تحدث الاستاذ ناصر قنديل أننا ندخل العد التنازلي لنهاية مهلة الثلاثين من حزيران الموعد المقرر لتوقيع التفاهم النووي بين ايران ودول (5+1)، أو اعلان الفشل في المفاوضات ، وكل المؤشرات اليوم تقول بأن الاتجاه هو لتمديد المهلة تمديدا تقنيا في الحد الاقصى الى ثلاثة اسابيع اي قبل نهاية شهر تموز ، انطلاقا من معطيات تتصل بهذا الملف ، وأطر التفاوض فيه تستدعي بعض من الوقت لإنجاز الصياغات أو التفاهمات حول بعض النقاط التفصيلية لكن هنالك إجماع بأن الاتفاق قد تم وبأن العودة الى الوراء باتت مستحيلة وبأن لا أحد يملك خيار أخر غير التوقيع الا التوقيع .
القسم الاول : المنظومة السبعة (5 + المانيا +ايران )هي المولود الجديد من رحم الاشتباكات الكبرى .
تحدث الاستاذ ناصر قنديل عن قدر التفاهم بمعنى ان لا أحد يملك بديلا لهذا التفاهم وان المعطى النووي الايراني عندما كان للعقوبات مكانه او للتهديد للجوء للخيار العسكري ، كانت ايران لم تدخل بعد حقل تخصيب اليورانيوم وبالتالي كان منعها من التخصيب الذي هو الحلقة المهمة بالنسبة للأمريكي والغرب لأنها الحلقة التي يمكن للملف النووي أن يجير عسكريا بدون تخصيب ، وكان هم الامريكي ان ايران لا تمتلك التخصيب لأن هنالك برامج كومبيوتر معينة تساعد على تصنيع اجهزة الطرد المركزي معقدة وغاية في التقنية المتقدمة وهنالك انواع معدنية مطورة ومهجنة ومصنعة بطرق متقدمة غير عادية بدونها لا تستطيع صنع أجهزة الطرد المركزي ، بالتالي كان الرهان والعقوبات والحصار سيمنعان ايران من القدرة ولكن هذه العقوبات فشلت ودخلت ايران حيز التخصيب وثم استمرت العقوبات لكي تمنع ايران من التخصيب على درجة معينة وهي 20% وما فوق لتصبح عالم واحد تقنيا ، عتبة ال20 هي نقطة التحول ، والنتيجة أن ايران وصلتها رغم العقوبات ، والحلقة الثالثة هي المنع من التخزين لا يمكن المنع من التخزين من دون التوقف عن التخصيب المرتفع على 20ومن ثمة الرهان على وقف التخصيب بالكامل ، ووصلت المفاوضات أن ايران اوقفت التخصيب على 20 وأن التخصيب على 20 عندما يتوقف تخزين المخصب على 5 ، اذا الغرب في الملف النووي الصرف حصل من ايران على المفصل الاساسي الذي كان يرغب بأن يحصل عليه طالما ايران دخلت عالم التخصيب وفي عالم التخصيب تخطت الى 20% وفي 20% قادرة ان تنتج كميات وتخزنها اي تخزن ما يكفي لامتلاك القنبلة النووية ، وبالتالي معادلة الامريكي هي الضغط على ايران لعدم قدرتها على التخصيب واذا خصبت لا تقدر أن تصل الى 20واذا وصلت الى 20لا تقدر أن تخزن ، ويضغط بالعقوبات والحصار لكي ترضخ ايران لأمريكية ويتم التفاوض والصفقة بحصولها على الملف النووي مقابل التنازل لإسرائيل وفرض املاءات عليها بخصوص سورية والسعودية، ولكن ايران تنجح من دون التحدث مع الامريكي ، والامريكي يقول لانقبل التفاهم اذا لم تتحدث ايران بالإقليمي فكان الجواب الايراني