نظم الإعلام الإسرائيلي حملة منسقة عن مجموعة حروب لم ينتبه من قام بتوزيعها دفعة واحدة أنها تفوق قدرة إسرائيل ومعها كل حلف الأطلسي والتحالف الذي شكلته واشنطن لضرب داعش والتحالف الذي شكلته السعودية للحرب على اليمن .
فقد نشر موقع تيك ديبيكا أن تركيا والاردن تستعدان للتدخل عسكريا في سورية بالتنسيق مع اسرائيل قال الموقع المقرب من الدوائر الأمنية الاسرائيلية، ان الجيشين التركي والأردني يستعدان للدخول، للمرة الأولى منذ بدء الحرب في سورية، الى داخل الاراضي السورية، في الشمال والجنوب، بغية اقامة منطقة عازلة. واضاف الموقع ان الجيش التركي وضع 18000 الف جندي في حالة الاستعداد للمشاركة في العملية، حيث سيقوم سلاح الجو التركي بتوفير مظلة جوية للقوات من خلال اقامة منطقة حظر طيران، شمال سورية, الأمر الذي سيمنع سلاح الجو السوري من العمل ضد اهداف داخل هذه المنطقة. وفي المقابل، وُضع الجيش الأردني في حالة استعداد للدخول الى جنوب سورية، على ان يتولى سلاح الجو الاسرائيلي توفير مطلة جوية للقوات الأردنية, ويقيم بالتعاون مع سلاح الجو الأردني منطقة حظر طيران جنوب سورية.
واشار الموقع الى ان احتمال دخول الجيشين التركي والأردني الى سورية، دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 29/6، الى توجيه دعوة عاجلة لوزير الخارجية السوري وليد المعلم لزيارة موسكو، والتصريح امامه بأن سياسة الدعم الروسي للشعب والقيادة السورية، لم تتبدل. ونقل الموقع عن مصادر في موسكو، لم يسمها، قولها، ان روسيا لم توضح كيف ستتصرف في حال حصول هذا التطور، علما ان قوات تابعة للاسطول الروسي تتواجد في البحر المتوسط والاسود، وبإمكانها الوصول الى سورية في وقت قصير. يضاف الى ذلك ان سلاح الجو الروسي يمكن ان يتدخل من قواعده جنوب سورية لمنع اقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي فوق سورية. كما نقل الموقع عن مصادره في واشنطن وموسكو قولها، ان احتمال التدخل العسكري الخارجي في الحرب السورية، كان محور محادثات الرئيسين الروسي والأمريكي خلال المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما في السادس والعشرين من الشهر الماضي، حيث ناقش الرئيسان التطورات الخطيرة في سورية، والتي يمكن ان تؤثر على المفاوضات بين الدول العظمى وايران.
من جهته موقع "والا" العبري المقرب من الجيش الإسرائيلي ، ان رئيس الأركان الاسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت، شكّل طاقما خاصا برئاسة نائب رئيس الاركان، الجنرال يائير غولان، وكلفه مهمة بحث لجوء اسرائيل الى استخدام الخيار العسكري ضد ايران، بكل ابعاده، بعد التوقيع على الاتفاق النهائي بين الدول العظمى وايران. وقال الموقع، ان تشكيل الطاقم، يعكس الروح السائدة داخل المؤسسة الامنية والعسكرية الاسرائيلية، في وقت اشار فيه مصدر أمني رفيع المستوى الى انه في حال التوقيع على اتفاق مع طهران، سيكون من الصواب اجراء تقييم للوضع وفحص الخيار العسكري. ونقل الموقع عن جهات رفيعة في المؤسسة الامنية والعسكرية الاسرائيلية قولها، ان الخيار العسكري ضد ايران، هو الذي دفع الغرب الى فرض عقوبات مشددة على ايران، والتي تم بفضلها اجبار النظام الايراني على الجلوس الى طاولة المفاوضات، غير ان المفاوضات الطويلة التي تقترب من نقطة الحسم في فيينا، دفعت الادارة الامريكية لاتخاذ موقف مختلف، بعد ادراك واشنطن ان الخيار العسكري سيؤثر سلبا على تشكيل تحالف دولي واسع لمعالجة الملف النووي الايراني، والقول ان ما يمكن ان يسفر عنه الخيار العسكري في احسن الأحوال، هو عرقلة البرنامج النووي الايراني لفترة قصيرة، وهذا يعني عمليا التركيز على الخيار الدبلوماسي، والتقليل من جدوى الخيارات الأخرى.
من يقرأ التقريرين سيكتشف أنهما جزء من تصنيع دوائر الحرب النفسية والسبب هنا ليس فقط غستحالة الحديث عن حرب بعد تورط تركيا في دوامة التآكل السياسي الداخلي وتورط السعودية في مستنقع الفشل اليمني والخشية الإسرائيلية من صواريخ المقاومة في حالة حرب مع سوريا تضاف للقدرة السورية الصاروخية التي لا تزال معافاة فكيف بضم إيران لأهداف الحرب في التقرير الثاني ؟
سبب القول أن الإعداد للتقريرين جرى في غر فالحرب لانفسية هو أن التقريرين المنشورين في مواقع لها مصداقية إتصالهما بالجيش والمخابرات ، تحفظا على الفرضيتين ضمن نص كل من التقريرين ، فقال الأول ان روسيا ستعطل فرصة الحرب على سوريا وأن الإتصال بين الرئيسين الأميركي والروسي تطرق للأمر ، والتقرير الثاني تراجع عن تصوير الأمر كقرار حرب كما في البداية وإكتفى بالحديث عن تقدير للموقف يجب إجراؤه بعد توقيع التفاهم النووي الإيراني و مشاركة أميركا بالتقدير التي لا ترى جدوى من الحرب .
حرب نفسية لكن غير موفقة وتعبر عن قلق أصحابها لا قوتهم وثقتهم بقدراتهم .
2015-06-30 | عدد القراءات 2107