فقد رجب طيب اردوغان قدرته على التسلط و فقط حزبه قدرته على تشكيل حكومة تستكمل مخططات المرحلة السابقة و كل ما كان قد رسمه اردوغان حتى اللحظات الاخيرة لصدور النتائج الاولية فقد اردوغان قدرته على الارتجال و التغيير و تعديل الدستور التركي الذي استعمله في غير مرة لخدمته مع كل فرادته بين الدساتير .
اليوم توجت سلسة هزائم الاخوان المسلمين في المنطقة براس الحربة حزب العدالة و التنمية التركي الذي سبقه هزيمة حزب الحرية و العدالة المصري الذي كان يسيطر على الحكم في البلاد برئاسة محمد مرسي فخسر و حزب النهضة التونسي الذي خسر ايضا بالانتخابات البرلمانية بعد الثورة على الثورة اذا صح التعبير وصولا الى حركة الاخوان المسلمين الموجودة في ليبيا و التي كانت تُسيطر على معظم الوزارت قبل انتخاب البرلمان الليبي الحالي فتغير الوضع هناك ايضا هذا مع الاشارة الى الفشل اصلا الذي يلف حركة الاخوان في سوريا منذ زمن بعيد. الجماعة سقطتت و اردوغان توقع هذا مؤخرا لكنه حاول كسب الملف السوري عله يقلب النتيجة و فعلا قلبت النتيجة لكن راسا على عقب .
بنقاش نتيجة الانتخابات لا يمكن التدقيق باهم من دخول حزب الشعوب الديمقراطي الكردي البرلمان التركي بقوة هذا الذي كان من المفترض ان يقلق اردوغان و الذي من المفترض ان لا يحصل ابدا بهذا الشكل لكن بالرغم من كل السياسات التي انتهجها اردوغان استطاع الاكراد ان يحدثوا الفرق و اردوغان يبتلع الهزيمة ..هل هي لعنة كوباني؟ ام هي المؤامرة الاميريكية حينها التي تعرف جيدا من اين تؤكل الكتف ؟
كان من المفترض ان تكون سياسة اردوغان تجاه سوريا مفتاح النصر و بوابة استرجاع امجاد السلطنة لكن الوقت و ان طال فقد اعاد اردوغان اخيرا الى ما قبل انتصاراته الانتخابية الاولى حيث كان يريد تثبيت ارجله في الحكم ليثبت للشعب التركي اهليته لكنه اليوم اثبت للشعب التركي انه اول من ادخل كابوس التقسيم الى تركيا و السبب اظهرته نتائج الانتخابات اي نتائج الاقليات تحديدا التي يبدو انها حشدت للانتخابات لبعضها البعض لحماية مصيرها بدل من الزمن الذي كان فيها الاتراك جميعا يصوتون من دون هذه الحسابات خصوصا و ان تركيا العلمانية لم تعش مثل هذه الاجواء من قبل .
دعم الجماعات المسلحة في سوريا و ابرزهم جبه النصرة و التحريض على قتا الرئيس السوري بشار الاسد و كل موالي له كان بالنسبة لاردوغان قتال للعلويين و الشيعة من دون مواربة هذه الامور كلها اجتمعت في المزاج التركي فحشدت الاقلية لنفسها و عزمت على تغيير الواقع بتغيير الاصوات التي كانت مجيرة لحساب اردوغان لصالح المعارضة
اما اميريكا التس شاركت بهذه النتائج بطريقة او باخرى بسبب دعمها الغير محدود لاردوغان و السماح له باستخدام كل وسائل الضغط و قتال النظام السوري شاركت ايضا في ما حسم الامور في عين العرب كوباني و عرفت جيدا كيف يمكن استثمارها اليوم .
الادراة الاميريكية المقبلة على تفاوض في المنطقة تعرف ان رجب طيب اردوغان لن يفاوض و هو قوي اما اليوم رجب طيب اردوغان لا يوجد امامه الا المفاوضات و لكن بحجمه الجديد ..
2015-06-08 | عدد القراءات 3727