قنديل لستون دقيقة‬: خسروا الرهان في حلب والسويداء والاشاعات عن تغيير في موقف روسيا حرب نفسية وتركيا خسارتهم الكبرى

تحدث  الاستاذ ناصر قنديل عن موضوع الأحداث الجارية بين الأطراف  اليمنية في مؤتمر جنيف والتي لم تبدأ بعد بسبب العراقيل التي وضعت أمام وصول الوفد الذي يمثل الحوثيين الى جنيف والتدخلات السعودية لمنع وصولهم ، بدأت المفاوضات والتي كانت من المفترض أن تكون قد انتهت يوم أمس و لأن السعودية تخسر وهي بالأصل لا تعرف كيف تربح فهي تعجز بالاعتراف بالخسارة لذلك يبدو الوصول الى الهدنة معقدا وصعبا ولكن يبدو أنه اكيد ، وبالتالي جرى تمديد المشاورات والمفاوضات من يوم الخميس الى يوم السبت والأرجح أن تصل الهدنة المسماة "هدنة رمضان" لتكون في مناخ هادئ أمنيا لبدء البحث عن مخرج سياسي للأزمة .

الملف اليمني هو واحد من الملفات الكبرى التي تختزل كل الصراعات الكبرى ، ضفتين متكاملتين متقابلتين ضفة تقف امريكا ومعها اسرائيل ، والموقف الاسرائيلي في اليمن معلن فهم في اليوم الاول يؤيدون سحق الحوثيين وانهم يقفون مع السعودية بقوة بل ذهبوا ابعد من ذلك كتبت صحفهم بصورة علنية ان " تامير باردو" رئيس الموساد الاسرائيلي عندما ذهب الى الرياض في كانون الاول في العام الماضي هو من حمل للسعوديين الوقائع والملفات والمعلومات التي تقول بأن العلاقة بين الثوار الحوثيين والمقاومة في لبنان قد بلغ المدى وقد أصبح مرفئ الحديدة اليمني قاعدة انطلاق لصواريخ بعيدة المدى وهي جزء لمنظومة الردع التي يقودها حزب الله في حال نشوب حرب مع اسرائيل ، و اكد السيد عبد الملك الحوثي في خطابه الأخير أن لدى الحوثيين الوقائع والأدلة التي تقول أن اسرائيل تشارك في غرفة العمليات بل أن اسرائيل شاركت في الكثير من الغارات بالطيران وسلاح الجو الاسرائيلي بصورة مباشرة باستهداف الثوار ، وأمريكا علنا موجودة فهي الراعي وهي العراب وشبكة واسعة من القوى المتورطة هي ذات القوى المتورطة في الحرب على سورية والمقاومة وبالتالي عندما نتحدث عن مسار يمني ما فلا نستطيع أن نفصله عن سائر المسارات لأنه حيث تكون السعودية في موقع المقتدر فهذا سينعكس على مكانتها في الملفات الاخرى وعلى قدرتها في التعامل مع المتغيرات في سورية وعلى قدرتها في التحول في المشهد اللبناني وابداء الرأي أو الموقف الانكفائي أو الهجومي ، موقف السعودية هو واحد من العوامل الحاسمة والعناصر الاساسية في صياغة مشهد المنطقة ويرى بعض المحللين الى القول ان الحرب في سورية ربما قد تكون انتهت منذ سنتين لولا ان السعودية يصعب عليها تجرع حقيقة أن سورية خرجت منتصرة ، وبالتالي محور القسم الاول هو المأزق السعودي والملف اليمني فالمنطقي أن يكون لذلك منعكسات وتداعيات على سائر الملفات المطروحة على مساحة المنطقة وتأثرها في العراق وسورية ولبنان.

