انتصار ايران بمنع ربط التفاهم النووي بالملفات الاقليمية و حنكة روسيا بتعطيل العمل العسكري الاميركي ضد سوريا وصولا لمبادرة منسقة عنوانها الاعتراف بشرعية الاسد وفك العقوبات

تحدث الاستاذ ناصر قنديل أننا على أبواب إنهاء التفاوض حول الملف النووي  الايراني  والاحتمالات الواردة كلها تتحدث عن إنجاز التفاهم ، حتى المتشائمون يتحدثون اليوم عن تمديد لمدة اسبوع ويقولون أن إسبوعا إضافيا كافيا لإنهاء التفاوض والوصول الى التفاهم ، والمتفائلون وهم الأغلبية  وعلى رأسهم وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" ونائبه "سيرغي ريابكوف" يقولان أن أيام قليلة كافية للوصول الى تفاهم نهائي ،ومدير وكالة الطاقة الذرية "يوكيا امانو" وزيارته لطهران يؤكد أن ايران نفذت كل التعهدات التي كانت قد وقعت عليها في إتفاق الإطار في الثلاثين من اذار الماضي وتعهدت بإنجازها في الثلاثين من حزيران وخصوصا عند تخفيض نسبة من اليورانيوم المخصب لدى ايران ، والسفير الايراني لدى وكالة الطاقة الذرية "رضى نجفي" يقول أن الاتفاق قد تم على ألية وجدول زمني لكيفية  التحقق بما يحفظ مبادئ وكالة الطاقة الذرية .

القسم الاول :

هو ليس مناقشة الفرضيات أو الاحتمالات بل هو هل أن هذا الاتفاق النووي الايراني بدون التفاهمات الاقليمية هو تغيير نوعي أكبر في وضع المنطقة ؟ أم لو أن التفاهمات الاقليمية جزء منه يكون علامات تغيير أكبر؟

اشار قنديل أن ايران تأخذ مواقف تصادمية مع الغرب في الملف  السوري فأمريكا وحلفائها (السعودية وتركيا واسرائيل ) بات مصيرهم مرتبط بالنجاح لإسقاط سورية وبالتحديد في مسألة الرئيس الاسد والمسألة الثانية بالنسبة لإسرائيل فإيران ترفض الاعتراف بإسرائيل وتصر على أن اسرائيل غدة سرطانية يجب اقتلاعها

وهنالك تفاهم نووي صرف لا يتصل بالقضايا الاقليمية لأن ايران رفضت المناقشة في القضايا الاقليمية وايران قالت اذا كان ثمن الوصول الى التفاهم النووي هو الوصول الى تفاهم حول سورية فايران لا تريد هذا التفاهم نحن نقبل بالتفاوض حصرا على الشأن النووي و ما عداه فإيران على ثوابتها  لن تغير أو تبدل أو تفاوض

فالأمريكي بدأ بالحصار و العقوبات والتهديد بالحرب أملا بأن يضع ايران في موقع التفاوض على الربط ، ولكنه فشل وهو الان يضطر الى التوقيع تسليما بهذا الفشل فتفاهم نووي بلا ملفات اقليمية هو انتصار لإيران أكبر من تفاهم نووي مرتبط بملفات اقليمية فايران لا تقبل بالتفاوض على مستقبل سورية ومصير الرئيس  الاسد وبالتالي عندما يرضى الامريكي والفرنسي والالماني والبريطاني بالتوقيع على تفاهم يفرج لإيران عن أرصدتها واقتصادها مقابل البعد النووي فهو يسلم بأنه أتي الى تفاوض مع ايران في القضايا الاقليمية هو وحلفاؤه وهي أقوى لأنه بعد التفاهم ايران تكون أقوى وبالتالي من لديه امل بالمواجهة لن يؤجل الملف النووي

هذا التفاهم هو بداية تغيير في وضع المنطقة لصالح ايران وحلفائها الذين يخرجون منتصرين بانتزاع تفاهم لحساب ايران وملفها النووي واموالها وفك العقوبات عنها دون اي تنازل في شأن سورية ، والتمسك بالمقاومة ودعم حركات التحرر في المنطقة من الحوثيين في اليمن وأيضا في البحرين ، وهذا يعني أن المنطقة ذاهبة الى تفاهمات ، وسيكون الامريكي هو من يقدم تنازلات وحلفاؤها هم من يكونوا على ضفة الخاسرين .

