أعلن الرئيس الأميركي أن داعش خطر يتخطى بأشواط خطر القاعدة سواء بالقدرة على إتسقطاب المتطرفين من انحاء العالم ، أو لجهة المشروع الدموي الذي يطل على القرن الواحد والعشرين بوحشية لا مثيل لها ، او لوضوح رؤية سلطوية لم تملكها الأجيال السابقة من تنظيم القاعدة بعيدا عن عقائدية مغلقة كانت تتسم بها تلك الأجيال ، وصولا لوجود داعش في اخطر بقعة إستراتيجية في العالم بقياس المصالح الغربية حيث النفط والإسلام وإسرائيل ، ولذلك قال أوباما أن هزيمة داعش تحتاج لخطة طويلة وليست بالعمل السهل ، و أنه بصدد تشكيل حلف دولي إقليمي لتحقيق هذا الهدف .
الحلف الدولي الإقليمي كي يكون فاعلا له نسخة مثالية ، هي أن يشارك في الروس والإيرانيون وسوريا مع واشنطن وحلفائها ، وقد صدرت مواقف روسية وإيرانية وسورية مرحبة تبدي كل الإستعداد للتعاون .
واشنطن وحلفاءها تناوبوا على رفض مشاركة سوريا ، بل ذهب غباء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حد القول ، أن القتال ضد سوريا يجب أن يستمر مع قتال داعش .
إستبعاد سوريا جرى التعويض عنه أميركيا مع إرسال اوباما لوزير خارجيته جون كيري إلى المنطقة ، بالقول أن الحلق المنشود هو حلف السنة والمقصود كما قال البيت الأبيض بصورة رئيسية السعودية والأردن ، والملفت عدم ذكر تركيا رغم انها الدولة الأكبر بسكانها من الطائفة السنية ، أي الطائفة التي يطمح أوباما عبر جولة كيري إلى حرمان داعش من خطف تمثيلها وبالتالي حشدها لقتال هذا الداعش .
العقبة الرئيسية التي لا يتجاهلها الغرب وعلى رأسه أميركا ، هي تداخل داعش بين سوريا و العراق ، وخطورة إنتقال داعش عندما يستهدف جسمه العسكري في العراق نحو سوريا ، والعودة إلى العراق بلعبة القط والفأر ، ما دعا الغرب للإعتراف بإستحالة الحرب على داعش دون أن تشمل العراق وسوريا .
إستهداف داعش في سوريا لا يتم إلا وفقا لثلاثة سيناريوهات ، إما عمل منفرد بلا موافقة من مجلس الأمن ولا قبول من الدولة السورية ، والمخاطرة بالتصادم مع سوريا في أول حادث إسقاط طائرة غربية يتحول إلى حرب ، مضى سنوات على السعي لتفاديها ، ليصير السؤال هل يمكن لمن فشل بالتعاون مع القاعدة على هزيمة سوريا ، أن يقاتلها ويقاتل القاعدة ؟
الفرضية الثانية الحصول على قرار من مجلس الأمن ، وهنا يبدو الموقف الروسي مشروطا للموافقة بتفاهم أميركي مع الحكومة السورية ، ليكون السيناريو الثالث هو هذا التفاهم ، وهما أمران مستبعدان حتى الآن ، لمرورهما بممر لا تزال واشنطن ترفضه ، وهو التفاهم مع الحكومة السورية .
العقبة الثانية لو إعتبرنا عدم ذكر تركيا من باب السهو ، بينما هو في الواقع بسبب تمنع تركيا عن خوض الحرب وإكتفائها بتقديم التسهيلات اللازمة للغرب فقط ، هي محدودية القدرات الأردنية والسعودية ، فماذا سيترتب على دور السعودية والأردن ؟
إدخال جيوش الأردن والسعودية إلى العراق للقتال مستحيل ، ولن يغير سوى توريط هذه الجيوش بحرب تسرع تفككها ، وتظهر هشاشتها وتكشف بلدانها أمنيا أمام داعش ، لذلك الأرجح أن أميركا لم تقل عبثا السعودية والأردن فقط ، لأن المقصود هو إيجاد حلف لتأمين فرصة عسكرية لوضع خطة حماية السعودية من إنتفاضة داعش المتوقعة في عيد الأضحى ، وهي إنتفاضة تتحدث التقارير أنها ستكون في مكة والمدينة املنورة مع نهاية موسم الحج ، فالمطلوب أن تشترك مصر والأردن مع الجيش السعودي بحماية الأماكن المقدسة والخطوط الحدودية ، ويجري توفير فرص إقامة سد ناري جوي غربي في حال وقعت محاولات تقدم لداعش عبر الحدود من العراق نحو السعودية .
هو حلف عيد الأضحى وبعده يبحث الأميركيون بالحلف الدائم .
2014-08-31 | عدد القراءات 2596