وأشار قنديل ان ما حدث في شمال سورية هو لم يكن  ليحدث في جسر الشغور اي (ادلب و المسطومة ومعسكر القرميد اريحا) لولا الاندفاعة التركية اي لولا الحضانة والحدود التركية  والعمق التركي والتسليح و التنظيم والحماية  النارية والامداد بالمعلومات ، فهي قاعدة الارتكاز ومستودع الذخيرة وخط الامداد ، وبالتالي اكد قنديل عندما تدخل تركية في مأزق ماذا يبقى من طاقة وقدرة على استخدام جبهة الشمال واذا كان كل الكلام يدور في تركيا بما في ذلك في حزب العدالة والتنمية على ان زمن التدخل في سورية قد انتهى وان اي تشكيلة حكومية قادمة في تركية حتى الحكومة الائتلافية فهي مستبعدة ففي حال وجودها يكون اول بند على جدول أعمالها هو إقفال الحدود مع سوريا

القسم الاول : السعودية  (السعودية لا تملك مخرجا من الحرب ولا تتحمل الهزيمة)

أشار قنديل أن جوهر موقع السعودية في معادلة المنطقة  يقوم على هذه النقطة أن الاحتفاظ بمكانة السعودية التي كانت عنوان للحقبة العربية حتى أصبح اسمها الحقبة السعودية بالإعلان والسياسة فالسعودية الصانع الاول في السياسة في  المنطقة منذ حرب تشرين الى الأن وبدونها لا إمكانية لصنع السياسة ، ومصر خرجت بكامب ديفيد وأخرجت من القمة العربية وبقيت معادلة صناعة القرار العربي (سورية سعودية ) ، وفي مرحلة ادخل العراق بسبب حربه مع ايران من قبل السعودية ورغم تحفظ سورية ، وبدى أن السعودية قادرة على فرض المعادلة التي تريد فهي ادركت بسقوط العراق أن المعادلة  تغيرت في المنطقة وأن حلف المقاومة نجح بأن يورط الامريكيين بمستنقع هم عاجزون عن تحمل نتائجه ، سورية وقفت بوجه الحرب وهي ثابتة في خيارها مع محور المقاومة بالرغم من الاغراء المالي وفتح مفاوضات سلام ، وبالتالي ليس هنالك خيار الا  كسر سورية وهذا هو هدفهم ،

واضاف قنديل ان حرب اليمن هو محاولة تعويضية للفشل في سورية لأن الامريكي تبين لديه انه امام خيارات مع  ايران و هي ان ايران تقدمت بمراحل في تخصيب اليورانيوم ولديها القدرة على تخزين كمية كافية لتصنيع قنبلة او الخيار الثاني  العقوبات فتخزن وتصنع ويصبح لديها ما يخشى بأن يتحول الى قنبلة  ، أو الذهاب الى حرب بالتالي ايران ستقوم بالتصنيع لأنه شرعا يباح لها أن تمتلك القنبلة اذا اعلنت عليها الحرب .   

صمدت سورية ولم تتغير ايران واصبح الامريكي مضطرا الى توقيع الاتفاق ولكنه ماطل بالاتفاق لإعطاء فرصة لحلفائه من تركيا الى السعودية الى اسرائيل لكنهم  فشلوا بالحرب على سورية ، و السعودية عندما تفشل بالحرب في اليمن فهي تفشل في اخر حروبها وبعد اليمن لا مكان للسعودية في المعادلات الاقليمية ، كما الذي جرى بعد الانتخابات التركية لا مكان للإخوان المسلمين في المنطقة خسروا  سورية ومصر واليمن وتونس ولم يربحوا في مكان اخر بعد تركيا ،

وبالتالي نكون قد تخلصنا من الوهابية والاخوان ، وفي هذا الوقت سيجبر السعوديون بالذهاب الى الهدنة لان لا طاقة لهم على تحمل الحرب فالمعركة بدأت تدخل الارض السعودية وتستهدف القواعد وتسقط الصواريخ متابعا ان الذي سيجري في اليمن هدنة رمضانية ستأتي لو تأخرت ، وبوابة طويلة ومعقدة لحل سياسي قد يتأخر لكنه آتي أول ما سيأتي هو توقيع الاتفاق النووي مع ايران الذي سيتم لأن لا بديل عنه الا التوقيع.

