اشار الاستاذ ناصر قنديل أنه سيبدأ يوم الاحد مؤتمر جنيف الخاص بالحوار اليمني برعاية اممية ،حوار يمني يمني صرف، لاوجود عضوي ولا رمزي للسعودية لا رعاية ولا شراكة ولا حتى صفة مراقب للسعودية والوفد اليمني المقابل لجماعة السعودية (اليمنيين) اي لجماعة منصور هادي وكل جماعة السعودية التي جمعتهم في مؤتمر الرياض هم في ضفة والضفة المقابلة هم الحوثيين وحلفائهم وعلى رأسهم جماعة الرئيس علي عبد الله صالح ، والحوثيين لا يعترفون بالقرار 2216و لا الاعتراف بمنصور هادي ولا تسليم سلاح او الانسحاب من المدن ، وبالتالي الحوار يبدأ من الصفر ، واسماعيل ولد الشيخ احمد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن وضع للحوار مشاريع ينطلق منها وبالتالي يحاول أن يقوم بمقاربة ليكون الحوار نقطة بداية .
اليمن هي اخر جرح قد فتح وان ما يعد لليمن في جنيف هو بداية الخروج فهذا دليل على التئام جروح المنطقة وبالتالي لم يعد للفريق الذي قرر شن هذه الحروب سواء على اليمن او العراق او سورية او لبنان لديه اوراق قوة احتياطية يريد استخدامها لاختبار امكانية بأن تعدل الموازين ، فالسعودية لم يعد لديها اوراق احتياط تستخدمها و الثوار في اليمن يتقدمون في تعز ولحج والضالع .. فماهي الاماكن التي يراهن عليها السعودي فالقصف لن يغير المعادلة و الجماعات التي يراهن عليها لم يبقى منها سوى القاعدة والمجموعات الاخرى لم يعد لها وجود امام الثوار ،
فهم يقولون ان كل الغارات السعودية لم تنفع في شل حركة الثوار والجيش الموالي لهم ومتعاطف معهم ، ولم تنجح في استنهاض همة من يسمونهم بالمقاومة او انصار الرئيس منصور هادي فالمهزومين هم جماعة منصور هادي و المتفوقين والمتقدمين الذي من المفترض بأن الطيران السعودية يقوم بقصفهم ليل نهار هم الحوثيين و بالتالي الاعلام السعودي يعترف بذلك ، فلم يعد للسعودي الا أن يقبل هذه الصيغة وهي الذهاب الى جنيف
فالثوار انتقلو بالهجوم البري داخل الاراضي السعودية خلال الايام الماضية وسقطت قاعدتان استراتيجيتان للسعودية وبالتالي هذا الانهيار في بنية الجيش السعودي على الحدود اصبح ورقة القوة في يد الثوار ، واذا لم يوقف اطلاق النار فالسعودي يصبح في الموقع العاجز عن تحمل تبعات الاشتباك .
وأشار قنديل أنه قبل نهاية رمضان يجب أن يكون الحل اليمني قد انجز وإذا سارت الامور بهذا الاتجاه سيكون التفاهم النووي في قلب المفاوضات اليمنية اليمنية قد انجز وهذا يعطي دفع أكبر للتسريع لإنجاز التفاهم اليمني فنحن امام مناخ جديد في المنطقة مع نهاية رمضان يكون هنالك تفاهم يمني وتفاهم نووي ، ويوم الاحد سنبدأ نلتقط اشارات تبدو في الظاهر تنافر وتصعيد لكن القبول بالذهاب الى جنيف هو اعلان نهاية الحرب ، ومع نهاية رمضان نكون امام حل سياسي جديد عنوانه حكومة توافق ومجلس مؤقت و برلمان وقيادة جديدة للجيش وفك الحصار ووقف الحرب فهو مسار سيعمم على المنطقة لتبدأ مرحلة جديدة .
القسم الثاني : داعش من العراق الى سورية الى لبنان
تحدث الاستاذ ناصر قنديل ان المواكب للإعلام العالمي وتغطيته لحروب "داعش" وكيفية دخوله الى الرمادي وتدمر وكيف يقاتل في القلمون ليس صعبا أن يكتشف مدى الحملة الاعلامية "البروبغندة" المكثفة لتعظيم مكانة "داعش" ،اي هذه القوة العظمى التي لا تقهر والتحالف والجيوش غير قادرين على القضاء عليها ، متابعا الامريكان يمنعون الحشد الشعبي على صد داعش تحت شعار لا نريد حساسية مذهبية فهم يعلمون ان دخول الحشد الشعبي لا تستطيع داعش الدخول فالمعلومات عند الجيش العراقي متيقنة ان الضباط الذين انهزموا وسلموا المواقع هم الذين عينهم بريمر اي هم الالغام امريكية في قلب الجيش العراقي فإذاُ هيئ سقوط الانبار والرمادي
فالامريكان يريدون أن تدخل "داعش" الى الرمادي والانبار وتدمر ونحن امام مربع (الرقة تدمر الرمادي الموصل) فهي روابط صحراوية هذا المثلث بالعين الامريكية محمي ، ومن يراقب بخبرة معارك "داعش" سيكتشف أنها معارك الاماكن المفتوحة فداعش لا يقوم بالدخول من مدينة الى اخرى .
