إذن ... نتنياهو مع دولة كردية - مقدمة نشرة أخبار توب نيوز 30-6-2014 - ناصر قنديل

قال رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو أن حقوق الأكراد يجب أن تنال نصيبا من الإهتمام الدولي وأن للشعب الكردي الحق بتقرير مصيره وصولا لحقه بإقامة دولته  المستقلة .

ونتنياهو ومن قبله اسلافه ينكرون حق الفلسطينيين بتقرير المصير طوال عقود رغم القرارات الدولية المتلاحقة والواضحة حولها فالقضية ليست إيمان إسرائيل بحقوق الشعوب .

كلام نتنياهو لم يأت خارج سياق الأحداث والتطورات التي تشهدها المنطقة منذ إعلان داعش قيام دولة إنفصالية في وسط العراق ، بعد إحتلال أربعة من محافظاته وربطها بمناطق سورية يسيطر عليها التنظيم في محافظات الرقة ودير الزور والحكسة السورية .

لم ينتظر مسعود البرزاني بضع أيام لدراسة الوضع الناجم عن عمليات داعش بل سارع فورا إلى إرسال قوات البشمركة نحو مدينة كركوك ذات الحساسية العراقية معلنا وضع اليد عليها بداية بذريعة حفظ أمن الأكراد فيها وتاليا منعا لشيوع الفوضى فيها وهي بخصوصيتها لا تحتمل العبث الأمني .

خلال أيام قليلة كان قادة التمرد المسلح المساندين  لداعش يعلنون كلاما مستغربا عن تأييدهم  دخول البشمركة إلى كركوك وهم يعلمون أن الحساسية التي تمثلها كركوك هي مع أبناء محافظات الوسط  المنتمية للمكون العربي السني في العراق الذي يدعون تمثيله وليست مع المكون الشيعي الممتد جنوبا بما يعني أن ثمة صفقة تمت بين قادة الفريقين تكون فيها كركوك ثمنا يتلقاه البرزاني لقاء شيئ سيقدمه للتمرد كي يضطر هؤلاء  لقول شيئ يدفعون ثمنه أمام جمهورهم .

تدريجا تبين أن المجموعات المسلحة التي  زحفت نحو الموصل وتكريت في اليوم الأول قد عبرت من مناطق تسيطر عليها البشمركة بموجب تسهيلات قدمها البرزاني مباشرة .

خطة الإنفصال كانت منسقة إذن ، فهل كانت حدود التنسيق بين داعش والبشمركة ؟

بعد يومين من الإنفصال في الوسط والسيطرة على كركوك من قبل ميلشيات البرزاني أعلن عن صفقة نفط من كركوك إلى حيفا بحرا عبرت الأراضي التركية قبل ان تصل بحرا نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة .

إحتجت الحكومة العراقية لدى الحكومة التركية على السماح بالصفقة فكان الرد التركي أن الحكومة التركية لا تتدخل بهوية الشاري وتتعامل تجاريا فقط مع ما يجري على هذا الصعيد مما يعني ان إتفاقا مثلثا إسرائيليا تركيا برازانيا جرى على الصفقة .

النفط من كركوك بحرا ليس حاجة نفطية ولا إقتصادية إسرائيليا فلماذا إذن ؟

الهدف يتبين سريعا وهو إعادة برمجة مصفاة حيفا على معايير تتناسب مع هذا النفط ومواصفاته تمهيدا للنجاح لاحقا بتشغيل خط  نفط كركوك حيفا .

الغريب أن خط إنتشار داعش في الأراضي السورية من محافظتي حمص وريف دمشق يشغل شطيرة رقيقة كما هو خط القصف الإسرائيلي  على طرف الجولان المحتل والشطيرتان تمثلان آخر مدى يشغله خط الأنابيب الآتي من كركوك عبر الأراضي السورية والعراقية وصولا نحو الأردن جزئيا والدخول بإتجاه حيفا .

قريبا سيدخل عناصر داعش إلى الأردن على إمتداد الخط نفسه أيضا فماذا يعني ذلك ؟

يعني ان الثلاثي داعش كردستان إسرائيل هو حلف سياسي عسكري أمني نفطي .

طبيعي أن يؤيد نتنياهو قيام دولة كردية بعدما صرح البرزاني لجون كيري أنها هدف راهن لا تراجع عنه .

 

2014-06-30 | عدد القراءات 3060