القسم الثاني : سورية   

تحدث قنديل ان جبهة الشمال في سورية اصيبت  اصابة بالغة فلم تعد جبهة صالحة لاستعمال رغم كل ما بدى من انه انجاز في جسر الشغور واحتلال ادلب المسطومة ومعسكر القرميد والدخول الى اريحا و توقف كل شيء ، لأن جبهة النصرة اصيبت اصابة بالغة وكسر ظهرها في حرب القلمون من جهة وتلقت ضربة قاتلة على في تركيا من جهة اخرى ،

ولفت قنديل ان تركيا الغارقة في ثبات وعاجزة عن تشكيل حكومة وحتى الحكومة الائتلافية التي يسعى اليها حزب العدالة والتنمية تهربا من انتخابات مبكرة ، وكل التقارير تقول انها اذا شكلت فالبند الاول على جدول اعمالها سيكون اقفال الحدود مع سورية لأن النقمة الشعبية عامة في تركيا،  تغلغل القاعدة في تركيا موجود فحزب اردوغان يتحمل مسؤولية ذلك ، فالوضع في تركيا واضح الاتجاه 60% ضد اردوغان و40% معه ، فالمنطقي في الانتخابات المبكرة أن حزب الشعب الجمهوري الذي يشكل رأس المعارضة ولديه 27% فيصبح لديه 37% وحزب اردوغان الذي لديه 40% يصبح لديه 30% وهذا الحد الادنى ، واذا لم يوجد حكومة ائتلافية وشرط الحكومة الائتلافية لقيامها هو وقف هذا الدعم للمجموعات الارهابية التي تقاتل في سورية وعلى رأسها جبهة النصرة. 

 تحدث قنديل انه لا حساب عراقي للدخول الى الرمادي فقيمة الرمادي أن تكون هي في قمة المربع (الرقة الموصل الرمادي تدمر) ،

النصرة التي سحقت بالقلمون جاءت "بداعش" الى تدمر لأن من تدمر الى القلمون يوجد 200 كلم صحراوي ، وبالتالي رأس الرمح تدمر القلمون فهم ينهزمون في هضاب قارة والجراجير وما تبقى في جرود فليطة وبالتالي سوف نجد ان المعارك اصبحت في قعر الهضاب وعلى ابواب الصحراء ، وهذا في الشرق والجيش السوري وحزب الله سيتكفل بذلك ،

وفي جبهة الجنوب قاموا على زج جبهة النصرة من منطقة درعا ودخلت بصرى الحرير ومعبر نصيب الحدودي ومحاولة التقدم في قلب درعا فهذا لا يغير المعادلة الا اذا تجرأ الاردن على نية الاشتباك ، اللعبة الاسرائيلية التي يقوم عليها في الجنوب هو رهان على معادلة مثلثة : 1- الذي يريد تفكيك سورية فهو بحاجة على عنصر لفكه واذا كان على مبدأ طائفي فهو بحاجة الى عنصر طائفي فالاختيار وقع على الطائفة الدرزية ليس لأنها الاقل وطنية على العكس أنها الاكثر وطنية فقد فشلوا فعروبتها ووطنيتها اسقطت المشروع فهم اختاروا الطائفة الدرزية لأنه بقي لديهم رصيد لاستخدامه وهو وليد جنبلاط وليس لأن الدروز سهل اختراقهم فلا مكان لوليد جنبلاط بين الدروز فخيار الدروز في جبل العرب هو مع الرئيس بشار الاسد والجيش وكان المقاومون وعلى رأسهم القوميون السوريون يثبتون في الميدان خيار وقرار جبل العرب فهي مسيرة تاريخية لن يسمح بتلويثها ، فهم اختاروا لاعتقادهم بأنها منطقة نموذجية من جهة يمكن استخدام وليد جنبلاط ومن جهة اخرى جبهة النصرة لاستخدامها لارتكاب المجازر للترويع والذعر على اساس طائفي .

واشار قنديل ان هنالك الحياد الكاذب اي الانحياز،  وبإسم الحياد يتم تدريب قوى عند الامريكان في الاردن وهذه القوى تنشر حواجز على مداخلها تعمل على تمرير جبهة النصرة  والهدف تحويل سورية الى جزر تحت الادارة الامريكية الإسرائيلية وبالتالي يبدأ مشروع الدولة الوطنية بالضمور في سورية . فالتسوية التي يريدها الامريكي بديل الحرب هي تسوية طائف سوري اي اعادة توزيع السلطة على اساس طائفي فهذا المشروع لتنفيذه يتم بشرطين الناس تصاب بالذعر وتتخلى عن عروبتها ووطنيتها وتطلب الرضى الاسرائيلي والتدريب الامريكي برعاية اردنية ، وإما ان تقف الناس بموقف الرجولة والثاني ان الجيش ينتصر او ينهزم ، وبالتالي الوضع في  اللعبة الاردنية الاسرائيلية الامريكية التي راهنت على استفراد الطائفة الدرزية واستخدام ضغط وليد جنبلاط ومجازر جبهة  النصرة فشلت مرتين مرة بأن الجيش لم يهزم كما وعدهم وليد جنبلاط رغم كل هجمات النصرة وصمد وانتصر والناس لم تصب بالذعر ولم تنكسر ووقفت وقاتلت مع الجيش والايام القادمة ستنعي مشروع وليد جنبلاط ومشروع الحياد وبالتالي ستقطع الطريق امام لعبة التفتيت والطائف الذي يفكر الامريكي به لسورية فهو  لا يشبه سورية ولا مكان له،  في سورية مكان لدولة مركزية ومدنية ودولة لا طائفية  وجيش قومي عربي قضية فلسطين عنوانه والجولان هدفه ، وسورية لن تسقط .

