مقدمة نشرة أخبار توب نيوز – 2-11-2014
في حوار خاص بقناة الحدث العربية التابعة للسعودية قال ستيفان ديميستورا أن الحديث الأميركي عن تشجيع المعارضة المعتدلة يهدف لإقامة توازن معين مع الدولة السورية يسمح بإستنئناف التفاوض ، في تتمة لكلام وزير الخارجية الأميركية جون كيري .
ديميستورا نقل عن لقائه بالرئيس الأسد ما وصفه بالقول انا والأسد متفقون أن لا حل إلا الحل السياسي لكن بشرط عدم إشراك من لا يعتبرون المواجهة مع الإرهاب هي الهدف الذي يجمع المتحاورين للبحث عن حل سياسي يسمح لهم بالتعاون ضمن حكومة موحدة في إطار الحرب على الإرهاب .
تزامن كلام ديميستورا مع ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن الحاجة للبحث عن أرضية تسمح بإستئناف مؤتمر جنيف للحل السياسي في سوريا ، واوضح ممثل روسيا لدى مجلس الأمن فيتالي تشوركين كلام لافروف بالقول إن الحل السياسي يجب أن يتسبعد عن الحوار كل المكونات التي تحمل موقفا رماديا من الحرب على الإرهاب وترى صراعها مع الرئيس الأسد متقدما على مواجهة الإرهاب .
قال تشوركين إن زيارات ديميستورا لدمشق وموسكو وطهران كانت ناجحة وانه يعتزم تشكيل مجموعة بديلة من أصدقاء سوريا التي شكلها الأميركيون والفرنسيون وتركيا والسعودية ، فديميستورا وفقا لتشوركين يريد مجموعة أصدقاء للحل السيايسي في سوريا تضم الأمم المتحدة وبرعايتها وتضم روسيا وأميركا ، وأعلن تشوركين موافقة بلاده على المشاركة ودعا لإشراك إيران والسعودية في المجموعة لتأثيرهما الفعال في الأزمة السورية .
الإعداد لجولة تفاوض جديدة تحت عنوان جنيف قد يحتاج وقتا ، لكن الواضح أنه هدف أميركي مزدوج وتلبية روسية مزدوجة .
واشنطن تريد المسارعة لحجز مقعد للمعارضة التابعة لها قبل تلاشيها أمام اعينها رغم كل الكلام عن دعم وإسناد هذه المعارضة فمن جهة تلتهم النصرة ما تبقى من هذه المعارضة شمالا بعدما انهاها داعش شرقا و من جهة مقابلة لا يبقى منها شيئ في المدن الكبرى و بعد معاركها الخاسرة مع الجيش السوري من حلب إلى حماة وحمص ودمشق و أريافها ، و الهدف الثاني لواشنطن الإختباء وراء مسعى ديميستورا للنزول عن شجرة المواجهة مع الدولة السورية عبر تأييد حل تفاوضي تأمل أن يخرج بحكومة إئتلافية تبرر الخروج من الإشتباك مع سوريا وتاليا مع روسيا وإيران بينما بدا في الحرب على الإرهاب أن حلفاءها الذين تسايرهم بمواصلة العداء لسوريا عاجزون عن تقديم اي إسناد والإسناد الحقيقي يأتي بلا تنسيق وبلا تفاهم من خصوم واشنطن الذي يبدون من اليمن والعراق وسوريا ولبنان هم الشركاء الفعليون في هذه الحرب .
روسيا من جهتها تشجع المسعى الأميركي وفي حسابها ان رفض المعارضة التخلي عن شروطها التعجيزية للحل سيعني فشل جنيف الجديد مرة أخرى وحرمان ههذ المعارضة من اي دور مستقبلي ، وإستثمار العملية التفاوضية لتعزيز الدولة السورية لمواقعها عسكريا ، وإن تصرفت المعارضة بواقعية وعقلانية ، صار الإنفراج بالعلاقات السورية الأميركية مصدر راحة لموسكو في التعامل مع شريكها وخصمها في آن الذي تمثله واشنطن .
ديميستورا يمهد لشيئ ما بكلامه ، لكنه يمهد لسواه .
2014-11-02 | عدد القراءات 1714