الحرب على الإرهاب أولها مصداقية لا نفاق مقدمة نشرة اخبار توب نيوز ... ناصر قنديل

المعايير المزدوجة للتعامل الدولي مع داعش ستكون السبب بوقوع كارثة يصير الندم عليها بعد فوات الأوات بلا جدوى ، بسبب إجتماع الحقد والغرور في رسم السياسات ، فيتقدم الحقد على سوريا ومحور المقاومة على العداء الواجب لداعش وأخواتها في القاعدة والسعي لتطويق ومحاصرة وبالتالي ضرب تواجد قواها ، هذا ما حدث في الرمادي وتدمر ويحدث في جنوب سوريا وشمالها كما يحدث في ليبيا حيث يتقدم ضمان دور للأخوان المسلمين إرضاءا لتركيا أردوغان على الحرب الواجبة ضد داعش و هكذا احبط المسعى المصري للحرب وهكذا في اليمن حيث العداء للحوثيين يتفوق على النظر بمخاطر تحول القاعدة إلى جيش رسمي لمنصور هادي تسميه القنوات التابعة للغرب والسعودية بالمقاومة الشعبية كما سمى لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا مقاتلي القاعدة بأبطال الحرية على حدود تركيا مع سوريا قبل سنتين . العالم يدفع ثمن التذاكي والحقد والغرور ، بثقة لا تستند إلى اي سبب أن القاعدة لا تزال تحت السيطرة ، بينما هز العالم المشهد الدموي الذي نظمه إنتحاريو داعش في القارات الثلاثة أوروبا وافريقيا وآسيا في يوم واحد ، ليطغى الحدث على مشاهد المساعي التفاوضية والمسارات السياسية للملفات التي بدأت تدخل حيز الإقتراب من الحلحلة ، وفي طليعتها الملف النووي الإيراني وملف الحر ب السعودية على اليمن ، حيث تشتغل غرف الصياغات على سيناريوهات وبدائل وصيغ يجري تداولها بين المعنيين ، عبر العواصم الكبرى سعيا لبلوغ الصيغة الأكثر مقبولية والأشد واقعية وقابلية للتطبيق . ضرب داعش وقال أنا هنا ، واللعبة لم تنته ولن تنته ، والأمن العالمي بات مهددا فعلا ، و على الدول التي تعتبر أنها تمتلك قدرات وجيوش وتتباهى بمكانتها الأمنية أن تدرك أنها باتت على جدول الأعمال . في فرنسا وتونس داعش يسجل نقاط ، لكن في الكويت يرسم إستراتيجية ، فالمتابعون في الكويت من المقربين من دوائر الحكم ، وقادة الطائفة الشيعية التي إستهدفت بالتفجير الإنتحاري ، يجمعون على أن الضربة إعلان بدء نشاط التنظيم في الكويت ، ضمن خطة أكبر من حجم الضربة ، فداعش يريد قيادة كل التطرف المذهبي وكل أنصار الفكر القاعدي الوهابي ، ضد فريقين ، شيعة الكويت من جهة ، والحكم الأميري من جهة مقابلة ، ونظرا لحجم الكويت الصغير تتسرب من متصلين بداعش الكويت ، معلومات مفادها أن التنظيم يضع في حسابه في حال تعرضه لحرب شاملة تخرجه من سوريا والعراق أن تكون الوجهة هي الكويت ، التي تتيح مقدرات التنظيم السيطرة عليها ، إذا تمركزت فيها كامل قواته المنتشرة في سوريا والعراق ، وحيث القدرة النفطية والإطلالة على مياه الخليج والموقع المتصل بالعراق والسعودية وإيران يعطي للسيطرة على الكويت مكانة إستراتجية هامة في خريطة المنطقة . خلافا لمشهد داعش المتنقل بضربات أمس الدموية ، كان مشهد النصرة وداعش العسكري في جرود القلمون سيئا ، ومشهد النصرة في جنوب سوريا وخصوصا جبهة درعا أشد سوءا ، حيث نجح الجيش السوري بتسجيل إنتصارات كبرى بصد هجمات الآلاف من المسلحين المتدفقين عبر حدود الأردن ، وفي الخطة إسقاط درعا تمهيدا للتوجه نحو دمشق وريفها ، ليسقط الفشل في إحداث أي إختراق حقيقي خصوصا على محور المشفى الوطني في درعا ، أي فرصة للخطة المعتمدة والرهانات الواقفة وراءها . الفارق هو حيث النفاق يحكم الحرب على داعش والقاعدة ، تكون الإنتصارات للقاعدة ومتفرعاتها ، وحيث الصدق والوضوح يخسرون .

 

2015-06-27 | عدد القراءات 2589