الذهاب بالتخصيب على 20ومن ثم الى التخزين ، وقرر الغرب في هذه الحالة أن قدره هو أن يحصر البحث بالملف النووي ويقبل بالاتفاق تمتنع فيه ايران عن التخصيب وتمتنع فيه عن التخزين والفشل في الاتفاق يعني العودة للحصار والعقوبات مقابل عودة ايران على التخصيب على 20وما فوق واستطراد التخزين واستطرادا من 3 اسابيع الى الشهر يصبح لدى ايران مخزون يكفي لإنتاج قنبلة نووية ، والبديل الثالث هو الذهاب الى الحرب ، والحرب تعني كما يعرف الامريكيون ويعرف الغرب كله ان ايران ستصبح بحل فتواها التي تحرم انتاج قنبلة نووية عندما تتعرض لأول صاروخ ستصدر الفتوى التي تبيح امتلاك القنبلة النووية باعتبارها الة ردع وعندها سوف يكون بمستطاع ايران أن ترسل صاروخ نووي خلال اسبوعين او ثلاثة ،
واشار قنديل أن افتراق الغرب بينه وبين حلفائه وقع لأن الرهان على دمج الملف النووي بالملفات الاقليمية وصل الى مكان مسدود ، صلابة ايرانية في رفض هذا الدمج وقدرة ايرانية في حال عدم التوقيع على الاتفاق وفي الذهاب الى التخصيب المرتفع ومن ثم الى التخزين ، فالغرب أمام خيارين كلاهما مر خيار أن يوقع الاتفاق الذي يضمن عدم التخصيب المرتفع وعدم التخزين ويراقبه ، ولكن ثمنه أن يقبل بأن ايران الذي يوقع معها اتفاق والتي يعترف بها دولة قانونية وشرعية والتي يوافق على فك العقوبات عنها وأن تسترد أموالها وحضورها في السوق العالمي ، وايران التي لا تعترف بإسرائيل ، وايران التي تقف مع المقاومة والرئيس الاسد والعراق ، وايران التي تقف ضد داعش وضد محاولة تفتيت العراق ، والواقفة الى جانب اليمن مع الحوثيين ، فالغرب سوف يكون مضطرا أن يتعامل مع ايران بصفتها دولة شرعية وقانونية ، من أولى النتائج الان هي أن الاتفاق سيوقع .
وأضاف قنديل أن نائب وزير خارجية روسيا "سيرغي ريابكوف" يقول ان 90% من القضايا ومن الاتفاق سواء كما أو نوعا قد تم انجازها و90% من حجم القضايا كتب و 90% من درجة أهمية القضايا انحسم وبالتالي سوف يتم التوقيع ، وبالذهاب للتوقيع سينشأ شيء جديد ، وأشار قنديل أن العالم منذ نهاية الحرب العالمية الاولى ازمته ناتجه عن اضطراب في تحديد المرجعية الصالحة فبعد الحرب العالمية الاولى نشأت عصبة الامم وبين الحرب العالمية الاولى و الثانية ظهرت قوتين كبيرتين المانيا النازية وامريكا الرأسمالية ، دخلت المانيا النازية التي لم تكن موجودة وامريكا ايضا والاتحاد السوفييتي ، تقابلت هذه القوى الثلاث وانتهت الحرب العالمية الثانية بمنظومة جديدة سقطت المانيا النازية واستبدال فرنسا وبريطانيا اللذين كانا ثمرة الحرب الاولى أصبحت امريكا والاتحاد السوفييتي وانتهت الحرب الباردة بسقوط الاتحاد السوفييتي وتزعمت امريكا منفردة ولم تعترف بأوروبا ولا امم متحدة ولا اتحاد سوفييتي الى ان بدأت أن تخسر حروبها من حرب افغانستان الى حرب العراق والى حرب تموز 2006في لبنان برعاية