مقدمة نشرة أخبار توب نيوز - 7-10-2014
بصورة لا تتناسب مع كل الكلام الأميركي والتركي عن المواجهة مع قيام إمارة داعش ، والإستعداد لقتالها وصولا لإسقاطها ، يتمدد مقاتلو داعش نحو عين العرب المعقل الكردي على الحدود السورية التركية ويصير أمر سقوطها شبه محتم بعدما تركوا يحشدون تحت ضوءالشمس كل السلاح الثقيل من دبابات ووصواريخ ومدفعية غنموها من الجيش العراقي خصوصا ومن مستودعاته ، كما تركت حشودهم البشرية تتحشد من العراق لتشكل تفوقا بنسبة عشرة لواحد مقابل المقاتلين الأكراد في عين العرب .
ما يجري في عين العرب يطرح مصداقية حلف الحرب على داعش على محك أقوى من محك اساسي معلوم وهو الدور الأصلي لمكونات هذا الحلف من السعودية وتركيا ، كما قال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن رغم الإعتذار عن الأذى الذي تسبب به كلامه دون التراجع عن كلمة أو حرف منها ، و مثلها تتمة الحديث بسؤال عنوانه هل تم ذلك الذي تحدث عنه بايدن دون معرفة ورضى أميركيين ؟
لكن بعدما أعلن حلف الحرب ، يمكن القول أو الإفتراض أن ما جرى كان سوء حساب وان المراجعة تمت وتتم ، وبالتالي وعى الحلفاء متأخرين خطورة ما فعلوا ويسعون لتصحيح المسار فهل هذا صحيح وقابل للتصديق ؟
قبل الذي يجري في عين العرب يقول مسار تشكيل الحلف نفسه ، أن الأسئلة تبقى بلا أجوبة بل تستجلب المزيد من الأسئلة ، فمن يريد حلفا لحرب تطال مصير الإنسانية وتتخطى الخلافات والإنقسامات كما قال الرئيس الأميركي يتوجه نحو روسيا والصين وإيران وسوريا ، أي الخصوم التقليديين والذين يشكل وجودهم في الحلف قيمة مضافة تغير الموازين كلها ولا يكشف الوجوه عن حلفاء معلوم أنهم حلفاؤه ظالما أو مظلوما .
ذهب الأميركي لحلفه بالتحالف مع السعودية وجرجرت تركيا ببطء ذيلها للقول مؤخرا لا بد من الدخول للحلف ، وإكتملت العدة نظريا وقانونيا بالقرارات الصادرة عن البرلمانات والحكومات .
جاءت معركة عين العرب لتكشف صدق النوايا ، وحقيقة السياسات ، فالبلدة الكردية تقاتل منذ شهرين وحدها ، وطائرات التحالف التي فعلت المستحيل لحماية أربيل من السقوط لا تحرك ساكنا ، والقوات التركية البعيدة عشرات الأمتار تتخذ الإجراءات للتضييق على المقاتلين الأكراد الراغبين بالإلتحاق للدفاع عن عين العرب ، وتضع تركيا في المفاوضات مع قادة القوات المدافعة عن عين العرب شروطا للسماح بمرور المقاتلين فقط وليس لتقديم الدعم الناري والعسكري لمنع سقوطها ، والشروط مذلة يصعب قبولها من عيار الإلتحاق بالقيادة التركية والمشاركة بالقتال ضد الجيش السوري .
يستطيع اي مراقب أن يسجل مذبحة عين العرب ويكتب أنها مجزرة أوباما وأردوغان بحق الأكراد ، وأنها تسليم باليد لداعش لخط الحدود مع تركيا لتنظيفه من القوات الكردية غير المنضبطة بقيادة مسعود البرزاني ، الذي لم يرف له جفن أو يعلن ان بشمركته ستهب لنجدة كوباني ، الإسم الكردي لعين العرب .
من ضمن السيناريوهات المتداولة أن يقوم الجيش التركي بإسترداد عين العرب من داعش بعد سقوطها من يد الأكراد ليد داعش ، بمسرحية عسكرية تشبه مسرحية خطف الرهائن الأتراك والإفراج عنهم من قبل داعش .
حلف الحرب على داعش ، حليف لداعش حيث تقتضي المصلحة .
2014-10-07 | عدد القراءات 2319