الازمة السورية التي تدخل عامها الخامس لم تكن ازمة تعرض لها الرئيس السوري بشار الاسد و نظامه فحسب بل كانت ازمة بكل المقاييس على المعارضة التي تدحرجت نحو العسكرة وصولا الى الارهاب و التكفير و المفارقة انها لم تتمكن من النجاح في تنظيم قوة عسكرية حقيقية و موحدة قادرة على مواجهة الجيش السوري على ابعد تقدير تنفيذا لما كانت تنتظر على الرغم من ان الدعم السياسي و المعنوي الاميريكي كان مسخرا بكافة طاقاته من دول داعمة و مؤتمرات و دعم اعلامي عالمي هائل للمعارضة .
تطورت الخطط الغربية و اهدافها من انشاء القوة التي من المفترض ان تقاتل الاسد و جيشه لكنها لم تستطع في اي مرة انشاء قوة حقيقية قادرة على اعتبارها حيثية عسكرية تجلب مكاسب سياسية للمعارضة و لا عسكرية بسبب انقسامها و تناحرها فيما بينها و انضوائها تحت الوية ارهابية تكفيرية فاق عددها الالاف .
المحاولات الاميريكية لانشاء قوة عسكرية باشراف تركي لم تنجح في بلورة صورة اعتدال غير جبهة النصرة التي اصبحت واجهة الاعتدال بالنسبة لبعض القوى الاقليمية الدولية مع محاولات شرعنتها في الكونغرس الاميريكي اضافة الى حسن العلاقة التي تربطها بالاستخبارات التركية كل هذا لعجز واضح عن انشاء قوة تحارب الاسد طبعا قوة موحدة .
استمرت المحاولات مؤخرا حتى اعلنت وزارة الدفاع الاميريكية الحاجة الى انشاء قوة تقاتل داعش هذه المرة و ليس النظام السوري لاول مرة الى ان أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون ستيف وارن أن الولايات المتحدة لم تحقق حتى الآن الهدف المعلن من برنامج تدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة لمواجهة تنظيم داعش و قال إن الهدف المعلن هو تدريب خمسة آلاف سوري سنويا، لكن ما بين مئة ومئتي سوري فقط بدأوا هذا التدريب و ان من بدؤا فعليا في الموقعين اللذين أقيما لهذا الغرض في الأردن وتركيا. وأكد وارن أن البرنامج عملية يصعب تنفيذها إلى حد كبير، مشيرا إلى ضرورة اختيار سوريين يريدون المشاركة فيها والتحقق من خبراتهم السابقة.
كل هذا الكلام هو تاكيد صريح على العجز الذي بات امام الولايات المتحدة التصرف امامه بشئ من ابراء الذمة من خلال اعلان البنتاغون و الذي يبدو ان خسارة اردوغان الاغلبية النيابية احد اهم الانتكاسات امام المقاتلين الذين لم يعد بمقدروهم اعتبار ان الوضع العسكري في الايام المقبلة مشجعا و ان الانهيارات مقبلة بشكل متتالي عسكريا و سياسيا ان كان لجهة الحركات المتطرفة او حتى المعارضة السياسية القابعة في اسطنبول.
2015-06-19 | عدد القراءات 2140