في الوقت الذي تخوض فيه واشنطن في فيينا مفاوضات توصف بالشاقة والصعبة حول الملف النووي الإيراني ويلوح رئيس الديبلوماسية الأميركية جون كيري من هناك بإنسحاب الوفد الأميركي من المفاوضات ما لم يتم التوصل للتفاهم المناسب مع نهاية المهلة المقررة اليوم ، يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عزم إدارته على مواصلة الحر ب على الإرهاب وخصوصا تنظيم داعش ويكشف انها ستكون حربا طويلة بعدما إطلع على التقارير العسكرية ، والكلام يأتي بعد إجتماع للقيادة العسكرية الأميركية ، و يضيف ان الغارات الجوية للتحالف وعلى رأسه الطيران الأميركي لا تكفي لحسم الحرب ، وأن التدخلات البرية هي الأساس مشيرا إلى ضعف القوى البرية القادرة على المشاركة في هذه الحرب مؤكدا على مواصلة دعمها ومحددا هذه القوى بفريقين هما البشمركة الكردية والمعارضة السورية المعتدلة ، مضيفا ولا زلنا نؤمن بالحاجة في سوريا لمرحلة إنتقالية بدون الرئيس السوري بشار الأسد .
من جهة مقابلة امامنا معطيات حاسمة تقول ان التمديد لليل الخميس في مفاوضات فيينا قد تم ، وحاز موافقة أميركية واضحة ، وأن كل شيئ هناك يسير نحو إنجاز الإتفاق ، ويقول القادة الإسرائيليون أن الإتفاق جاهز للتوقيع وأن واشنطن قبلت ما يهدد امن إسرائيل من دون أن تتمكن تل أبيب من إضافة القول انها قادرة على فعل شيئ لتعطيل الإتفاق أو ضرب البرنامج النووي الإيراني بعدما وضعت في الخزانة ما كانت تسميه بالخيار العسكري على الطاولة .
على الضفة السورية أمامنا ما قاله نائب وزير الخارجية الأميركية دانييل روبنشتاين الذي يتولى تنسيق السياسات الأميركية في الشرق الأوسط عن مستقبل سوريا ونقله عنه بحضوره و تعابير رضاه بهز الرأس عندما كان يقول نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف للصحفيين أن شركاءنا الأميركيين متفقون معنا اخيرا أن لا بديل عن الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته في الحرب على الإرهاب إذا أردنا أن لا تتحول سوريا إلى ليبيا أخرى أو صومال آخر .
أما على الضفة المتصلة بالملف النووي الإيراني فأمامنا كلام أوباما ردا على رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو الذي يشكل تفسيرا للكثير من الألغاز في هذه التناقضات الأميركية عندما قال ، نتنياهو لا يريدنا ان نوقع الإتقاق الذي سنتوصل إليه مع إيران ونحن ان نتوصل لإتفاق إلا إذا ضمنا إمتناع إيران تحت رقابة مشددة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تخصيب مرتفع النسبة لليورانيوم والإمتناع عن تخزين كل ما هو يورانيوم مخصب أي نفي إمكانية إمتلاك فرصة تصنيع قنبلة نووية ، ويضيف ، أن العقوبات فقدت وظيفتها التي تمثلت بمنع إيران من بلوغ هذه المرحلة التقنية وقد بلغتها ، والعودة للعقوبات ووقف المفاوضات يعنيان عودة إيران للتخصيب المرتفع النسبة وتخزين اليورانيوم المخصب وهذا يعني مساعدة إيران على إمتلاك القنبلة النووية بينما الحرب على إيران لا تضمن القدرة على المنع بل تقدم الذريعة لإعتبار القنبلة أمرا مشروعا .
يختم اوباما ردا على نتنياهو نحن معكم ومثلكم لا نريد إتفاقا لا يقيد مواقف إيران في المنطقة لكننا نريد إتفاقا يمنعها من إمتلاك قنبلة نووية فإعطونا بديلا يحقق الهدفين .
ربما هذا يفسر لعبة كيري الإيحائيةى بالفشل ليصير التفاهم النووي مطلبا للرأي العام .
في سوريا كلام أوباما يقول عمليا نحن مع المعارضة المعتدلة والبشمركة لكن الحرب بهما وحدهما سيعني أن تصير سوريا صومالا آخر وليبيا أخرى ، ونحن معكم لا نريد التعاون مع الرئيس الأسد لكن هل لديم بديل آخر ؟
هذا يفسر كلام بوغدانوف عن لسان روبنشتاين .
إستراتيجية أوباما تقوم على معادلة مخاطبة حلفائه بمعادلة نحن معكم لكن إعطونا بديلا آخر ... وإلا دعونا نذهب للتفاهم مع إيران والإتفاق مع الرئيس الأسد
2015-07-07 | عدد القراءات 2473