لا حلول ناضجة بل بروباغندا

مقدمة نشرة الأخبار – قناة توب  نيوز – 30-10-2014

 

يجري الحديث بقوة هذه الأيام عن تقدم سريع في الإهتمام الأميركي بعقد جولة جديدة من مؤتمر جنيف الخاص بالأزمة السورية ، و بالتوازي يحمل الآتون من واشنطن إنطباعات بقرب البت بالإستحقاق الرئاسي اللبناني .

ينطلق الخبران من تقارب أميركي  ضمني مع كل من روسيا وإيران لحلحة الأزمة السورية لتوفير مبررات حصر الإستهدافات الأميركية بمجموعات داعش والنصرة وعدم الإضطرار تحت ضغط الحليفين التركي والسعودي لكي يكون للغارات وظيفة في ترجمة العداء للدولة السورية و الإلتزام بإسقاط نظامها ، والعودة لجنيف كمسار وحدها تبرر الإبتعاد عن هذه المهمة ، بينما التسريع بحسم الرئاسة اللبنانية فيجري تقديمه كتعبير عن القناعة بأن لبنان على حافة الإنفجار وبلا الرئاسة لا تتماسك مؤسساته الدستورية الضرورية لبقاء هياكل الدولة الأخرى بعدما ادى الفراغ الرئاسي إلى فراغ مشابه في المجلس النيابي ما إستدعى التمديد له مرتين متتاليتين .

معطيات واشنطن تقول للعارفين أن الرهان على إحياء جنيف تفاديا لشمول الجيش السوري بغارات التحالف الذي تقوده أميركا يتضمن إستخفافا وإستهتارا بموازين إقليمية ودولية حاكمة تجعل قرارا متهورا بالتورط بإستهداف الجيش السوري  كما قال رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي في جلسة الإستماع الخاصة بمنطقة عازلة على الحدود التركية السورية فتح الباب لما هو أكبر وأضخم من أكلاف ومخاطرات حرب فييتنام .

أما الخطر على لبنان فرغم أهمية إنهاء الفراغ الرئاسي الذي يجمع عليه خصوم واشنطن ومؤيدوها إلا أن عاقلا لا يستطيع إغماض  عينيه عن الذي جرى قبل أيام في الشمال اللبناني حيث  نجح الجيش اللبناني بإنهاء حلم إمارة داعش والنصرة على ساحل المتوسط دون المخاطرة بالوقوع في الحرب الأهلية أو تعريض  وحدة الجيش للخطر  رغم أن القوى التي تمثل طرابلس والشمال سياسيا من حلفاء واشنطن والسعودية لم تقدم للجيش معونة حقيقية لحشد الشارع وتحييده بل إكتفت بالكلام الإعلامي العام ولم تبخل على الجيش بحملات النقد والتشكيك والإتهام بالإنحياز واللاإنصاف .

إذا كانت واشنطن مجبرة على تفادي الصدام مع الجيش السوري بقوة المعادلات التي تحكم موازين القوى ، وغير قلقة على لبنان الذي تخطى الأزمة الأصعب بلا وجود رئيس فخصومها ليسوا قلقين على لبنان ولا  من مخاطر غاراتها على الجيش السوري .

إذن ما صحة ما يقال ؟

الواضح ان الحديث  عن الرئاسة اللبنانية هو الرشوة السياسية والمعنوية لتسويق التمديد الجديد للمجلس النيابي اللبناني الذي لا بد من بقائه لإنتظار لحظة دنو ساعة الإستحقاق الرئاسي والقول بدنو لحظة الرئاسة والإهتمام بها يسهل على النواب والمرجعيات السياسية والروحية والمسيحية منها خصوصا التي ينتمي إليها موقع رئيس الجمهورية وتخشى ان يمكون التمديد للمجلس النيابي صرفا للنظر عن الرئاسة فتتمكن بهذا الغطاء من  تقديم الغطاء للتمديد للمجلس .

أما سوريا فالوعد بجنيف  هو الرشوة التي  لابد منها لما تبقى من معارضة تابعة لواشنطن لتقف  على قدميها وهي  تتهاوى أمام داعش والنصرة شمالا وجنوبا وتتلاشى أمام الجيش السوري في الوسط و يمنحها هذا الوعد بجنيف مع الدخول الإحتفالي إلى كوباني وبضع تصريحات إعلامية الأضواء التي ربما تحيي العظام وهي رميم .

الحديث  عن حلول قريبة هو بروباغندا إعلامية ليس إلا .

2014-10-31 | عدد القراءات 1590