اسرائيلية الى حرب غزة 2008و الى الحرب على سورية والتفجير في العراق وكل سموم الربيع العربي والى الحرب السعودية على اليمن . والحصيلة أن هنالك نظام سوف ينتج وهذا النظام ترجم في (5+1) مع ايران ، وأوضح قنديل أن المنظومة الجديدة الصغيرة التي تلد الان بدلا من الدول الخمس الدائمة العضوية هي منظومة السبعة وهذه المنظومة هي المولود الجديد من رحم الاشتباكات الكبرى التي عرفتها المنطقة والعالم من رحم حرب اوكرانيا واليمن وسورية والعراق ولبنان وكل المواجهات التي مررنا بها تولد صيغة منظومة السبعة وهي (5 + المانيا +ايران ) وهذه المنظومة سوف ترسم خرائط ،
وتابع قنديل أن ايران الخارجة من هذا التفاهم وقد رفضت بأن تفرط بحلفائها الإقليمين وهي تحت ضغط التفاوض بعد أن تأخذ هذا الاتفاق لن تفرض بحلفائها ، وايران لو لم تقف الى جانب سورية ولو لم تصمد سورية ، ولو لم يصمد الحوثيون ويكسروا رمح السعودية ولو لم يكسر حزب الله الرمح الاسرائيلي ويفرض ميزان الردع بعد عملية القنيطرة ، والحشد الشعبي عندما يأتي الى الرمادي لكسر داعش وهزيمتها لما كان هذا التفاهم النووي ، اذا التفاهم النووي الايراني مع الغرب هو ثمرة صمود ايران وثبات حلفائها واصدار مصادر قوتهم وعجز الغرب عن كسر ارادتهم فلو نجح ذلك استدار الى ايران وبالتالي سوف يتغير كل نمط الضغط عليها وكل مقدراتها ومصادر قوتها قد تبدلت وبالتالي ايران والغرب يعلم أن انتصارها والمحور التي تنتمي اليه وهذا الانتصار سوف يعزز بالنسبة لإيران الاستثمار على هذا الحلف والتمسك بالحلفاء والذين بتضحياتهم كسبوا وكسبت ايران معهم وهذا يعني جزء من الحلف العلاقة مع روسيا والصين ، وبالتالي التوقع هو اننا سنكون امام ايران المتعملقة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وامنيا لكن المتمسكة اكثر بحلفائها الاقليمين وعلى رأسهم سوريا والعراق ولبنان واليمن وحلفائها الدوليين وعلى رأسهم روسيا والصين وبالتالي المشهد سيكون عالمي جديد سوف نرى مجموعة السبعة هي روسيا والصين وايران في كفة وامريكا وفرنسا وبريطانيا في كفة وامانيا في المنتصف المانيا الغير عسكرية المانيا التكنولوجيا والاقتصاد ستكون ذات مصلحة من الجميع ، وبالتالي سيكون نظام عالمي متوازن ، وبالتالي المنطقي والطبيعي اذن ان وصول ايران الى النهايات السعيدة لهذا التوقيع على التفاهم سوف يعني بداية مرحلة جديدة على المستوى العالمي عنوانها منظومة السبعة الكبار وعلى المستوى الاقليمي عنوانها ايران اللاعب الوحيد في الشرق الاوسط بين الكبار ، وما يعنيه هذا من أن الانخراط مع ايران سيشكل المدخل الى كل الملفات الاقليمية في المنطقة وستكون ايران هي القوة ذات اليد العليا وحلفاء امريكا سوف يجدون انفسهم قوى من الدرجة الثانية .
القسم الثاني : معركة روسيا في الشرق الاوسط هي لهزيمة المشروع الامريكي والاعتراف لروسيا بالمكانة المكافئة.