القسم الثاني :

تحدث رئيس شبكة توب نيوز ورئيس تحرير صحيفة البناء في هذا القسم عن تطورات الازمة السورية لكن من زاوية محددة ففي ضوء الذي سيجري على مستوى الملف النووي الايراني في الاتجاه نحو التوقيع وفي ضوء القراءة لمعنى أن هذا التوقيع سيكون منفصلا عن تفاهم ارادته امريكا وحلفاؤها بأن يكون مرتبطا بالقضايا الاقليمية ، و ايران التي رفضت عملية الربط وأصرت على الرفض و صمود  حلفاؤها ، وأجبرت الغرب على توقيع تفاهم محوره الوحيد الملف النووي لأن جمع مقايضة ما تريده ايران في الملف النووي بتنازلات تقدمها ايران في قضية المقاومة وسورية ، وهكذا تخرج ايران من مفاوضات النووي وقد حصلت على ما تريد وهي كانت واثقة بأنها قادرة على الصمود هي وحلفاؤها حتى بلوغ هذه المرحلة ، وتبلغها بقوة خوف الغرب وخشيته من أن فشل التفاوض في ظل العجز على الذهاب الى الحرب سيعني هذا ان ايران ستعود الى التخصيب المرتفع النسب  وهذا يعني القدرة على تخزين كمية كافية لتصنيع أول قنبلة نووية حتى لو لم تكن تصنع فهي قد تكون أصبحت موجودة ،  تفاديا لهذا الخيار يأتي الغرب للتوقيع مرغما و مضطرا لأن  يدفع من حساب حلفائه (اسرائيل والسعودية وتركيا ).

وأضاف قنديل ما تدركه روسيا أن قلب اللعبة في المنطقة هو التفاوض على الملف النووي الايراني لأن رأس التفاهمات في الغرب يجب أن يبدأ بالتفاهم النووي فإذا تم هذا التفاهم هذا يعني أن التسويات تمت .

الشق الاول : ما قاله الرئيس بوتين أن الاسد حليفنا ولن نبخل على سورية لا بسلاح ولا بغير السلاح ، وروسيا تدعو الى حلف إقليمي دولي لمحاربة الارهاب مع سورية الاسد .

الشق الثاني : ما يقوله الروسي أنه في الشق الداخلي  هو الحل السياسي فلم يبقى حديث عن فترة حكم انتقالي ، بل أن هنالك انتخابات رئاسية قد جرت ،ورئيس منتخب ،  وهنالك انتخابات برلمانية آتية  في ربيع عام 2016 ، فالحرب على الارهاب متفق عليها ، ومع الحرب على الارهاب يوجد مصالحة داخلية من أجل  لم شمل السوريين ليكونوا جبهة واحدة بوجه الارهاب وراء الجيش ومن خلال الحكم ، مضيفا أن الحكومة لديها مهمة غير دعم الجيش وتسيير أمر الحكم ، فالتحضير للانتخابات القادمة بصورة تفتح المجال للمعارضين فمن يستطيع أن يأتي بثلثي البرلمان يحق له أن يعدل الدستور وبالتالي يحق أن يقول بدل ولاية  سبع سنوات ستكون سنتين لمرة واحدة فتنتهي ولاية الرئيس ، ولكن بشرط  اذا جاؤوا بثلثين في الانتخابات ، وبالتالي لو جرت  الانتخابات تحت رقابة الامم المتحدة فأن كل هذه المعارضة مع داعش و النصرة لا تستطيع بأن تأتي ب15% ، وفي قلب المبادرة الروسية تقول على أن تتم الانتخابات يوجد ظروف تتيح للجميع المشاركة بتكافؤ فرص ومنافسة مشروعة وحملات انتخابية متساوية بالوصول للناخبين بحق الترشيح وازالة جميع القيود امام عملية المشاركة في الانتخابات  للمقيمين والمغتربين والنازحين ويوضع ترتيبات كاملة لعملية انتخابية تأتي ببرلمان يجمع العالم على شرعيته .

بالتالي انتخابات البرلمان هي المدخل لصياغة سلطة جديدة في سورية على قاعدة أن ما يحصل عليه المعارضة والموالاة في البرلمان الجديد هو الذي يقرر الاحجام وعليه من معه الثلثين،  

متابعا أن سورية سوف تكون على مسار حل سياسي بالتزامن مع الحسم العسكري مع بداية عيد الفطر ومن الان الى عيد الفطر روسيا تقدم السلاح والمحروقات وايران ايضا بكل المستويات ، ومن هنا الى نهاية العام ستكون سورية على موعد مع تغييرات عسكرية هيكلية كبرى في القلمون وستكون سياسيا مع الاعداد  لحكومة و لانتخابات،  وسورية ستنتصر .

