المنطقة تدخل ساعة التغيير 3-7-2015 ... روزانا رمال

مدير وكالة الطاقة الذرية يوكيا امانو يعلن من طهران أن إيران نفذت ما تعهدت بتنفيذه في الإتفاق الإطار الموقع قبل ثلاثة شهور حول ملفها النووي وأنجزت تعهداتها بتخفيض ما لديها من يورانيوم مخصب إلى النسبة المتفق عليها في المهلة المحددة ، وسفير إيران لدى الوكالة رضا نجفي يعلن بحضور أمانو ان التفاهم قد تم على آليات للتحقق وجداول زمنية لتنفيذه بصيغ تحفظ ثوابت إيران ومبادئ الوكالة . في فيينا كل الأطراف تعلن أن نسبة تتخطى ال90% من الإتفاق باتت منجزة ، والخبراء المتفاوضون يعلنون أنهم أنجزوا مسودة كاملة للإتفاق ، ووضعوا نقاط الخلاف بصياغات متعددة ليختار نواب وزراء الخارجية ومن ثم الوزراء ما يصلون للتفاهم بصدده وان الأمور التي تندرج في هذا الإطار تحتاج لقرار سياسي وهي لا تتعدى الثلاثة مواضيع تفصيلية في قلب عنواني العقوبات وآلية إنهائها من جهة وموجبات إيران لإيضاح مشاريع سابقة لديها تثير التساؤل حول وجود نوايا عسكرية في مشروعها النووي من جهة أخرى ، وفي قلبها مسألتي تفتيش المنشآت العسكرية واللقاءات مع العلماء ، وقد تضيقت الخلافات إلى بنود جزئية جدا يملك ويقدر الوزراء على بتها في ضوء ما تبلغه الخبراء من عناوين التفاهمات خصوصا بعد لقاءات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع كل من وزراء خارجية أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا منفردين ، ونجاح مباحثاته مع نظيره الأميركي جون كيري بوضع تصور مبدئي مشترك لمسألة العقوبات ونجاح المباحثات مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس برسم إطار قانوني لشروط التفتيش العسكري ولقاء العلماء . وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونائبه سيرجي رياكوف يؤكدان أنه سيكون هناك إتفاق خلال أيام والمتشائمون يقولون ان تمديدا لاسبوع إضافي سيتكفل بالتوصل للإتفاق . إذن العالم والمنطقة على موعد قريب مع أهم حدث في القرن الواحد والعشرين وهو لقاء القوة العالمية الأولى التي تمثلها أميركا مع القوة الإقليمية الأولى التي تمثلها إيران على تفاهم بعد خمسة عشر سنة من الحروب في المنطقة كانت الدولتان طرفيها المباشرين ، ورغم أنه يمكن التخفيف من أهمية التفاهم لدى البعض بالقول انه محصور بالشأن النووي ، لكن ما يجب على هؤلاء فهمه هو أن التفاهم تأخر لأنه بات محصورا بالشأن النووي ، لأن إيران أصرت على الصمود وعلى دعم صمود حلفائها في سوريا والعراق واليمن ولبنان وفلسطين كي لا تكون ثوابتها وثوابت الحلفاء على طاولة التفاوض ، وان التفاهم المحصور بالشأن النووي هو أهم بكثير وأعقد بكثير وكلفته أعلى بكثير من تفاهم يطال النووي وما عداه ، ولذلك فالآثار ستكون أكبر بكثير والتداعيات أهم بكثير ، فالتفاهم يعني إستبعاد المواجهة في الملفات الخلافية الأخرى حكما لأن نية المواجهة في حال وجودها ، كانت تستدعي عدم بلوغ التفاهم لأن من يذهب للمواجهة لديه امل بتغيير موازين القوى وفرض إتفاق أفضل ، ومن ينهي المفاوضات بإتفاق يعلن ضمنا ان لا ملف آخر سياخذه للمواجهة وأن طريق التفاهمات سيتكرر في كل الملفات تباعا ومهما كانت تعقيداتها . التفاهمات ستنتجهتا مفاوضات و ستكون وإيران مرتاحة لوضعها بعد عائدات التفاهم النووي عليها ، وسيكون وضع حلفاء أميركا أصعب وأعقد وهم يقفون قبالة إيران . ها هي تركيا تسحب الحديث عن الخيار العسكري داخل سوريا وها هي السعودية تعترف لروسيا انها فشلت في سوريا وتريد مصالحة معها ، وها هي أميركا نفسها تقول لروسيا ليس هناك بديل للرئيس السوري بشار الأسد . المنطقة ستتغير بسرعة خلال الفترة الممتدة حتى نهاية العام ويبدو ان روسيا وحدها تستعد للعب الأدوار المفصلية في صناعة التسويات من سوريا إلى العراق واليمن ولبنان . روسيا التي قال رئيسها ان الرئيس السوري بشار الأسد هو حليف ان تتردد موسكو بدعمه بكل أسباب القوة ...وهذا هو نموذج لما سيحدث خلال الأسابيع والشهور القليلة القادمة .

 

2015-07-03 | عدد القراءات 2347