القسم الثالث : لبنان

تحدث قنديل ان ما يجري في لبنان هو امتعاض روسي من عناد العماد "ميشيل عون" على الترشيح لرئاسة الجمهورية لكن القضية ابعد من ذلك فالقضية ان الحرب النفسية التي تخاض للتشكيك بحلف روسيا مع محور المقاومة في كل مرة نكون امام تطورات متسارعة ونقترب من لحظات ومنعطفات يحدث شيء واحد هو ذاته يتكرر لقاء سعودي في روسيا وبعده نعيش مدة شهر على الاقل من التسريبات والمعلومات من الصحف والقول بأن السعودية والروس اتفقوا وثمن الاتفاق هو ان روسيا تخلت عن ايران وروسيا ليست متمسكة بالرئيس بشار الاسد ولكن تبين ان هذا غير صحيح .

لعبة المناورة الروسية مكلف بها "بوغدانوف" ولكن السياسة الروسية يرسمها بوتين وهامش المناورة في اللعبة السياسية هو هامش عريض ومفتوح .

الحصيلة هي أن هنالك حرب نفسية تخاض للتشكيك بالموقف الروسي مثل ما سبق وشكك بالموقف الايراني عندما سقطت جسر الشغور وتدمر وقبلها ادلب قالوا ان ايران مستعدة لاتفاق النووي وانها باعت سورية .. كلها حرب النفسية لا صلة لها لا بلبنان ولا سورية ولا العراق فالحرب النفسية للتشكيك ولزرع القلق والخوف بين اطراف حلف المقاومة .

ما تثبت به سورية وتقدمه لإيران وروسيا اكثر مما يقدمه السعودي والاسرائيل والتركي لأمريكا  والسبب ان مصير اطراف حلفنا وجودية واطراف حلفنا اصحاب مبادئ واخلاق بينما الحلف الاخر غير ذلك ، وحلفنا يعلم ان سقوط حلقة من حلقات هذا الحلف تعني ان الدور الاتي للحلقة التي تليه ، تسقط المقاومة في لبنان اليوم الثاني تسقط سورية او العكس او تسقط سورية والمقاومة تسقط العراق او ايران او عندما تسقط ايران والمقاومة وسورية تسقط روسيا ، فحرب اوكرانيا فتحت عندما قررت روسيا انها تخوض حرب كسر عظم مع  سورية،  وضعت  روسيا امام خيار  بأن تأخذ اوكرانيا مقابل التخلي عن سوريا ولكن كان جوابها ان  الامن القومي لروسيا في دمشق وليس في مكان اخر

واختتم قنديل أن الحرب النفسية تريد زعزعة الثقة  بين اطراف حلف المقاومة هذه الاطراف بدءاُ من الداعم الدولي الكبير التي تمثله روسيا ومرورا بإيران السند والقوة المركزية ، الى العراق الذي يتبلور ، والى سورية القلعة الصامدة والى المقاومة رأس  الرمح و الحربة ، حلف متساند يدرس ويتبادل المعلومات ويخطط ويقرر ويوزع الادوار وهذا الحلف لا تفت في عضضه كل الاقاويل والحروب النفسية

والرئاسة في لبنان متفق بين اطراف الحلف أنها اختصاص شخص واحد هو سماحة السيد حسن نصر الله .

تحرير : بشرى الفروي 

 

2015-06-20 | عدد القراءات 3803