مفدمة نشرة أخبار توب نيوز – 11-10-2014
هل إنتهى الخلاف التصادمي بين حكومتي أنقرة والرياض ؟ وضمنا معه إنتهى العداء السعودي القطري ، وإنتهت المواجهة التركية المصرية ؟
ماذا عن عودة الروح للمصالحة الفلطسينية ، وإنطلاق عجلة الحكومة الجديدة ، وهو ما لم يكن ممكن الحدوث بلا التفاهم السعودي التركي وتأثيراته المصرية والقطرية ، وصولا لرياحه إلى جناحي الحكومة المتموضعين على ضفتي خنادق المحورين المتصادمين "سابقا" .
إذا لم يكن التفاهم السعودي التركي قد تم ومن خلاله المصالحة السعودية القطرية قد سلكت طريقها ، فبقوة أي سحر تم ترجيل الأخوان المسلمين من قطر؟ قيل أنها تمت مقابل تعويضات مالية هائلة تتولاها قطر والسعودية ، و فوقها هبة سعودية لحكومة رجب أردوغان بستة مليارات دولار اميركي ، لتغطية نفقات مشاركته في الحرب على الحدود السورية والعراقية ببعديها الهادفين ، من جهة لإشغال داعش عن التفكير بالتوجه نحو المملكة ومن جهة أخرى القتال ضد الجيش السوري ، وبالتالي تعهد حكومة أردوغان منذ ما قبل عيد الأضحى بعدم قيام داعش بتنفيذ تهديداتها بإنتفاضة العيد في الأماكن المقدسة ، وتقول المعلومات ان المخابرات التركية سلمت للمخابرات السعودية ضمن هذا التفاهم لوائح إسمية لأكثر من ثلاثمئة وافد بين الحجاج إلى السعودية ، ضمن الترتيبات التي كان جرى إعدادها لإنتفاضة العيد ، وأن من بين هؤلاء وافدون من دول غربية خصوصا أوستراليا وبريطانيا .
من نتائج التفاهم تعاون تركي ماليزي أندونيسي على إستضافة أكثر من مئتي قيادي أخواني رحلوا من قطر ، وقيام السعودية بإبلاغ موافقتها على مساعدتهم بنقل شركاتهم وأموالهم وإنطلاق إستثماراتهم مجددا من هذين البلدين ، اللذين توزعا القيادات المرحلة ضمن تعهد الأخوان بتجميد أي نشاط في دول الخليج ، مقابل وعد سعودي بالتمهيد لتسوية وضع مصر ببدء التحضير لمبادرة يطلقها الرئيس عبد الفتاح السياسي للمصالحة والحوار برعاية ودعم من السعودية ، قبل الإنتخابات النيابية المصرية .
الأهم في التفاهم هو التشارك في العداء لسوريا حيث جرى تقاسم إستضافة معسكرات تدريب المعارضة التي ترضى واشنطن عن إشراكها في حلف الحرب ، وبالتالي تسليحها وتجهيزها لتكون مهيأة لتسلم المناطق التي تخليها وحدات داعش مع حلول العام القادم ، وتقديم الدعم والمؤازرة لها كي تتمكن من حماية المناطق التي توضع بعهدتها ، و امللفت أن البيت الأبيض الذي سبق ان أعلن تكليف السعودية برعاية ما أسماها بالمعارضة المعتدلة أعلن ليل أمس أن تركيا ستتولى جزءا اساسيا من المهمة .
واشنطن التي رعت التفاهم ، حسمت مع أردوغان ، بعد إسقاط نظريته بمشروع المناطق العازلة ، وتقديم الإعتذار السري لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن بعد التوبيخ العلني ، أن التفاوض الإقليمي مع إيران ستتولاه السعودية ، وليس موضوعا للتنافس ، لأن أحداث اليمن حسمت الحاجة لتدعيم الوضع في الخليج وبالتالي مرجعية السعودية ، التي كان يمكن قبول منافستها من قبل تركيا لو بقي الملف السوري وحده العنوان الحاضر .
هذا التطور يعني تسريعا امريكيا للتفاوض الإقليمي مع إيران ، و إنهاء الملفات التي تعوق هذا التفاوض .
2014-10-11 | عدد القراءات 2347