رغم كل الخلاف والتنافس والتنابذ بين تركيا والسعودية سواء على خلفية الصراع الفكري بين المدرستين الوهابية والأخوانية ، والصراع على من يتولى دور الوكيل الأول للمصالح والسياسات الأميركية في المنطقة ، وما يظهره المشهد المصري من حرب مفتوحة بين الطرفين ، فرضت حالة العجز والخوف من الفشل والخروج بخسائر كبرى من متغيرات المنطقة ، بعدما خرجت إسرائيل بقوة ميزان الردع من القدرة على التدخل ، أن يلتقي حكام تركيا والسعودية بمصير واحد في حربين مصيرتين ، اليمن حيث يقاتل الأخوان تحت راية الطيران السعودي ، وسوريا حيث أوكلت القيادة لأردوغان لتحقيق المكاسب و تجميع الأوراق التفاوضية .
يدخل الفريقان التركي والسعودي العد التنازلي على جبهة مختلفة فما بين الحكمين في السعودية وتركيا حبل سري ، يجعل منهما نظيري الهزيمة والعجرفة ورديفي الشر والخراب ، ففي الوقت الذي تحدد بدء العد التنازلي للحقبة السعودية مع الرابع عشر من حزيران موعد بدء الحوار اليمني في جنيف ، بلا أي شروط مسبقة ، وبشراكة متوازنة ومتوازية للحوثيين ومناصري الرئيس السابق علي عبد الله صالح مقابل من جمعتهم السعودية في مؤتمر الرياض ، بينما بات على اليمنيين تحمل صلافة ووحشية آلة القتل السعودية للأيام الفاصلة عن إعلان وقف النار وهم يواصلون صمودهم وتحقيق الإنجازات في كل المواقع ، في ذات الوقت يسعى الرئيس التركي رجب أردوغان لإبعاد كأس العد التنازلي لزعامته يوم غد مع الإنتخابات النيابية التي تجمع كل وسائل الإعلام الغربية وفقا لتقاريرها ، من أنقرة وأسطمبول أنها أهم إنتخابات في التاريخ الحديث لتركيا ، وان الصفة المفصلية لها تتأتى كونها ستحسم دفعة واحدة ملفين مصيريين ، من جهة موقع تركيا الإقليمي عبر حسم مصير زعامة اردوغان بمدى قدرته على الحصول على ثلثي مقاعد البرلمان للشروع في إجراءات تعديل الدستور وفقا للبرنامج المعلن من أردوغان وحزبه ، ومن جهة مقابلة مصير السلم الأهلي التركي وعلاقات الأكراد بالدولة التركية ومؤسساتها عبر مدى قابلية النظام التركي على التعامل مع مستجد إسمه دخول الأكراد إلى البرلمان بكتلة وازنة تشكل بيضة القبان في التحالفات الضرورية لتشكيل الحكومة .
هيستيريا السلطنة بدأت تخيم بظلال دموية على اليوم الإنتخابي التركي مع تكرار عمليات إستهداف مرشحي حزب الشعوب الديمقراطي الممثل للأكراد بمحاولات إغتيال طاولت إثنين منهم حتى ليل أمس ، وإستهداف تجمعاته الإنتخابية بالتفجيرات كما حدث في شرق تركيا ، ما زرع الخوف من مواصلة الإستهداف الأمني لتحويل اليوم الإنتخابي في المناطق الكردية ، خصوصا ديار بكر ، كما قالت مصادر رئاسة حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دمرتاش ، إلى يوم فوضى أمنية تنتهي بإلغاء الإنتخابات في الإقليم ، والسير بنتائج الإنتخابات بدونها في عملية تزوير مفضوحة ، لضمان الثلثين لأردوغان ، وحزبه ما سيعني فتح الجرح الكردي مجددا ، والدخول في نفق مظلم بالنسبة لمستقبل تركيا و أكرادها والعلاقة بين الدولة التركية ومؤسساتها الأمنية وحزب العمال الكردستاني بعد شهر عسل سياسي إستمر لسنوات .
مملكة الوهابية تتداعى أمام مملكة سبأ ، وسلطنة أردوغان تحتضر أمام صلاح الدين آخر كردي وايوبي ايضا إنتقم السلاطين من أجداد ه وحان وقت الثأر .
2015-06-06 | عدد القراءات 2663