قال الصباح:
نصف مكانة الناس عند الناس ظنونهم بهم ونصفها الآخر لغتهم معهم فمن كان سهل الشك والظن بالسوء بالآخر وسهل الإنتقال في التخاطب معه بلغة ملؤها القسوة مهما كان محبا ومتعلقا بهذا الآخر لا يفعل سوى تدميره ويعرف الآباء والأمهات كم يترتب على ميلهم نحو تصديق ما يتهم به أحد ابنائهم وإستسهال توبيخه من نتيجة مدمرة يصعب ترميم أثارها كما يصعب عليهم التخلص من هذه العادة خشية أن يكونوا مخطئين في حسن الظن فيزيد الإبن في الثقة بفعالية تذاكيه ويخشون أن يؤدي تساهلهم في التخاطب بلغة لينة إلى مردود عكسي في تسهيل التكرار لسهولة النتيجة
وتستسمر الحلقة المفرغة خصوصا مع أطفال نوابغ تكون بعض تصرفاتهم الشقية التي أسست لهذا السلوك الظالم من الأهل تعبيرا عن فرادتهم وبراءتهم ولكنها تصاحبهم بشعور بالظلم وهم لا يحملون لأهلهم إلا الحب فيكبر هؤلاء الأولاد وحيدين ، وبينهم وبين العائلة جدار جليد رغم حرارة الإبتسامات ويشعرون أن ايا من أخوتهم يسهل عليه بأقل من صدقهم وأضعف من جهدهم حصاد الرضا ويراقبون بدقة خطاب الأهل مع أخوتهم
ويتسغربون نعومة الكلام وهم واثقون أن أختهم أقل منهم غستحقاقا له ويلمسون حسن الظن وبين ايديهم ما يؤكد كم هو فير في مكانه فينمو الشعور بلا جدوى السعي لكسب الثقة ويصمد قليل منهم على الطريق السوي وينحرف الكثيرون تحت عنوان انا الغريق فما خوفي من البلل أو لا فائدة ترجى من حسن السلوك وبذل الجهود لنيل الرضا ...
فهل تنتبهون لخطورة ما تفعلون بسوء الظن من حسن الفطن و الكلمة القاسية هي تعبير عن قوة الشخصية وعدم التسامح مع الخطأ...
نظريتان بائستان تافهتان في التربية خصوصا والسلوك الإجتماعي عموما ...
يكفي الإنصاف معيارا ... يصح هذا في السياسة كثيرا لكنه لا يعبر إلا عن شخصيات مريضة بالإنتهازية واملعايير المزدوجة والنفاق ...صباحك خير مدخله الإنصاف
2015-06-30 | عدد القراءات 1962