التفاهم السعودي القطري – مقدمة نشرة أخبار توب نيوز – 15-9-2014- ناصر قنديل

 

سادت الكثير من التحليلات الوسط الصحافي والسياسي والديبلوماسي ، بصدد الأزمة التي  عصفت بدول الخليج تحت عنوان الأزمة التي إجتاحت العلاقات السعودية القطرية ، خلال عقدين من الزمان وإنفجرت قبل أشهر .

ليس بعيدا عن متناول الجميع سر الخلاف ، بتطاول قطر على دور الشقيق الخليجي الأكبر الذي يدير السياسية والمال بين شركائه الصغار،  بمن فيهم من هو أكبر من الإمارة التي لا يتعدى عدد سكانها ربع مليون نسمة .

منذ إنشائها لقناة الجزيرة ، بدا تمادي قطر على هيئة مشروع مدروس وليس مجرد نزوة يبررها المال الوافر وطموح أمير ، ثم جاء الربيع العربي وظهرت قطر زعيما لبلاد عربية لا تشكل الإمارة أكثر من حي من أحياء عاصمتها ، كما هو حال حي شبرا في القاهرة الذي يعد وحده ثلاثة ملايين يعني دزينة من قطر .

في قلب الأزمة السورية ظهرت قطر إمارة تدير كل السياسات الأميركية في المنطقة بالوكالة ، وترسم  توازنات القوى في المنطقة ضمن الحلفاء وتضع الممنوعات على الخصوم في قواعد التفاوض .

صارت قطر لاعب اساسي حتى بدأ الفشل في المشروع من مصر ووصولا لتونس وليبيا ، و دخلت السعودية ترعى الفشل القطري وتسرع مفاعيله ، لإعادة الصبي المشاغب إلى حجمه الحقيقي ، فتبنت حركة الشارع المصري وتفاعل جيشه وقدمت المال اللازم لذلك ، ووظفت علاقاتها الدولية لتسويق الجنرال عبد الفتاح السيسي .

أصيب المشروع الأخواني بهزيمة في سورية و تراجع في عموم المنطقة ، وتتالت الصفعات فرحل الأمير الكبير وجاء الأمير الصغير لدور قطري  متواضع ، يناسب حجم الإمارة وتحت إبط الشقيق السعودي الأكبر.

لم تنضبط قطر لأن بيدها أوراق كثيرة للإستعمال ، من علاقتها بحركة حماس ذات الجذور الأخوانية ، إلى علاقتها بتركيا وصولا لإمساكها المبكر بجبهة النصرة ، التي تقاتل في سوريا ولبنان ، وإمساك شريكها التركي بتنظيم داعش الذي صار يشكل عنوانا لأحداث المنطقة  وربما  العالم .

من يمكن أن يكون البديل للعلاقة بالدولة السورية في المواجهة مع داعش  ، على ضفة المعارضة السورية سوى جبهة النصرة ، طالما ان المعارضة التي يسميها الأميركيون بالمعتدلة ، تبخر آخر  ألويتها بإبادة لواء أحرار الشام في ريف إدلب ، وطالما ان البديل السعودي الذي تمثله الجبهة الإسلامة بقيادة زهران علوش ،  يعيش ظرفا صعبا ومصيريا  في معارك جوبر ودوما في ريف دمشق  ؟

النصرة مقبولة إسرائيليا ، والنصرة فاعلة على الحدود اللبنانية السورية ، وفي جنوب سوريا ، و قطر جاهزة لوضعها في جدول اعمال الحلف الذي تتطلع السعودية لقيادته وتقديمه في خدمة الأميركي ، ضمن حرب تحجيم داعش وإدارة حربها التي يتولاها التركي  حليف قطر ، بإمساك سوق النفط والممرات الآمنة عبر الحدود التركية مع سوريا والعراق .

تم التفاهم بين قطر والسعودية على إبعاد قادة الأخوان المسلمين من الدوحة حبيا وبدأوا يغاردون إلى ماليزيا و أندونيسيا ، و قامت السعودية بالإيعاز لجماعتها في الحكومة اللبنانية برئاسة تمام سلام وعضوية نهاد المشنوق بالتوجه للدوحة ، وجرى قبول تكليف اللواء عباس إبراهيم بمهمة التفاوض ، لأن أكثر من نصف التفاوض سيجري مع سوريا حول الممرات الآمنة لإنسحاب مسلحي داعش  نحو إمارتهم في الشمال ، ومسلحي النصرة نحو جبهتهم في الجنوب  من الجيب العرسالي المحاصر .

2014-09-15 | عدد القراءات 3382