جبهة النصرة غير قادرة على الصمود والثبات وأن حزب الله و الجيش السوري يتقدم في مواقع الاشتباك مع النصرة ، و"داعش" لديها خبرة قتالية منظمة اكبر وممكن أن تؤثر بالمعنويات أكثر ، والثمن هو أن تأتي قوات داعش لتقاتل حزب الله فعدو اسرائيل وامريكا في المنطقة هو المقاومة ( حزب الله ) فتوظيف "داعش" لمحاربة حزب الله مقابل دخوله على الرمادي ، ففي معركة القلمون النصرة شبه منتهية في الجرود ولديها خيارين إما الاستسلام أمام الجيش اللبناني أو محاولة إختراق الحصار والخروج الى مكان اخر ،
مع نهاية رمضان سيحسم مصير "داعش" في الرمادي ومصير المفاوضات اليمنية اليمنية والهجوم السعودي ومصير الملف النووي ومصير النصرة في عرسال ، "داعش" و حزب الله سيبقيان يتقاتلان في ساحة الصحراء الممتدة بين تدمر و القلمون وهذه المعركة هي الفاصلة في الشرق الاوسط لأنه لم يبقى نخبة للمشروع الامريكي الذي اراد تدمير سورية بأن يستند عليها سوى "داعش" ، فهذه المعركة هي التي استدعت من سماحة الامين العام سماحة السيد حسن نصر الله أن يخرج ويقول أن الحرب مع "داعش" بدأت ولن تتوقف وسوف تستمر حتى تحسم بالنصر وستتدحرج "داعش" امام المقاومة حتى تدمر،
ومن ثم سوف تدخل "داعش" الى الحدود الاردنية فالاردن منطقة رخوة وحدودها مع السعودية والسعودية هي البيئة الحاضنة التقليدية لداعش وساعة مكة لم تعد بعيدة بالنسبة لداعش فهو يؤجج مناخ الفتنة المذهبية والعصبية الطائفية عن طريق العمليات الانتحارية ويستثمر كل الكراهية والحقد التي زرعتهما السلطات السعودية في نفوس المواطنين باضطهادها للشيعة وتعبئتها للطائفة السنية وهذا يجعل لداعش أن يكتسب المئات وآلاف في السعودية .
وأشار قنديل أن المعركة الاشد اقترابا هي المعركة التي بدأت تدور في جبال القلمون ومع نهاية رمضان يكون الامتداد الشرقي لدمشق الممتد من دوما وصولا الى القنيطرة سوف يشهد تحولات كبيرة عسكريا رغم كل الضجيج الصادر من جبهة الجنوب .
القسم الثالث :جنوب سورية
أشار قنديل أن الحدود الاردنية هي نقطة الإنطلاق فهو أمر مسلم به ومعروف ووراء الاردن السعودية وأن الرعاية الأساسية كانت لوحدات النصرة وأن تكون هي الحصان الذي يستثمر عليه وتقديم النصرة بصفتها القوة المعتدلة أو القوة التي تستثمر عليه بالحل السياسي فالنصرة المحتضنة من قبل اسرائيل التي يقول عنها "موشيه يعلون" وزير الحرب الاسرائيلي بأنها جهة معتدلة وتؤتمن على الحدود وهي حزام امني ، ووليد جنبلاط الذي قال أن جبهة النصرة هي الشعب السوري وليست ارهاب ، وفابيوس ايضا قال عنها هي كحركة حماس تعبر عن ارادة شعبها لكن القتل والظلم دفعاها لارتكاب الممارسات الارهابية التي يمكن تخليصها منها بالاحتضان ، والإندماج بالعملية السياسية ، إلى تركيا التي تحتضنها بالسلاح والمال والتجهيز .
