الحرب التي خاضتها سوريا دفاعا عن سيادتها وقرارها المستقل ، وموقعها في رسم الجغرافيا السياسية للإقليم المسمى بالشرق الأوسط ، كانت مهما تعددت تسمياتها حربا أصلها في واشنطن وفروعها متعددة ، فلا داعش ولا النصرة ولا الإئتلاف ولا أنقرة ولا الرياض ولا الدوحة ، تمثل اكثر من عناوين متفرعة عن العنوان الأصلي في واشنطن ، حتى باريس ولندن وسواهما من عواصم حلف الحرب على سوريا ، لم تكن في يوم من أيام هذه الحرب إلآ صدى لصوت واشنطن .
الرئيس الأميركي هو من قال ان أيام الرئيس السوري معدودة ، وردد صدى صوته الآخرون ، وحاولوا ترجمته إلى وقائع ، و أنفقوا مالهم وجندوا إعلامهم وسخروا سلاحهم ، وجاؤوا بالمرتزقة والجهاديين المتوحشين ليجعلوا لكلام أوباما حظوظا في الواقع .
الرئيس الأميركي ووزراءه من قالوا ان الرئيس بشار الأسد فاقد للشرعية ، وردد الآخرون وراءهم ، وسعوا بكل ما لديهم لإثبات عدم إمتلاكه للشرعية من شعبه ، ولما فشلوا سحبوا عن حكومته كل تغطية شرعية من الجامعة العربية أو من العلاقات الثنائية ، و تجمدوا عند حدود المنظمات التي لا يسيطرون عليها سيطرة كاملة .
الرئيس الأميركي ووزراءه من قالوا اولا ان في سورية ثورة شعبية ، وان قمع النظام هو الذي جعل المجاهدين يأتون إلى سورية ، وأنهم لا يشكلون خطرا وأن الحديث عن الإرهاب كخطر داهم هو كلام مفتعل من الدولة السورية ، لوضع الخيارات امام العالم بين حكم الأسد وبين الإرهاب ، وأن هذا الإرهاب كعارض مصاحب للحرب بوجه الدولة السورية لا يشكل ما يجب الإلتفات إليه لأنه تحت االسيطرة .
سوريا كانت واثقة من أن حربها مع اميركا ستنتهي بالنصر ، لأنها لم تتوهم يوما انها تخوض حربا لهزيمة أميركا او جيوشها ، أو أنها تريد تغيير النظام في أميركا ، أو أنها لا تعترف بعظمة قدرات أميركا ومكانتها في السياسة الدولية ، وخصوصا في المنطقة الأهم من العالم وهي الشرق الأوسط .
سوريا كانت واثقة من النصر لأن معركتها كانت الصمود والثبات بوجه الحرب الأميركية ، لإثبات حقيقة ان الشعب السوري الذي أراوا له ، أن يتقبل مزاعمهم بأنه يصنع ثورت ،9 هو شعب مصر أن يختار نظامه ، وأن شرعية نظامه لا تستمد من مشيئتهم ، وثقة سوريا بالنصر لأنها خاضت القتال لحين إثبات ، أن الإرهاب الذي حذرتهم منه سوريا بات بدرجة من الخطر التي لا يمكن تحملها ، ولا يمكن مواصلة الإنكار من جهة ، ولا مواجهة الإرهاب كخطر داهم ومواصلة الحرب على سوريا من جهة أخرى ، وأن من عجز عن هزيمة سوريا رغم تعاونه مع الإرهاب ، مضطر للتعاون مع سوريا لهزيمة الإرهاب .
ها هو الأميركي يصل إلى حيث رسم له السوريون الطريق ، وها هم حلفاؤه وشركاؤه يمهدون الطريق للإستدارة .
ها هو الوزير وليد المعلم يعلن بعدما تلقت حكومته نداءات للتعاون العسكري مع الأميركيين ، أن سوريا جاهزة للتعاون و التنسيق مع أي دولة في الإقليم والعالم ،تحت سقف القرار الأممي بمحابة الإرهاب .
هذا هو نصر سوريا ، وهذا هو وزير خارجية الإنتصار .
2014-08-25 | عدد القراءات 6033