إبادة أحرار الشام خريطة عسكرية جديدة – مقدمة نشرة أخبار توب نيوز – 10-9-2014 -ناصر قنديل

 

مع مقتل أبو خالد السوري – محمد بهايا – الرجل القوي في لواء أحرار الشام  قال شريكه ابو عبدالله الحموي – حسان العبود – الذي قتل أمس في تفجير إدلب أن داعش من يقف وراء القتل لإنهاء اللواء الذي يزعجها .

أحرار الشام ورث لواء التوحيد  بعد مقتل قادته وصار الشريك الثاني لزهران علوش في تشكيل الجبهة الإسلامية  القوة الوحيدة السلفية خارج تصنيف الحركات الإرهابية بفضل الغطاء السعودي الممنوح لها  على أمل ان تكون هي القوة التي  يسميها الغرب المعارضة المعتدلة التي تقاتل الدولة السورية وداعش معا .

المرجعية التركية القطرية لأحرار الشام علنية ومعلومة كما هي المرجعية السعودية لزهران علوش وقد تكون عملية الإبادة تنظيفا سعوديا للجبهة وإنهاءا للدور التركي القطري فيها ضمن عملية شاملة تجري في أكثر من ساحة وقد تكون تمهيدا لقبول اميركي بالجبهة شريكا في الحلف ضد داعش وقد تكون تخلصا من أخطر مجرمي الحرب والإرهاب بعد داعش طلب من الأتراك تنفيذه بحق جماعتهم كشرط للدخول في الحلف الدولي رفضه الأتراك بداية ثم ثبلوه ونفذوه وقد تكون فصلا من فصول  تصفية الحساب بين ورثة أسامة بن لادن نفذها ابغدادي ضد رفاق تورا بورا وخلية غرناطة والبوسنة بهايا وعبود أو أن داعش قد يكون منفغذ العملية ضمن عمليات إنهاء كل  ما عداه  من الأجسام المسلحة في مناطق تقع خارج سيطرة الدولة السورية .

الأهم أن خريطة عسكرية جديدة تولد مع زوال أحرار الشام فقد صارت الخريطة الشمالية لسوريا عمليا مختلفة بعد زوال قوتين لهما قواعد محلية في ريفي  حلب وإدلب  هما لواء التوحيد وأحرار الشام وصارت الحرب هناك ثنائية بين الدولة  من جهة والنصرة وداعش المصنفان على لوائح الإرهاب من جهة مقابلة .

الأهم أن ريف دمشق الذي يشهد حرب وجود بالنسبة لزهران علوش ومن معه في الجبهة الإسلامية صارت حربه محصوره بقوة محلية هي سلفيي دوما الذين ورث علوش زعامتهم عن والده وبهزيمتهم لا يبقى على الرقعة الممتدة من الحدود مع الأردن إلى حدود لبنان وتركيا والعراق داخل كل سوريا إلآ ثنائي النصرة وداعش بوجه الجيش السوري وبقياس المتوقع الطبيعي سيأكل قرش داعش سمكة النصرة الدسمة بعد قتال مرير بينهما .

سوريا وخريطتها العسكرية ستصير شيئا فشيئا خلال شهور قليلة الدولة وجيشها يسيطران على قلب الجغرافيا وقشرة حدودية تتسع شمال شرق البلاد تسيطر عليها وحدات داعش وسيكون هناك أمران ، لا جدال على ان لا حرب أهلية في سوريا  وقد إنتهت القوى السورية المحلية من المشهد العسكري كليا وإختفت عن المسرح فالموجود هي قوة عالمية تتشكل قوتها من كل أنحاء الأرض والسوريون فيها اقلية ضئيلة ، والأمر  الثاني أن من يريدون مقاربة سوريا وملفاتها أمامهم أحد حليفين الدولة او داعش فهذا هو المتوفر والمتاح على أرض الواقع ، وهذا يستتبع أن من يريد مقاتلة الإرهاب كما يقول ويعتبر داعش  خطرا عليه أن يعترف ان قدره هو التعاون مع الدولة وجيشها .

العنوان المحلي السوري الذي كان موضع تجارة دولية إقليمية يتراجع لحساب العنوان الأصلي للحرب  على سوريا ، الدولة وفي وجهها مشروع  أجنبي ، سواء كان عدوانا أميركيا أو داعشيا .

2014-09-10 | عدد القراءات 4658