التصعيد سيد الموقف في غزة هكذا اراد نتنياهو و حكومته باتخاذ قرار الاجتياح البري في غزة , و كأنّ لجيشه ذكريات مجيدة و انتصارات مشرقة مع الاجتياحات البرية منذ فجر تحرير جنوب لبنان عام 2000 .. و كأن جيش الاحتلال الذي لا يقهر لم , لم يقهر هو و دباباته على ايدي مقاومي جنوب لبنان في حرب تموز 2006 ليكررها في تموز 2014 و كان جيش الاحتلال يريد استرجاع الذاكرة او احيائها او يرمي قواته بالجحيم مع سابق تصور و تصميم ليكون السؤال ما هو مدى هذا الاجتياح ؟ و هل يعقل ان تدرك اسرائيل كل المخاطر المحدقة بكسر هيبة الجيش الاسرائيلي في مواجهة برية لا يمكن ان يتفوق فيها سوى اصحاب الارض و الشارع و الحي و المنزل و الشرفة ... فهل لاسرائيل قدرة تحمل ذلك ؟
لم تثبت التجربة اي نجاح لاسرائيل في غزواتها البرية هذا اثبت منذ ان تنامت قدرات المقاومة بمسار تصاعدي و اصبحت قادرة فيها على خوض حروب طويلة نسبيا مع اسرائيل و الانتصار فيها
تدرك اسرائيل تماما هذا الامر لذلك هي ليست بصدد اجتياح غزة و ارتكاب حماقة من حماقات جيش اولمرت مسبقا اما عسكريا فان للحرب البرية على غزة مراحل ثلاث لا يمكن الوصول الى ثالثها في هذه المعركة مع الاحتلال بسبب العجز عن التوغل و منح المقاومة نصرا مدويا اما مراحل الهجوم البري فهي :
اولا : مرحلة قصف عنيف و تصعيد و تحقيق اكبر قدر من الاذى و التدمير للبنى التحتية و هذا لابعاد المقاتلين عن المنطقة المستهدفة التي ستسلكها قوات الاحتلال و في هذه المرحلة غالبا ما تنجح اسرائيل بالتدمير و القتل .
ثانيا : التقدم نحو المناطق "المفتوحة" لتقترب المدرعات و الاليات لانها مكشوفة و لا يوجد اماكن لاحتماء المقاتلين اي المقاومين .
ثالثا: انها المرحلة التي لن تصل اسرائيل اليها لان التهدئة ستكون قد وقعت و انتهت الحرب قبل تورط اسرائيل بوحل الهزيمة التي تعرف انها لن تستطيع التخلص من تبعاتها و هي المرحلة التي تتمثل " بالتقدم و التوغل نحو الاحياء السكنية اي داخل عمق القطاع " حيث الاسرار و الانفاق و الافخاخ المعدة لجيش الاحتلال حيث جهوزية كاملة للمقاومة لمواجهتها و عليه هل سيتمكن هذا الجيش من الدخول و المواجهة او ان الهدنة مقبلة قبل المرحلة الثالثة فيكون الهجوم البري على قطاع غزة تمثيلية تخرج اسرائيل منها منعنق الزجاجة و هو المازق الذي زجتها حرب مفاجئات غزة فيها .
2014-07-18 | عدد القراءات 1987