تحدث الاستاذ ناصر قنديل أن القوة التي تنشأ التوازن الدولي مع امريكا هي روسيا ، وروسيا هي التي تحتل الموقع المتقدم في صناعة السياسة وجها لوجه مع الولايات المتحدة الامريكية وايران في الاقليم في منطقة الشرق الاوسط فهي اللاعب الاقليمي المكافئ والموازي للحضور الامريكي مع الضعضعة التي اصابة حلفائها ، البعض يعتبر أن الروس دخلوا مرغمين في هذه المواجهة وانهم كانوا مترددين ولم يكن مشروعهم الاشتباك وانهم حاولوا أن يقدموا تنازلات معينة لتدارك الاشتباك لكنه فرض عليهم وأن حجم الخسائر التي ستترتب على روسيا لو ربحت امريكا مدمرة وقاتلة وبالتالي لا تستطيع روسيا أن تصل الى البحر المتوسط وتنكفئ لتصبح دولة اقليمية محلية بين دول جوارها ، وبالتالي كان هذا لروسيا مقتل ومجبرة بأن تدخل اللعبة الكبرى ، لكن دخلتها بتردد ومحاولة تفادي اشتباك عندما كان ذلك متيسرا ولكن عندما فرض عليها اضطرت أن تقف وبالتالي روسيا اذا وصلت الامور الكبيرة الى تفاهمات خاصة أن التفاهم النووي ليس مجرد عقدة تحل بل هو مفتاح لمجموعة عقد محيطة بالمنطقة لأنه سوف يتوج ايران قوة اقليمية عظمة لم تتنازل عن أي مواقعها الاقليمية ، وأنها صاحبة الكلمة الفصل في نزاعات المنطقة وبالتالي التفاهم النووي الايراني هو مفتاح سوف ينعكس على الملفات المفتوحة في الشرق الاوسط ،
واشار قنديل أن العلاقة الايرانية الروسية لن تهتز ولن تشعر روسيا على الاطلاق بالتهميش أو الابعاد ، وأن الرئيس الروسي "بوتين" الذي كان يدير طوال الخمس سنوات الماضية وفق استراتيجية واعية هذه الاستراتيجية تقول أن مجرد فشل أميركة في الحروب والصمود امامها وجلب أميركة الى ساحة التسويات هو هزيمة لأميركة لأن أميركة في وضع حرج مالم تحقق ربحا كاملا في المنطقة فإنها تهزم وانها عندما تجبر على التفاهم النووي مع ايران من دون بدائل اقليمية اي من دون مقايضات في الملفات الاقليمية فأنها تهزم وانها عندما تضطر أن تعلن التفاهم مع ايران وايران ماتزال مؤمنة بأن اسرائيل غدة سرطانية يجب أن تزول ، وأن الشعوب يجب أن تنال حقوقها ، وأن ايران عندما تكون مع سورية في وجه المشروع العثماني فإن أميركة سوف تهزم ، لذلك روسيا تحملت فتح الجبهة الاوكرانية عليها (لتضغط عليها ولكي تنكفئ عن ملفات الشرق الاوسط) ولكن لم تنكفئ وبقيت ثابتة . الرئيس "بوتين" يقول "نحن لا نريد الحروب ولكن لن نتنازل عن مكانة بلدنا روسيا ولدينا من القوة العسكرية ما يسمح لنا اذا اختبرنا في الحروب فنحن لها ، وبلدنا يفتخر بين دول العالم بأنه من الدول العظمى مساحة وتنوع والثروات الطبيعية وتاريخ عريض بالحضارة والامبراطورية في العالم ، وقدرتنا العسكرية وعزيمتنا كلها يجبر الاخرين بالاعتراف لنا بالندية وبالشراكة الكاملة ، ونشعر بالإهانة عندما تسرق لنا هذه المكانة ولا نقبلها لذلك نحن نتشارك مع سورية وايران وكل الدول التي تدافع عن استقلالها وردا لمخاطر الهيمنة الامريكية ، وعندما تكسر شوكته في الشرق الاوسط ستبدأ معركته مع روسيا ومعركة روسيا ليست ساحتها الشرق الاوسط معركة روسيا في