انتهت في طرابلس و لم ينتهي شيء- روزانا رمّال

مقدمة نشرة اخبار توب نيوز 26-10-2014

انجاز الجيش اللبناني في طرابلس و المعلومات عن الاوامر الصارمة  التي وجهت للعسكريين و القرار الكبير المتخذ بالحسم لدى قيادة الجيش اللبناني دون الاصغاء الى اي محاولة من محاولات عرقلة مهمته  سياسيا, انتج مولودا سريعا فرض هيبتة و اظهر قدرة ملفتة للجيش  فاجئت بالحسم السريع اولا و بالقدرة على مواجهة اشرس انواع المعارك و اخطرها في الشمال من دون انتظار الهبات المالية او العسكرية ثانيا ,

اصبح لدى قيادة الجيش اللبناني بنك معلومات و مخطط كانت المجموعات الارهابية تنوي فرضه كواقع على الشمال و قراه ابرزها  الامارة الارهابية في قرى يعصون وعاصون وسير الضنية وبقاعصفرين، وإعلان إمارة في هذه القرى حيث تصبح ملجأ لمسلحي تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة"  بهدف ربط القلمون السورية بالساحل اللبناني ..اما  التنفيذ فكان مقرراً بعد شهر..

الحديث عن انجاز الجيش الاكبر في لبنان لا يعني ان كل شيء قد انتهى و بالتالي يجب التوقف عند امرين اساسيين في هذا الاطار

اولا : اذا كان خطر انشاء امارة في الشمال قد  زال بالمرحلة الراهنة هل هذا يعني ان هدف انشاء امارة ارهابية على البحر المتوسط لم يعد مطروحا لدى داعش او النصرة فتكون منفذ اساس على البحر المتوسط و دوله ؟

ثانيا : اذا كان الجزء الاخطر من الارهابيين وقع بيد الجيش اللبناني و الجزء المتبقي قيد الملاحة  كشادي المولوي و اسامة منصور اين انسحب المسلحون الباقون  بالتاكيد جزء اساسي  يختبئ بالارجاء  ؟

انتهت المعركة في طرابلس و لم ينتهي معها شيء بالتاكيد رغم ما الانجاز العظيم في القضاء على  حلم الامارة الارهابية في  الشمال  "اليوم " لكن من غير المؤكد اذا كانت ستتعش هذه الاحلام مجددا في المستقبل خصوصا و انها لم تكن وليدة اليوم ولا جاءت بسبب احداث سوريا او  بسبب مشاركة حزب الله بالقتال فيها انما كانت منذ  زمن بعيد يذكر منها خلايا الضنية و احداث راس السنة عام  2000 و احداث مخيم نهر البارد الشهيرة .

لا يمكن لاي شيء ان ينتهي طالما الارهاب و الجماعات المتطرفة موجودة في المنطقة و طالما الازمة السورية قائمة و الحرب على الارهاب فيها  ولا يمكن اعتبار انه تم القضاء الكامل على اي خطر كامن او داهم خصوصا و ان الخلايا النائمة في طرابلس ما زالت موجودة و الجيش اكد انه سيواصل ملاحقتها ..

صورة احمد الاسير تتكرر مجددا  في هروب  شادي المولوي و اسامة منصور و اخواتهم و الحديث عن اي تسوية اليوم في طرابلس  هو اهانة للجيش اللبناني لان ما جرى يشبه ما جرى باحمد الاسير في معركة عبرا في صيدا حيث الهروب المذل له و لاعوانه  و لم يكن  تسوية او مساومة على دماء شهداء الجيش تماما كما القرار اليوم ..

انتهت في طرابلس و لم ينتهي شيء  فالحرب على الارهاب مستمرة  و المعارك متجددة و المخاطر اكيدة على لبنان و شماله  طالما  ان الارهاب مازال في سوريا و الجوار و طالما ان داعميه ماضين في نفس الوتيرة و الاهداف و السياسات في الشرق الاوسط.....

 

2014-10-28 | عدد القراءات 1945