المعلم وزير خارجية الإنتصار– مقدمة نشرة أخبار توب نيوز – 25-8-2014 - ناصر قنديل

الحرب التي  خاضتها سوريا دفاعا عن سيادتها وقرارها المستقل ، وموقعها في رسم الجغرافيا السياسية للإقليم  المسمى بالشرق الأوسط ، كانت مهما  تعددت تسمياتها حربا  أصلها في واشنطن وفروعها متعددة ، فلا داعش ولا النصرة ولا الإئتلاف ولا أنقرة ولا الرياض ولا الدوحة ، تمثل اكثر من عناوين متفرعة عن العنوان الأصلي في واشنطن ، حتى باريس ولندن وسواهما من عواصم حلف الحرب على سوريا ، لم تكن في يوم من أيام هذه الحرب إلآ صدى لصوت واشنطن .

الرئيس الأميركي هو من قال ان أيام الرئيس السوري  معدودة ، وردد صدى صوته الآخرون ، وحاولوا ترجمته إلى وقائع ، و أنفقوا  مالهم وجندوا إعلامهم وسخروا سلاحهم ، وجاؤوا بالمرتزقة  والجهاديين المتوحشين ليجعلوا لكلام أوباما حظوظا في الواقع .

الرئيس الأميركي ووزراءه من قالوا ان الرئيس بشار الأسد فاقد للشرعية ، وردد الآخرون وراءهم ، وسعوا بكل ما لديهم لإثبات عدم إمتلاكه للشرعية من شعبه ، ولما فشلوا سحبوا  عن حكومته كل تغطية شرعية من الجامعة العربية أو من العلاقات الثنائية ، و تجمدوا عند حدود المنظمات التي لا يسيطرون عليها سيطرة كاملة .

الرئيس الأميركي ووزراءه من قالوا اولا ان في سورية ثورة شعبية ، وان قمع  النظام هو الذي جعل المجاهدين يأتون إلى سورية ، وأنهم لا يشكلون خطرا وأن الحديث  عن الإرهاب كخطر داهم هو كلام مفتعل من الدولة السورية ، لوضع الخيارات امام العالم بين حكم الأسد  وبين الإرهاب ، وأن هذا الإرهاب  كعارض مصاحب للحرب  بوجه الدولة السورية لا يشكل  ما يجب الإلتفات إليه لأنه تحت االسيطرة .

سوريا كانت واثقة من أن حربها مع اميركا ستنتهي بالنصر ، لأنها لم تتوهم يوما انها تخوض  حربا لهزيمة أميركا او جيوشها ، أو أنها تريد تغيير النظام في أميركا ، أو أنها لا تعترف بعظمة قدرات أميركا ومكانتها في السياسة الدولية ، وخصوصا في المنطقة الأهم من العالم وهي الشرق الأوسط .

سوريا كانت واثقة من النصر لأن معركتها كانت الصمود والثبات بوجه الحرب الأميركية ، لإثبات حقيقة ان الشعب السوري الذي أراوا له ، أن يتقبل مزاعمهم بأنه يصنع ثورت ،9 هو شعب مصر أن يختار نظامه ، وأن شرعية نظامه لا تستمد من مشيئتهم ، وثقة سوريا بالنصر لأنها خاضت القتال لحين إثبات ، أن الإرهاب الذي حذرتهم منه سوريا بات بدرجة من الخطر التي لا يمكن تحملها ، ولا يمكن مواصلة الإنكار من جهة ،  ولا  مواجهة الإرهاب كخطر  داهم ومواصلة الحرب  على سوريا من جهة أخرى ، وأن من عجز عن هزيمة سوريا رغم تعاونه مع الإرهاب ، مضطر للتعاون مع سوريا لهزيمة الإرهاب .

ها هو الأميركي يصل إلى حيث رسم له السوريون الطريق ، وها هم حلفاؤه وشركاؤه يمهدون الطريق للإستدارة .

ها هو الوزير وليد المعلم يعلن بعدما تلقت حكومته نداءات للتعاون العسكري  مع الأميركيين ، أن سوريا جاهزة للتعاون  و التنسيق مع أي  دولة في الإقليم  والعالم  ،تحت سقف القرار الأممي بمحابة الإرهاب .

هذا هو نصر  سوريا ، وهذا هو وزير خارجية الإنتصار .

2014-08-25 | عدد القراءات 6033