الشرق الاوسط هي لهزيمة المشروع الامريكي وفرض معادلة من عناصر القوة تخلق التوازن وتجبر أميركة على التعامل مع التوازنات والاعتراف لروسيا بالمكانة المكافئة ، والمعركة هي في اوروبا ممنوع نشر القوات الامريكية وممنوع الحلف الاطلسي يتوسع وممنوع المناورات قرب الحدود الروسية ، روسيا ستبني قوات مسلحة قادرة على الوقوف أمام الامريكي ، وستنشر قواتها في البحار القريبة بحر البلطيق و الاسود وصولا الى المتوسط ، وسوف تنشر ترسانتها الصاروخية كلما نشرت أميركة جزء من قوات اضافية ، وسوف تهدد الدول التي تفكر بالدخول بالحلف الاطلسي وتهدد امريكا اذا لعبت هذه اللعبة وهذه حرب بوتين ولكن المواجهة مؤسسة على أن الرمح الامريكي انكسر وورقة الدفاع الامريكية بددت و أن امريكا تشعر بالشيخوخة وثقل الهرم بينما روسيا تشعر بالفتوة وقوة الصعود والاندفاع ، وبالتالي هذه المعركة الفاصلة والقاسية لم تفكر روسيا بخوضها قبل أن تجلب امريكا الى ساحة الهزيمة والتسوية التي تأتي اليها أميركة هي ساحة هزيمة لذلك روسيا الان تضع اوراقها على الطاولة وتقول نبني قوتنا العسكرية لا نريد حروب ولكن مستعدون للمواجهة وهذا خطاب بوتين وهذا مترافق مع سياسة الخليج المتفكك بعد حرب اليمن وضياع السعودية فيها ، روسيا تلعب لعبة السياسة في الخليج لكنها تلعب في اوروبا وروسيا القادمة على الساحة الدولية وليست الخارجة منها ، مشروع بوتين الحقيقي هو إعادة صياغة اوروبا ، وروسية الاوروبية سوف تفرط الاتحاد الاوروبي واليونان سوف تتعهده روسيا
واضاف قنديل أنه و سوف نصل الى عام 2020 ونحن امام عالم جديد أميركة فيه واحد من كتل، كتلة تقودها روسيا والمانيا اسمها اوروبا ، وكتلة تقودها الصين واليابان اسمها شرق اسيا ، وكتلة في الوسط تقودها ايران بإمكانياتها والتشبيك التي تقومه بين دول المنطقة ، وأميركة عليها أن تدفع الثمن ، وما يتوقعه لها علماء الاجتماع من تفكك الدولة الاحادية الى انشقاق الولايات الى بدء عملية مواجهات تصل الى حد خطر حرب اهلية بين الاصول اللاتينية وغيرها .
روسية في المرحلة القادمة من انتزاع كرت الدولة العظمى الى معادلة صياغة اوروبا الجديدة .
القسم الثالث : انكسار حلفاء أميركة وانهزامهم ، وتتويج ايران وروسيا كلاعب اقليمي أول باعتراف امريكي
تحدث الاستاذ ناصر قنديل ان في اللحظة التي بدأنا ندخل بصيغة التفاهم الكثير راهنوا على عدم اتمامه وهذا المشهد ينعكس كالتالي السعودية تلقت صفعة عندما بدأ الحديث عن الهدنة وصولا الى الحوار في جنيف في اليمن ، والسعودي يريد الحوار في الرياض وتحت رعاية سعودية و التفاهم و المبادرة خليجية والحوثيين يريدهم بأن يستسلموا ويعترفون بشرعية منصور هادي وتسليم السلاح ، ولكن بعدها عين المبعوث الاممي والحوار سيقام في جنيف بلا شروط ، وبالتالي نتج عن ذلك اولا الدعوة تمت على أساس معادلة حوار بلا شروط أي بلا رعاية سعودية وليس في الرياض ، والحوثيين وعلي عبد الله صالح يأتون ، وثانيا تطبيق قرار 2216 الذي ينص على انسحاب الحوثيين من المدن وتسليم السلاح والاعتراف بالشرعية