الأميركيون يعلنون تخصيص مبلغ خمسمئة مليون دولار أميركي لدعم وتسليح معارضة معتدلة تقاتل الجيش السوري وداعش ومتفرعات القاعدة ، بعدما كان الرئيس الأميركي باراك اوباما قد قال علنا أن مثل هذا الرهان فانتازيا غير قابلة للتحقق ، وأن إدارته انفقت مالا وزمنا وجهدا بلا طائل لتحقيق هذا الهدف .
ما كاد تصريح تخصيص الملايين الخمسمئة يخرج من فم جون كيري حتى إنطلقت حرب ضروس بين تشكيلات المعارضة وقياداتها ورموزها ، فإنفجر الخلاف بين الكيانين التنفيذين للمعارضة اللذين يتقاسمان المال وهما حكومتها المؤقتة وجيشها الحر ، حتى صار على أحدهما أن يلغي الآخر والقضية هي من سيستولي على هذه الملايين ؟
وتأكيدا لوظيفة الملايين بفرط الإئتلاف جاء التوقيت لإنتخاب رئيس جديد فنهش الإئتلاف نفسه بالخلاف والتناحر ، على مرجعية الرئاسة التي ستقرر مصير الميليشيات المسلحة التي ستتلقى المال ؟
التأكيد الاهم جاء مما نشرته وتداولته مواقع اميركية وخصوصا الموقع المقرب من البيت البيض ديلي بيست ، الذي نقل عن مصادر مجلس الأمن القومي الأميركي وخصوصا نائب ريئسه تومي بيلنكن الذي أعلن ثلاثة مواقف جديدة :
أولا : أن الأعمى فقط يراهن على أن هناك معارضة سورية مستقلة عن التطرف قادرة على إسقاط الرئيس الأسد وحكومته .
ثانيا : أن روسيا وأميركا ستتعاونان مع حليفيهما حكومتي العراق وسوريا في مواجهة تحديات الإرهاب التي بلغت بعد تطورات العراق مرحلة خطيرة .
ثالثا : أن التعاون مع الحكومة السورية صار ضروريا لمواجهة متغيرات العراق من جهة والمواجهة مع داعش في سوريا من جهة مقابلة .
مرحلة جديدة لا حاجة فيها للإئتلاف إلا كديكور سياسي ، تجري إضافة بعضه على اي تسوية سياسية ، بعدما إستنفد وجوده كضرورة تفاوضية وقبلها كرهان على تحقيق النصر .
2014-07-06 | عدد القراءات 4075