التفاهم النووي للتوقيع والتمديد لترويض الرأي العام - ناصر قنديل

عندما بدأت المفاوضات حول الملف النووي  الإيراني في محاولة جديدة للتفاهم في خريف  عام 2013 ، بعد الحل الكيميائي في سورية أعلن الامريكي والايراني الرغبة المتبادلة باستئناف المفاوضات ، وقال اوباما فشلنا في  ان نأخذ من ايران الالتزام بعدم دعم المقاومة والالتزام بالتخلي عن سورية و المقاومة ، والالتزام أن السعودية تبقى يدها العليا في الخليج ، ومعها ضوابط وضمانات من ايران كي لا تمتلك قنبلة نووية ، لقد حاولنا ولم نقدر فأصبح لدينا خيار من اثنين اما خسارة الاثنين أو ربح واحدة ، فمن الغباء خسارة الاثنين ، وبالتالي اذا كان هنالك امكانية لاتفاق نحصل منه  على ضمانات ان ايران لا تمتلك سلاحا نوويا يكون امر عظيم و ايران مستعدة لإعطاء ضمانات بتعديل بالمفاعلات ، وايران لديها استعداد أن لا تخصب يورانيوم على النسب المرتفعة ولديها استعداد بأن لا تخزن يورانيوم مخصب ، وهذه شروط عدم التحول الى مشروع نووي عسكري ، وبالتالي التفاوض يدور حول التفاصيل المتفق على عناوينها ،  فبعد مرور عام على بدء المفاوضات لم يصلوا الى نتيجة ، ولم يصلو الى التفاوض فلماذا  اعلنوا التمديد الى 7 اشهر.

" جيفري فلتمان "يقول  لوليد جنبلاط اننا نحتاج الى الاتفاق اكثر ما تحتاجه ايران  ولكننا نؤجل لكي يتأقلم حلفاؤنا ( اسرائيل وتركيا و السعودية ) مع هذا التغيير ،  وبالتالي مددوا وانجزوا في المرحلة الاولى لنهاية اذار 2015 ووقعوا اتفاق اطار رغم الاقوال بأن المفاوضات قد تفشل ، ولم تفشل

نائب وزير الخارجية الايراني "عباس عرقجي" ورئيس الملف النووي المفاوض عن كبير المفاوضين الايرانيين يقول ان الاتفاق و المسودات منجزة ، ووزير الخارجية الروسي "لافروف" يقول بأن الملحق الخاص بالعقوبات انتهى ويبقى فك الحظر عن تجارة السلاح ، وسمح لإيران بموجبه بأن تشتري وتبيع السلاح ويبقى سلاح الصواريخ البالستية وبسلاح الصواريخ البالستية وجدوا المخرج واتفقوا عليه بأن لا يطال الحظر الا على  المتممات للصواريخ البالستية التي تسمح بأن تحمل رؤوس نووية ، بالتالي طريق الحرب مسدود ومن اعاد اساطيله من امام ساحل سورية اعجز من ان يذهب الى حرب على ايران ومن اعاد اساطيله من امام ساحل سورية قبل بالحل السياسي والحل السياسي هو القبول بإيران التي لن تساوم على اليمن أو سورية أو المقاومة ، وتكتفي باتفاق نووي والاتفاق النووي ستلتزم به  ايران بصدق لأنها لا تريد سلاحا نوويا  وتكتفي بأنها امتلكت التقنية الكاملة بكل مراحلها ، وبالتالي الغرب  لا يمكن ان يفرط بهذا الحل  ، المشكلة لدى الغرب أن السعودية تضع الاموال  والاسرائيلي لديه مجموعات ضاغطة نافذة بالكونغرس ونافذة بوسائل الاعلام وشبكات الاتصال ، فهنالك حملات تقوم على مبدأ توقيع التفاهم مع ايران ، والمعركة التفاوضية في شق منها لتحقيق مكاسب  تساعد  في تسويق التفاهم  وفي شق آخر  للماطلة وتخويف الرأي العام الغربي  من مخاطر عدم التوقيع  مقابل حملة ضخمة لترويض الرأي العام ، بأخذ نسبة من الرأي العام بالإقناع ، ولكن هنالك شق او طرف اخر من الرأي العام المتعاطف مع اسرائيل ، و ترويض هذه الشرائح في الرأي العام لا تحكمها القناعات  ، والطريقة الوحيدة لجلب هذه الشريحة من الرأي العام  من اجل عدم التشويش على الاتفاق هي الصدمة الكهربائية وهي اشاعة المناخ بخطورة الفشل وهي الايحاء بأن الامور تذهب الى الانهيار  العام ، وبالتالي الاتفاق سيوقع رغم الاطالة وهذا الذي يجري هو لرفع  التوتر والقلق ليصبح هنالك مزاج عام في الرأي العام الدولي أي إيران وامريكا واوروبا واسرائيل بالإسراع على توقيع الاتفاق لعدم تحمل الفشل ، وبالتالي نحن امام مشهد يقول بأن كل شيء ذاهب الى التوقيع وان الذي يجري ليس الا تمهيد للتوقيع

2015-07-11 | عدد القراءات 2377