التحالف الدولي و المهام المزدوجة - روزانا رمّال

مقدمة نشرة أخبار توب نيوز 23-10-2014

 

اذا كانت الضربات الجوية الدولية على داعش حاجة و ضرورة للتكاتف حول الارهاب الممتد في الشرق الاوسط , و اذا كانت الوحدة حول هدف بهذا الحجم للتصدي بوجه تقدم  كرة ثلج كبيرة نحو العالم الاسلامي تتوعد الغربي امر ملح و يبعث الامل,   فان لهذا التحرك العسكري اوجه  لا بد من الحديث عنها خصوصا لما يطرحه هذا الموضوع من تساؤلات منطقية على الصعيدين العسكري و الامني للبلدان المشاركة من جهة و للمستهدف من جهة اخرى .

يقول ليون بانيتا وزير الدفاع الاميريكي السابق و رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية للولايات المتحدة المعروفة بجهاز CIA و هو اهم العقول الامنية الاميريكية لصحيفة " يو اس اي توداي " ان الحرب على داعش قد تستمر 30 عاما .

لا يمكن الاستماع الى عقل امني عميق مثل ليون بانيتا و اعبتاره كلاما عاديا يدخل ضمن حملات التهويل او تهبيط المعنويات لانه من دون شك كلام امني بالدرجة الاولى مبني على دراسات او معطيات يعزز فيها الفرضية  التي يتحدث عنها و هو بالتالي  يقول بطريقة او باخرى التالي :

اولا :اما ان ضربات التحالف الدولي هي ضربات عبثية .

و ثانيا : اما ان الضربات على داعش الطويلة المدى هي تمهيد الى ان الدول المتحالفة دخلوا في حرب مفتوحة السقف دون تحديد اي سقف زمني للعملية و ان عملياتهم ستستمر وهم باقون بالمنطقة و عليه حسب بانيتا فان القضاء على داعش امرا صعبا و ليس كما يعتقد البعض انه بتحالف الدول يمكن القضاء على هذه المجموعات المتطرفة العقائدية بالدرجة الاساس .

بانيتا ليس المسؤول الاميريكي  الاول الذي يصرح ان عملية ضرب داعش ستستغرق وقتا طويلا فقد سبقه الى هذا الرئيس الاميريكي باراك اوباما في قوله ان الحرب طويلة  ستستمر لسنوات  .

اذا كان الاميريكيين واثقين ان الحرب طويلة ما الذي استدعى الى دخولها بعدما استنزفتهم حرب العراق و افغانستان دون فعادوا الكرة دون سقف زمني محدد .

اذا كان الاميريكيين و معهم باقي الحلفاء العرب و الغرب يعرفون ان الحروب هذه طويلة و تتطلب اموالا و تستنزف سياسيين و برامج عمل و سمعة و هالة رؤساء دول يدخلون فيها امام شعوبهم و اذا كان التمويل ابرز ما يمكن الحديث عنه كابرز عوامل استمرارية هذه العمليات مصدر تساؤل   خصوصا و ان وزارة الدفاع الاميريكية البنتاغون اعلنت ان تكلفة القتال ضد داعش بلغت 424 مليون دولار منذ بدء الضربات الجوية حتى الساعة فان هذا يطرح سؤالا  بهذا الاطار مفاده : هل ستستمر الولايات المتحدة المستنزفة اقتصاديا اولا في المشاركة بهذه الضربات و اذا كان الجواب نعم فالى متى ؟

ما الذي يدفع الى خوض معارك  مكلفة معنويا و سياسيا و امنيا  لكل هذه الدول مجهولة الزمن  معروفة النتائج ؟؟

المسالة اذا ليست داعش وحدها فهذه الضربات محكومة بمهمات مشبوهة في الشرق الاوسط عموما تتعلق بالنفوذ الاميريكي و الاسرائيلي بالدرجة الاولى و الا ما الذي ياخذ الولايات المتحدة نحو هكذا مجازفة ..

يعرف الاميريكيين و الاسرائيليين ان فرصة التجسس و تعزيز الاستخبارات و احراج ايران هي في هذا التحالف و هذه الضربات الذين يمتدان على بقعة جغرافية محددة في العراق و سوريا و هما دولتان عربيتان رئيسيتان في التحالف او التواصل مع ايران و تبادل المصالح الاستراتيجية من خلالهما  و عليه فان المعني الاول بالاجابة على هذا السؤال هو القيادة السورية من جهة و العراقية و معهما الحلف الاكبر من روسيا و ايران فما الذي يضمن مثلا ان لا تستهدف هذه الضربات اي هدف لايران او المقاومة في حزب الله او مراكز للمقاومة العراقية عن طريق خطأ ما ؟

بالتاكيد فان الحديث عن التجسس المفتوح و محاولات خرق بعض الانظمة الامنية التجسسية لمحور ايران سوريا هو امر حصل او سيحصل لا محالة  في لعبة الاستخبارات بين الدول و جيوشها و بالتاكيد ايضا  ان من بين مهام هذه الضربات ما هو علمي تكنولوجي فهي مسرح جيد للاختبار و التدريب و استعراض القوى على حد سواء و مجددا كل هذا تحت العين السورية الايرانية الروسية التي لا يمكن ان تكون مطمئنة لهذا التحالف الا اذا سلمنا جدلا انها متيقنة من فشله

و عليه  اذا كانو لا بد من انتهاء هذه الضربات و عودة الطائرات الى قواعدها في دولها فما هو الحدث الكبير الذي سيؤدي الى قرار وقف عمليات التحالف الدولي  المفتوح السقف الزمني هذا ؟

 

2014-10-23 | عدد القراءات 1724