وأشار قنديل أن جبهة النصرة عند ارتكابها الجريمة بحق الدروز في ادلب هي رسالة محمد الجولاني يقول أن الدروز أهل الشرك وأن السيف في رقابهم حتى يأتوا الى الدين ومقابل هذه الرسالة هو الاعلان حياد السويداء فالإسرائيلي ووليد جنبلاط ، يقدمان ضمانات اسرائيلية جنبلاطية لأهل السويداء أي لجبل العرب مضمونها اذا طالبتم الانسحاب الجيش السوري من مناطقكم نحن نضمن لكم عدم دخول النصرة اليكم ، ولكن جواب أهل السويداء هو الرفض فهم حماة ثغور وأبناء عروبة وليسوا عملاء او دعاة انفصال فهذا تاريخ أهل الجبل ،
ولفت قنديل أن الاسرائيلي قام بلعبة الاقليات في مراحل قوته وكان لديه مشروع جدي وتحدث عنه علنا بمراسلات "موشي شاريت " مع قادة لبنانيين مسيحيين على مستوى الرئيس الراحل كميل شمعون والشيخ بيار الجمي�'ل حول موضوع وطن قومي مسيحي في لبنان ووطن قومي يهودي في فلسطين ، وفي الحرب الاهلية حاول أن يبث بين المسيحيين هذه الفكرة بصورة أكبر وخرج عدد من قادة المسيحيين يبشر بالعلاقة مع الاسرائيليين على قاعدة هذه الخلفية ، منذ عام 1948 تحدث "يغال ألون" " ليفي اشكول" اي القادة الاسرائيليون بمشروع الدولة الدرزية وقاموا بتهيئة شخصيات وانشاء دولة درزية ، فذا نجح ذلك هي تستلم جزء اساسي مع جبهة في لبنان وتقريبا كل الجبهة مع سورية وتقريبا تنهي مسألة عرب 48
ولكن تم إحباط المخطط، والتحس�'ب له، وعلى رأس هؤلاء كان القيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي كمال كنج أبو صالح الذي خدع «الإسرائيليين» وأوهمهم بتبن�'يه المشروع وقام بتعطيله مغامراً بحياته لينتهي به الأمر، في السجون «الإسرائيلية» بأحكام لثلاثمئة عام سجناً،
فحلم الاسرائيلي كان هو إقامة دولة. والامريكان يناقشون فكرة التقسيم وفي هذه المرحلة أكثر من اي مرحلة سابقة ويعيدون النظر بخريطة سايكس ـ بيكو،
طرح "هنري كسنجر" وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأسبق نظرية يبحث العمل عليها في السويداء وهي القيام في قلب الطوائف والكيانات الوطنية أي في (سورية ولبنان والعراق) ايجاد نواة صلبة في كل طائفة لهم لايجاد قوة نفوذ فيها ومعها القيام بدولة رخوة مثل سلطات الامر الواقع التي نشأت في الحرب الاهلية في لبنان مع بقاء وجود هيكل الدولة النظري في مجلس حكومي ووزارات الخ.. ولكن السلطة في الواقع هي في يد الميلشيات ، وبالتالي دولة رخوة في العراق وسورية ولبنان ونواة صلبة ومتماسكة في اماكن محددة في سورية ولبنان والعراق ،
واضاف قنديل أن هذا المشروع جدي لنواة صلبة تمر من تحت الحدود بين لبنان وسورية وفلسطين في قلب مشروع تحويل الدول الى دول رخوة والحدود الى حدود غير منضبطة هذا هو المثلث نواة صلبة ، دولة رخوة ، حدود غير منضبطة ، وهذا المشروع يدل ان الذي يجري هو تنفيذ لمشروع والذي جرى بحق الدروز في ادلب هو الرسالة ليتلقفهم الاسرائيلي ووليد جنبلاط ، متابعا أن هنالك رسائل اخرى تترجم بإرتكاب مجازر بحق أهل السويداء على أطرافها ، او قد يتأمرون على الجيش السوري ويقوموا بالتحريض ضدهم واخراجه منها .
واضاف قنديل ،أنه يجب الدعوة لنقاش هادئ وعقلاني ومسؤول للذي يجري اولا عدم الرهان على وليد جنبلاط لأنه متورط ، وثانيا يجب ان يكون النقاش على مستوى مسؤوليات الجيش السوري ونوعية القوة التي يضعها لمنع أي إمكانية تعبئة أو تحريض على دور الجيش وعلاقته بالناس والدفاع والتسليح وبناء قوة دفاع وطني حقيقي من ابناء المنطقة ،
واختتم قنديل أن هنالك جهتين واسعتين بالفاعلية و القدرة ومسموعتي الكلمة ونافذتي التأثير ومحبوبتين من قبل أهل جبل العرب وهم الأمير طلال إرسلان من جهة والحزب السوري القومي الاجتماعي من جهة اخرى متابعا بأننا قادمون على محطة حساسة ودقيقة تستدعي التشاور على هذا المستوى الرفيع ووضع مجموعة من القرارات والخطوات الإجرائية من أجل منع كل نظرية تحييد السويداء وكل نظرية النواة الصلبة والدولة الرخوة والحدود الغير منضبطة .
تحرير : بشرى الفروي
2015-06-13 | عدد القراءات 2805