يجب تطبيقه ، ولكن عند تطبيقه يصبح هنالك فراغ امني اذا انسحب الحوثيين ، لذلك يجب قيام مرحلة انتقالية ، وبتالي يستقيل منصور هادي ونقوم بمجلس رئاسي وحكومة توافقية وقيادة جديدة للجيش وتسليم الحوثيين السلاح الى الجيش الجديد ، ويعترفون بعدها بشرعية جديدة بعد استقالة منصور هادي الذين هم جزء منها وبتالي توزعت البنود العشرة ، واتفاق " كيري لافروف" تم على دعم مبادرة المبعوث الاممي " اسماعيل ولد الشيخ احمد" ، اذا السعودية سوف تدفع الثمن الكبير و تخسر كل أوراقها ، ولا افق امامها لتحقيق ارباح ،
أما التركي عجز عن تشكيل حكومة وعجز عن الذهاب الى انتخابات وبقوة الفشل بالحروب ، فهو يستخدم داعش لتفجير الناس ومعاقبة اهالي عين العرب نساء واطفال وتقتيلهم ويقوم بإعدامات بقوة داعش لأنه يعلم بعد التفاهم الحرب على داعش سوف تصبح اولوية امريكية ايرانية ،وهذا يعني نهاية النصرة التي كانت تراهن ومتأملة بأن تقوم بإنجازات في الشمال السوري بعد ادلب وجسر الشغور وهذا يعني استرخاء الوضع في سورية وتحقيق انجازات في الحسكة ومناطق شمال حلب وريفها من قبل الدولة السورية ، فالتركي انتهى وهذه كانت اخر ارهاصاته .
والاسرائيلي في السويداء ايضا لم يقدر على تحقيق مأربه فأهل السويداء أهل كرامة هم يقاتلون مع جيشهم ومقاومتهم التي يحمل رايتها السوريون القوميون الاجتماعيون ويقدمون الشهداء ، وهذا هو المشهد يسقط بيد الاسرائيلي ووليد جنبلاط هم وحلفاء امريكا في المنطقة فالنصرة ذاهبة الى الانتحار تدفع قواتها وتريد انجاز في درعا ودرعا صامدة ، وأضاف قنديل في الاردن سقطت قذائف و صواريخ على الرمثا ، ويمكن ان تستهدف قواعد عسكرية في المرة القادمة ما لم يرتدع النظام الاردني ، وبالتالي هذا هو حال حلفاء أميركة المهزومين ، وبالمقابل المشهد مختلف على ضفة حلفاء ايران ومحور المقاومة
وأكد قنديل انه يوم يوقع التفاهم النووي الايراني سترون الجيش العربي السوري يقوم بإنجازات اكبر خلال الايام القادمة وحزب الله وفي لبنان لم يعد يقبل اللعب فيه ، والحشد الشعبي في العراق سوف يدخل الى الرمادي ، و الحوثيين الشريك الاول في صناعة معادلة اليمن الجديد ، وهذه المعادلة المنتصرة 2015 عام السياسة على صفيح ساخن ، عام السياسة بحروب واشتباكات ، لكن انتهت الحرب الكبرى الاستراتيجية مع نهاية عام 2014 ، وانتهت قدرة التدخل العسكري الامريكي مع نهاية 100 يوم الاولى من عهد اوباما وذهاب كيري للقاء لافروف عند العد التنازلي ، الان هو عام السياسية وشهر شباط اتفاق اطار لاوكرانيا ، وشهر اذار اتفاق اطار للملف النووي ،اول شهر حزيران اردوغان خرج ، و15 حزيران السعودية خرجت ، 23 حزيران اجتماع وزراء خارجية اوروبا وفرنسا وحلف تسويق جبهة النصرة وجنبلاط انتهى ، و30حزيران ايران وروسيا يصلون الى النهائيات بعد التصفيات التي اخرجت الصغار لتتويج مجموعة السبعة اي تتويج ايران وروسيا كلاعب اقليمي أول باعتراف امريكي ، هذا هو المشهد فلا قلق او خوف بل يقين بأن النصر قادم .
تحرير : بشرى الفروي
2015-06-27 | عدد القراءات 2718