القسم الثالث :  

تحدث الاستاذ ناصر قنديل في هذا القسم أنه على خلفية ما توقفنا أمامه  من تطورات سواء في مستقبل التفاهم النووي الايراني أو الخلفيات التي حكمت للوصول الى هذا التفاهم خصوصا الفصل بين الملف النووي وتقنياته وتفاصيله وبين سائر الملفات الاقليمية وموضوع المواجهات المفتوحة خلال السنوات الخمس الماضية أو بجهة المبادرات الروسية استعدادا للمرحلة القادمة التي ستعقد توقيع التفاهم والتي ستكون بالتأكيد في مراحل التفاهمات والتسويات في الملفات الاقليمية لكن عبر خلفية موازين القوى المستجدة والتي تقف فيها ايران وحلفائها في موقع متقدم ويقف فيها حلفاء امريكا في موقع الخاسر ، ماذا ستفعل حلفاء امريكا وكيف سيتصرفون فهل سيستسلمون فهنالك عدة فرضيات ونظريات البعض يتحدث عن أن تركيا تحشد قواتها على الحدود مع سورية وبدأ الحديث عن نشر  18الى 25 الف جندي ، والبعض يقول أن 32دبابة جاهزة للدخول ، والتلفزيون الرسمي يتحدث عن الحشود على الحدود مع سورية والمتحدثين بإسم رئيس  الحكومة وإسم رئيس الجمهورية يقولون بأن نشوء كيان كردي على الحدود هو أمر لا تستطيع تركيا ان تتهاون معه ثم يبدا الشرح وهي أن المسألة ليست فقط مسألة سيطرة الاكراد على كوباني  عين العرب أو تل ابيض أو مناطق اخرى لكن إن ذلك سيكون فرصة من أجل مظلة جوية تسمح بعودة النازحين الى  المناطق تحت السيطرة التركية وحظر الطيران السوري من الدخول أو الاقتراب الى هذه المناطق ومنح الجيش الحر فرصة بسط سلطته وحكومته في مناطق محاذية للحدود وهذا كلام يتداوله كل مستشارون اردوغان واغلو علنا ، متابعا أن اردوغان قال لن نسمح لقيام كيان كردي فالخبر عن الحشود العسكرية معلن وبالمقابل حدثت المواجهة في درعا وفشل ما سمي بعاصفة الجنوب وفشل معه مشروع النصرة واحرار الشام وجيش الفتح وتوابعه ومعه ايضا الرعاية الاردنية ، والاسرائيلي الذي كان شريك مباشر بعملية درعا وهي اكثر عملية منسقة ومخططة منذ بدء الحرب على سورية  ،

والخطة هي ارباك للسويداء وقسم ثاني هو هجوم ومناورة عسكرية،  

التركي لم يقدر أن يحكم المنطقة بإسم السلطنة العثمانية الجديدة ، فالأمريكان يتعهدون لتركية  بأنهم  لن يسمحوا بقيام كيان كردي في المنطقة لأنه يهدد وحدة تركيا وانه بعد الذي حصل بالانتخابات واحساس الاكراد بوجودهم اصبحت المسألة مخيفة ، مضيفا أن الاسرائيلي لن يستطيع طلب الحماية أو خط احمر أو ميزان ردع فالمعلومات المتوافرة على الصفحات الصحف الامريكية تقول أن تفاهما قد تم فأغلو يقول أنه لن يدخل الى سورية ولن يجرئ الاتراك ، وكذلك الاسرائيلي الصحافة الامريكية تقول ان نتنياهو طلب اسراب من طائرات الفانتوم والطرازات الحديثة ولذلك لحمايتها من بعد التفاهم النووي والى أن تسترد سورية من عافيتها في قلب هذا المحور السوري العراقي الايراني و المقاومة ، وبالتالي اسرائيل تريد 10مليار دولار وطائرات f35  فبدأت المفاوضات الاسرائيلية الامريكية على هذا الامر والاردن ايضا لا يستطيع المواجهة مع سورية ولا التورط بحرب حتى لو تم تمويله من قبل السعودية فالوضع الداخلي في الاردن لا يتحمل ، وكذلك التركي 60% من الاتراك ضد اردوغان ، سورية من الحكمة أنها  لن تذهب الى الحرب لتوحد الاتراك وراء اردوغان بالعكس سوف تحمله تبعات هذه الحرب ،

وكذلك الاردني فأكثرية الشعب الاردني مع سورية فلها تجارب في هذا الموضوع وسورية تعلم جيدا أن دروز فلسطين المحتلة ومعها أيضا  مسيحيوا ومسلموا فلسطين معها ، وبالتالي المناخ القادم على الجبهتين الاردنية و التركية ليست مناخ تصعيد ولا مواجهات ، وملف التسوية قادم فكل الذين أقدموا  في الحرب على سورية يعرفون أنه ليس لهم مكان وبالتالي عليهم أن يستعدوا  للتوائم مع هذا الجديد

اما الطرف الاخر فالسعودي لا يستطيع التراجع بالحرب على اليمن بل يريد الاستمرار فلا يستطيع الانسحاب الى أن يصدر قرار دولي يجبره بالتوقف ، وبالمقابل الحوثيين يتقدمون .

واختتم قنديل أن الحرب على الارهاب هي حماية الانسانية جمعاء وبالتالي حلفاء امريكا ليس امامهم افق والافق القادم  قد حسم ووجهته واضحة وحلف المقاومة سينتصر .

تحرير : بشرى الفروي

2015-07-04 | عدد القراءات 2901