذا اصبحت مؤوسسات حقوق الانسان اول اعداء الانسانية
2014-06-10 | عدد القراءات 2104