على مدى سنوات الأزمة التي تواجها سورية بقيت محافظة السويداء خارج نطاق الخطر الأمني ولم تسطع القوى الإرهابية إيجاد منفذ لمحافظةٍ لها خصوصية تغري تلك التنظيمات بالعمل على محاولة العبث في استقرارها بما يقلب معادلات الهدوء الذي امتازت به.
ورغم تواجد تنظيمات النصرة وداعش في ريف درعا والقنيطرة المحاذية للسويداء فشلت في خلق خلايا إرهابية تشعل شرارة الدخول الأول لأسباب عدة أهمها غياب أي حاضن شعبي في بيئة السويداء , ولدور المرجعيات الدرزية الحاسم بقطع الطريق على أي محاولة تعبث بأمن السويداء بغية ترك الاصطفاف السياسي خارج دائرة اللعب بأمن واستقرار المحافظة , والتعاون مع وحدات الجيش العربي السوري وفصائل الدفاع الوطني والتنسيق لضمان الأمن وحماية المحافظة.
بعد لقاء زعيم تنظيم النصرة أبو محمد الجولاني على قناة الجزيرة والمحاضرة التي ألقاها على الدروز والعلويين التي تجلت أولى ثمارها بمحاولات تسلل لقرى المحافظة أحبطها الجيش والدفاع الوطني ، وما سوقه الجولاني تردد صداه في الضفة الأخرى من الحدود السورية ولقي صداه لدى طابور من عملاء العدو الإسرائيلي بإطلاق دعوات ظاهرها حماية أشقائهم الدروز في السويداء علها تخفي ما يحضر في الدوائر الصهيونية المغلقة من مساع لخلق خط تواصل مباشر بين الداخل السوري والأراضي المحتلة يسمح بتأمين ما عجزت عنه جبهة النصرة في درعا بإقامة منطقة عازلة تحمي الكيان من تطورات الأيام القادمة وتكون منصة أمامية للانقضاض على الدولة السورية بهدف الترويج لمخططها وخلق عامل ضغط وتشويش على الجيش السوري وإرباك الدولة فتولت شخصيات محسوبة على وليد جنبلاط لزرع اليأس و إثارة القلاقل بين أهالي السويداء ونشر أخبار تتهم الدولة والجيش بالتخلي عن المحافظة والتخطيط للانسحاب فور هجوم النصرة بالتزامن مع الإعلان عن دور إسرائيلي بحماية المحافظة ومنع النصرة من الهجوم عليها وفتح الحدود للأهالي للاحتماء من خطرها وهي التي سبق و أن منعت تفاح الجولان من دخول الأراضي السورية بإشراف الأمم المتحدة , إضافة لمنعها إقامة إنشاء مراكز صحية ونقاط طبية داخل الجولان لتقديم الخدمات الصحية للسوريين في الأراضي المحتلة فأي حنان حل على العدو لنصرة بني معروف في سورية.
ربما تكشف تصريحات القيادات العسكرية عن سيناريوهات تل أبيب للتدخل العسكري في سوريا لحماية الدروز ,جانباً مما يفكر به العدو , فالحديث عن تأمين مناطق محددة لاستقبالهم ضمن الحدود السورية استعادة جديدة لنغمة المناطق العازلة خاصة أنه يأتي متوازياً مع كلام قائد سلاح الجوالاسرائيلي،اميرايشل،انه"اذاطُلب منا ان نساعد الدروز في سوريا،فسلاح الجو يعرف كيف يفعل ذلك".
إذا ربما يكون لسلاح الجو كلمة في حماية دروز السويداء بحسب المصالح الإسرائيلية ولكن الأكيد أن كل أسلحة الجيش السوري حاضرة أيضاً للدفاع عن الأرض السورية خاصةً وأنه يحمل التفويض الحقيقي من شعب وقيادات روحية تدرك عمق الانتماء للحاضنة السورية وتدرك حقيقة معركتها ووجهة السلاح الحقيقية منذ عهد سلطان باشا الأطرش حتى يومنا هذا ولا تنطلي عليه مشاريع الخبثاء باستعادة نغمة الدولة الدرزية التي طويت أخر صفحاتها منذ 1967.
خطط مكشوفة المرامي وجوقة مرتزقة معروفة الانتماء تحاول إثارة البلبلة في إحدى الحواضن الرئيسية للدولة السورية لن تمر على أحد والحنان الإسرائيلي المفاجئ لا يطعم بني معروف خبزاً في أيام السويداء العجاف بانتظار سنوات الفرج.
2015-06-11 | عدد القراءات 4691