البعد الاقتصادي الذي سيترافق مع توقيع الاتفاق الكبير بين ايران و الدول الغربية لا يقل اهمية عم البعد السياسي و الاستراتيجي لموقع ايران و هالتها بالمنطقة عموما فهي بلا شك تنتقل من واقع لاخر ليس فقط من جهة دخولها نادي الدول الكبرى و تصنيفها دولة اقليمية عظمى انما لجهة كون هذا الدخول من باب الشرعية الدولية اي بتصويت الامم المتحدة و الدول الاعضاء .
لطالما عبرت اسرائيل عن استيائها من الاتفاق و سير جلسات فيينا و لا تزال لكنها لم تكتفي بذلك فقد حاولت التخل مرارا لتعطيل مسار هذه الملف الذي يعتبر بالنسبة اليها صفارة انذار دوت في ارجاء الكيان بان حقيقة الحفاظ على وجوده لم تعد اهمية الدول الكبرى و كانت عملية القنيطرة التي ردت عليها المقاومة في شبعا راسمة حدود جديدة هي الاخرى للردع من ثمة حرضت على الحرب السعودية على اليمن التي لا توال حتى الساعة مشتعلة لا تدري السعودية كيف ستستطيع الخروج منها بما يحفظ ماء وجهها .
هكذا حاولت اسرائيل محاربة الاتفاق من خلال الضغط على ايران و حلفائها في عدة ساحات و محاولات التعطيل بالنسبة اليها ليس ملفا يخضع للامر الواقع الذي تحدده اختام الاتفاق والذي يعتقد خبراء حضروا اجواء جلسات فيينا انه ما زال ممكنا و ان الاتفاق الذي سيكون بمثابة اعلان سيمر بعدة مراحل قبل ان يرى النور و يصبح حقيقة مثبتة و معاهدة لا يمكن تخطيها بالتعاملات من بينها مرور الاتفاق على الكونغرس الاميريكي و ما يمكن لاسرائيل ان تلعب دورا بنفوذها المؤثر على اصوات النواب فيه بالاضافة الى مرحلة مرور الاتفاق باروقة مجلس الامن الدولي .
الضرر اللاحق باسرائيل ليس فقط بعدا سياسيا يعكس تفوقا لحلف ايران و يدعمه بنفوذ اوسع بالمنطقة انما الضرر هو اقتصادي بالدرجة الاولى عبر عنه نتنياهو بوضوح معتبرا قائلا ان " مئات المليارات من الدولارات ستتدفق الى ايران في اعقاب الصفقة، التي ستستخدمها في "مسارها الإرهابي" حول العالم، حسب تعبيره طبعا ..هذا التعبير يحمل في طياته معرفة اسرائيل الجيدة ان ايران بعد رفع العقوبات عنها هي كتلة اقتصادية اقليمية وازنة ليست فقط قادرة على دعم حلفائها انما قادرة على المنافسة و الاستثمار و جلب رجال الاعمال الغرب الذين يجدون فيها ثروات و ارضية تاسيس لمشاريع منتجة غير موجودة في اسرائيل و لا توفرها طبيعة اسرائيل العدوانية لناحية الامن و الاستقرار بالاضافة الى القطاع السياحي الذي سيتضاعف في ايران كمقصد اساسي عند السواح الغرب بدلا من التفكير باسرائيل التي تعتاش على الخدمات والقطاع السياحي .
يعرف الاسرائيليين جيدا ان الوضع الاقتصادي الايراني المقبل على تحسن هو عكس الواقع الذي تعاني منه اسرائيل و ستعاني اكثر غدا فالدول الداعمة لها باتت اصلا تحذر من خطر الازمات المادية و المالية التي تشكل عبئا داخليا تعرضها للتهديد و الازمة اليونانية اليوم مؤشرا هاما و خطيرا بطبيعة الحال اما من ناحية الولايات المتحدة فاسرائيل تعرف تماما ان اميركا تغيرت و تبدلت في عهد اوباما كثيرا و ان صورة اسرائيل في عيونها ليست نفسها التي كانت تحذر من ان تختلف معها و يطفو الخلاف على السطح بل تستشعر اسرائيل اليوم ان اميريكا تتنصل شيئا فشيئا من عبئ شعارها "اسرائيل اولويتنا "
لاجل كل هذا تقلق اسرائيل و هي تعرف ما تقول و اليومين المقبلين يومي الاتفاق النووي الحاسم
2015-07-06 | عدد القراءات 2605