أوكرانيا و حسم الخيارات – مقدمة نشرة أخبار توب نيوز

روزانا رمال – 16-11-2014

كان هنري كيسنجر أبرز وزراء خارجية أميركا أيام الحرب الباردة أول من قال أن أوكرانيا هي الخاصرة الرخوة لروسيا ، وكان زيبيغنيو بريجينسكي أبرز مستشاري الأمن القومي الأميركي من أضاء على الأسباب ، بقوله أن أوكرانيا وحدها من بين دول المعكسر السوفياتي الواقعة على حدود روسيا قلب هذا الإتحاد تنقسم ديمغرافيا وثقافيا بين هويتيها الأوروبية الغربية  والروسية الشرقية وليس الآسيوية أبدا ، فالتشتت في الهوية على أساس منطلقه بين الكنيستين الشرقية الأرثوذوكسية والغربية الكاثوليكية يرافقه تباين في الأهواء والميول للسكان ، تجعل النصف الغربي لأوركرانيا غربيا كليا وتجعل نصفها الشرقي شرقيا كليا .

عندما إنهار الإتحاد السوفياتي كانت أوكرانيا من أول الدول التي  خرجت من عضويته وإستقلت وإختارت الخط الغربي وبدأت محاولات ضمها للإتحاد الأوربي وحلف الأطلسي .

مع ضعف روسيا بعد الإنهيار السوفياتي إتسهتر الغرب بقدرة روسيا على خوض اللعبة معكوسة ، فعندما تصير اوكرانيا غربية الهوية السياسية سيكون ممكنا إهتزازاها على ذات الحبال التي إتسخدمها الغرب لهزها يوم كانت سوفياتية ، فالتشتت في الهوية سيفعل فعله معكوسا هذه المرة ، وسيكون الشرقيون وهم في غالبهم من أصول روسية جاهزين لفعل ما  كان أشقاءهم الغربيون مستعدون لفعله يوم كانت اوكرانيا سوفياتية .

توهم الغرب أنه قادر على تكرار اللعبة بعدما وصل للحكم موالون لموسكو فحركت روسيا خيوط الولاء لدى نصف الأوكرانيين وإتهى أمر القيمة الإستراتيجية لشبه جزيرة القرم بساعات كجزء من روسيا ، و خرج شرق أوكرانيا عن الولاء للعاصمة ومن يحكمها .

مشكلة الغرب أنه لا يريد التسليم بكون العقوبات على روسيا لن تدعها تتخلى عن شرق اوكرانيا ولا لقطع التمويل الأوكراني  عنها سيجعل شرق أوكرانيا تعود لبيت الطاعة مع حكومة كييف .

تقسيم اوكرانيا يصبح اقرب كلما أصر الغرب على التصعيد .

بوتين لن يخضع ، و تقسيم أوكرانيا يعني تقسيم شبيهاتها من دول شرق اوروبا من رومانيا و هنغاريا إلى بلغاريا و بعدها لن تقف الأمور هنا فالفالق سيستمر ليطال الخط الكاثوليكي البروستانتي ، فيطال المانيا و فرنسا و بلجيكا .

خط الغاز سيخضع في النهاية لحسابات المصالح العليا ، ولن يمر بحساب المال وحده و تسديد الديون ، الحساب يتصل بمستقبل الصراع الذي إختصره الرئيس فلاديمير بوتين بسفره قبل نهاية قمة العشرين رسميا ، بإدعاء الحاجة للنوم .

يقول المثل الألماني إحذروا من الدب إذا اصابه النعاس .

2014-11-16 | عدد القراءات 1665