أن يختار الرئيس الأميركي ذكرى الحادي عشر من ايلول للإطلالة على الأميركيين بإعلان الحرب ضد داعش دليل ذكاء إعلامي وأن يختار الذكرى للإعلان عن التحالف مع الملك السعودي في حرب عنوانها ترسيخ قيم الديمقراطية فقمة الغباء السياسي .
يعلم الأميركيون حكومة وأجهزة وراي عام أن القاعدة التي ضربت في الحادي عشر من أيلول ترعرعت في الحضن السعودي الثقافي والتربوي وفي الحضن الأميركي المخابراتي و أن داعش المولود من نسل القاعدة إعادة إنتاج لزواج سفاح سعودي أميركي جديد بذات الرهانات والأوهام .
كما كان الزواج السري الأول تحت عنوان العداء للإتحاد السوفياتي وكانت أحداث الحادي عشر من ايلول من نتاجاته الطبيعية كان الزاوج العلني الثاني تحت عنوان العداء لسوريا وسيكون الكثير من تداعياته لأن الأميركي بإعلان توبته عن الرهان على إستخدام الإرهاب التكفيري لقضاء حاجاته لا يستطيع أن يحالف ذات مجمع النفايات الفكرية الذي أنتجها كالمستجير من الرمضاء بالنار .
أن يكون العدو الأصلي للتحالف الأميركي السعودي المسمى حلف كيري هو سوريا وأن يكون العدو الجانبي هو داعش يعني خلافا لما تعلنه واشنطن من أن الحرب على داعش تستدعي حشد القدرات لإنهاء الإرهاب كأولوية لأن الإدعاء بقدرة واشنطن وحلفائها مكشوف الفاعلية سلفا من حرب أفغانستان فالذي يدعي القدرة في المكان الأصعب كان عليه إثباتها بدلا من الهرب من مواجهتها في المكان الأسهل ، فمن فشل بوجه القاعدة كيف سينتصر بوجه من هو أشد خطرا منها كما يقول ، ومن فشل بوجه الأقل خطرا منفردا كيف سيقاتل الأشد خطرا ومعه الدولة السورية التي جهد لثلاث سنوات أن يقاتلها ومعه كل حلفائه الذي يعيد التحالف معهم لقتال داعش بعد أن كان في صلب حلفه نفسه داعش وأخوات داعش وهزموا مجتمعين ، فهل يصدق أن أحدا سيصدق هذه الأكذوبة ؟
يعرف الأميركيون منذ أحداث الحادي عشر من ايلول أن السعودية خضمهم الحقيقي إن ارادوا ضرب الإرهاب كما هي خصمهم الحقيقي إن كانوا مخلصين للديمقراطية وبذات القدر يعرفون أن طريق القضاء على خطر الإرهاب والفشل في الحروب بعد تجارب العراق وأفغانستان التي تجذر معها الإرهاب وحرب تموز 2006 التي إنتصرت فيها المقاومة ، أن طريق الحقيقة رسمته لهم وثيقة بايكر هاملتون التي دعت إدارة البيت الأبيض منذ ثمان سنوات لحل عادل للقضية الفلسطينية وفقا للقرارت الدولية والإعتراف بالقوى الصاعدة في المنطقة وحجمها من إيران إلى سوريا إلى المقاومة ، وهذا الحلف هو خير حليف لمن يريد حربا حقيقية على الإرهاب .
قرار البيت الأبيض بالتحالف مع السعودية يعني الرهان على ثلاثة ، مزيد من المال للشركات الأميركية بدلا من مزيد من الأمن للأميركيين ، والإستثمار على إرهاب آخر بدلا من داعش ، وتثبيت أمن إسرائيل كبوصلة للحلف المعلن نظريا ضد داعش .
هذا يعني أن جبهة النصرة ستكون محظية الحلف الأميركي السعودي بعدما بدا أن جبهة أحرار الشام ولواء التوحيد و جيش دوما لزهران علوش تنهار وتسلك طريق الزوال من أرياف حلب وإدلب ودمشق .
جبهة القنيطرة ودرعا ستشهد حماوة متصاعدة بمال سعودي و تغطية أميركية .
2014-09-11 | عدد القراءات 3548