لطالما كان موقف روسيا احد اهم المؤشرات و النقاط التي تحتسب لصالح فريق ضد الاخر في الازمة السورية التي دخلت عامها الخامس و حازت على موقف موالي للجيش السوري و قتاله ضد الارهاب من جهة و على دعم النظام السوري الحالي و اي حل سياسي مرتقب و قد تدخلت روسيا في غير مرة في التاسيس لجلسات حوار من اجل التمهيد للحل النهائي السياسي المفترض ان يتقدم الحديث عنه بعد التوقيع النووي مع ايران بشكل اكبر .
الرهان على اسقاط الرئيس السوري بقي حتى فترة غير بعيدة الا انه بالمقابل وباهمية لا تقل عن الاصرار على اسقاطه , كانت المساعي حثيثة و متواصلة لتغيير الموقف الروسي تماما بطريقة لا تقل جهدا و اهتماما و تكريسا لاسقاط النظام في سوريا فتعرضت روسيا لضغوط شديدة بينها الازمة الاوكرانية المفتعلة و جزيرة القرم و تطوراتها و التحدي الروسي بقلب الموقف لصالحها مع الاعلان الدائم عن التمسك بثوابتها الاستراتيجية و اساسها حلفائها الايرانيين و السوريين من دون الخضوع لرغبة الغرب في رؤيته للحلول بحيث لا تكون روسيا فيها شريكة كاملة بالحلول .
العقوبات على روسيا من جهتها لم تؤثر على القرار الروسي الاستراتيجي و بدات بعض الدول الاوروبية رفع العقوبات عن بعض المصالح الروسية و رجال الاعمال و الشركات لمصالح لا ترتضي الا افضل العلاقات الاقتصادية المتبادلة و لا يمكن انتظار تنفيذ الخطط الاميريكية المبنية على وعود قد لا تثمر فعرف الاميريكين ان كل وسائل الضغط لم تعد ممكنة و ان كل شيء يتقدم بشكل ثابت .
جاء الدعم بوتين الاخير للرئيس السوري بشار الأسد فأكد الرئيس استعداد موسكو للعمل معه من أجل تمهيد الطريق إلى الإصلاح السياسي هذا الكلام الذي قطع الطريق على كل استغلال و تحريف توازى مع تصريحات ديبلوماسيين روس بالفترة المقبلة تقصدت روسيا ربما حينها ترك المشهد مبهم امام ما يمكن ان يكون فرصة لما سيعرض على روسيا من عروض تغير لعبة المنطقة .
اعلان بوتين دعمه الرئيس الاسد اليوم هو خيار روسي جاء بتوقيت تقول روسيا فيه ان الوقت هو وقت الوضوح من اجل التوصل الى اتفاق حول الازمة السورية بشراكة الاميريكيين الذين ايقنوا ان هناك استحالة ان تحقق واشنطن و حلفائها اليوم متغيرا قادرا ان يخرق الثبات الروسي و السوري و الايراني بعدما بات التقدم نحو حل ملفات المنطقة بعد الاتفاق النووي اقرب الى الوصول الى حلول .
مشهد المنطقة برمته يوضع على نار حامية في اروقة الدول الكبرى الديبلوماسية بوقت يسابق التوقيع مع بين طهران و الغرب فالمشهد الفلسطيني و المبادرة الفرنسية احد ابرز المتغيرات المقبلة و هو وضع اختاره الاميريكيين ليكون فرصة امام الاسرائيليين للحفاظ على ما يمكن لهم الحفاظ عليه من وضع يمنع اسرائيل من الانحدار نحو التدهور بعد توقيع الاتفاق مع ايران و ما يمكن له من ان يفرز قوى و ينشر روحا من التحدي الاكبر لاسرائيل الجديدة الاضعف كذلك الامر بالنسبة للملفين اليمني و السوري الذان و رغم كل ما يبدو من تعقيدات يتجهان نحو الحل السياسي بطرق متدرجة .
الحسم الروسي هو موقف واضح يعبر بنهاية المطاف عن قرار اخير اميريكي روسي تجاه الشراكة بالملفات المقبلة و هو اتفاق واضح على منطق جديد و مشهد يتقدم نحو المنطقة لروسيا فيه حصة الاسد و اسد .
2015-06-22 | عدد القراءات 2439